ذنبكم انكم لستم زرق العيون ...ذنبكم انكما يا يسر و يا رزان ترتديان الحجاب ..و ذنبكم انكم عشتم في زمن العهر و التناقض و الكيل بمكيالين ...ذنبكم ان اسمائكم ضياء و يسر و رزان و ليس تشارلي و لا ابيدو و لا جوني و لا موشيه...ذنبكم انكم تنتمون لامة اضطهدت و عاث فيها المستغل الفساد ...ذنبكم ان العالم المنافق يحج الى باريس يرفع رايات الولاء و الاعتذارات على ذنب لم يقترفوه ...و يعتصمون على المنارة و يبرزون التصريحات عن الاسف و الولاء ...و لا يفعل كل هذا من اجلكم ...ذنبكم ان التيارات التكفيرية من ابناء جلدتكم حولوكم من ضحايا الى ارهابيين و مجرمين ...ذنبكم ان (العالم الحر) يظن انه حر بنفسه و لنفسه اما على الآخرين امثالكم فعليهم التمتع ببقايا و فتات حريتهم و رفاهيتهم ...ذنبكم انكم تطلبون العلم في (بلاد الحرية امريكا ) و انكم جاورتم احد العنصريين الدمويين الساديين الذين ترويهم دماؤكم و يتلذذون بقتلكم لا لسبب فقط لانكم انتم و لستم منهم ...احبائي الشهداء هذا هو ذنبكم ....
نعم انكم شهداء في نظري و نظر الملايين من الاحرار في العالم ...شهداء رغم من يرفض الاعتراف او الاقرار بشهادتكم ...شهداء على صليب الحرية المصلوبة منذ زمن طويل في ارض تدعي حرية الانسان و تحمل على ارضها تمثال الحرية !! الم تقم هذه الدولة على جماجم الملايين من السكان الاصليين ( الهنود الحمر ) او السود كما يحبون ان يسموهم ..فما الضير لو قتلتم انتم و انضممتم للقائمة؟؟ ...نعم انكم الشهداء في الزمن المنسي و في البعد اللا متناهي من احتقار جنس البشر و في زمن التعالي و النظرة الفوقية لمن لا ينتمي اليهم ...انه الزمن الحراشي كما وصفه الكاتب الجزائري ( الطاهر وطار)...و هو زمن العودة للرق و العبودية ...و لكن و بصراحة في زمن يقبل فيه بعضنا هذه العبودية ..و يقبل التبعية و يقبل ان يكون انسان من الدرجة الرابعة او الخامسة او حتى العاشرة ...انه زمن تنتهي فيه حريتك امام حريتهم فهم اسياد العالم و هم الارقى و الاقوى و الافضل ...و هم زرق العيون ...
اعذروني فلا اقصد ان اتكلم بشكل عنصري و لا اقصد بزرق العيون شعوب العالم من الاوروبيين و الامريكان و غيرهم ...فانا احترم و احب و اتمنى الخير للبشرية جمعاء ...و اؤمن بعلاقات المحبة و المودة و الاحترام بين شعوب الارض ...فلكم كل الاحترام يا زرق العيون ..احبكم في الانسانية ..مقتنع تماما باحقيتكم بالحياة و الرفاهية و العيش الآمن بدون ارهاب او عنصرية ..هذا ما اتمناه لكم و لكن بالتأكيد اتمناه لشعوبنا مثلكم تماما و لا افضلية لاحد على حساب الآخر في هذا الامر ...و لا اقبل ان يكون امنكم و رفاهيتكم على حساب امننا و رفاهيتنا ...و لا اقبل ان يكون دمكم افضل من دمنا و لا اقبل ان يكون حقكم في الحياة قبل حقنا و لا اقبل ان تكون حياة و دماء ابيدو و زملائه افضل و اهم من حياة ودماء شهدائنا الثلاث ...
لا ابرر ابدا مقتل الصحفيين الفرنسيين _و ان كانت جريمة قتلهم قد جائت كرد فعل على الرسوم المسيئة للمعتقدات _ما كانت يجب ان تنشر و فيها استفزاز لمليار و نصف مسلم في العالم ...و رغم ذلك لا شيء يبرر جريمة القتل ...و لكن ايضا بنفس المقياس ما الذي يبرر قتل ضياء و يسر و رزان بوحشية و رصاص بالرأس ؟؟!! ما الذنب الذي اقترفوه؟؟ و لا يقل اهمية السؤال ما الذي صدر من الادارة الامريكية من ادانة و اهتمام بعملية القتل ؟؟ و ماذا فعل اعلامهم كرد فعل على هذه الجريمة ؟؟ و اين المتباكين على حق الانسان بالعيش بامان و طمأنينة حول العالم ؟؟ و اين مسيرات الاحتجاج و الرفض للجريمة البشعة؟؟ اين الاعتذارات و بيانات الشجب التي طولب بها العالم الاسلامي بعد جريمة ابيدو ؟؟و قد قمنا بها على احسن وجه بل بالغنا فيها ...
((عودوا انا كنتم ..فقراء كما انتم ..غرباء كما انتم..يا احبابي الموتى عودوا حتى لو كنتم قد متم ...صمتا ..صمتا من هذا الطارق ابواب الموتى ؟؟ يا هذا الطارق من انت ؟؟ ايكون العالم ؟ لم يبقى لدينا ما نعطيه ...اعطيناه دمنا ..اعطيناه حتى اعظمنا و جماجمنا....))
ارقدوا بسلام احبائي فستلقون عدالة السماء المفقودة على الارض ..ستجدون المحبة و الرحمة و الظلال الدافئة و ستتظلمون لقهر بني البشر ...و دعونا نقاوم و نرفض كل انواع القهر و الظلم و الاضطهاد ....و الى اللقاء حيث لا ظلم و حيث ان ((اكرمكم عند الله اتقاكم...))