الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مثابرةٌ بإرادة الجبالِ حققت ذاتها من جنين..حكايةُ امرأةٍ أرادت أن تكون
تاريخ النشر: السبت 15/03/2014 20:09
مثابرةٌ بإرادة الجبالِ حققت ذاتها من جنين..حكايةُ امرأةٍ أرادت أن تكون
مثابرةٌ بإرادة الجبالِ حققت ذاتها من جنين..حكايةُ امرأةٍ أرادت أن تكون

  

تقرير :اسماء قلالوة

بكلِ جدٍ واجتهاد في مشاريعِ مختلفة عملت؛ لتعيلُ أسرةً مكونةً من ستةِ أفراد، ولتكمل تعليم بناتها في الجامعات، وتثبت وجودها كامرأة ناجحة بين أهلها في المجتمع.

بدأت نعيمة (37 )عاماً، والتي تنحدر من قرية الجديدة قضاء جنين أول مشاريعها منذ ثلاثةِ أعوام بعد أن أنهت ابنتها مرحلة الثانوية العامة لتؤمن لها مبلغاً ماليّاً يدرسها التخصص الذي تفضله، لعدمِ مقدرة زوجها أن يتكفل في دراسة ابنته من أقساط ومواصلات وغيرها من اللوازم، حيث بدأت مشروعها الخاص بقرضٍ حصلت عليه من جمعياتٍ نسوية في داخلِ القرية.

تقول نعيمة "بدأت بقرضٍ صغير قيمته 2000 شيكل من جمعيات تشرف عليها بعض نساء القرية؛ لإنشاءِ مشروع زراعي يتمثلُ في زراعةِ الخضرواتِ كالقمح، والبصل والثوم".

بعد سنةٍ واحدة استطاعت نعيمة تسديد القرض الأول لتحصلَ على قرض آخر؛ لزيادة مشروعها وتوسيعه، وبالفعل نجحت في بيع المحصول الذي زرعته، وأصبحت تدفع أقساط ابنتها من خلالِ هذا المشروع دون أن تدق باب أحدٍ طالبةً المساعدة منه" .

وتتابع نعيمة "بعد أعوام أخرى رأيت أنني أستطيع القيامَ بمشروع آخر وهو الأشغال اليدوية التقليدية من تطريز، وتزيين القرن، وتنسيق الزهور، وغيرها من الأشغال، ففكرت بفتح مشروع آخر بجانب مشروع الزراعة لأستطيع إلحاق ابنتي الثانية بالجامعة .

بدأت نعيمة هذا المشروع بأعمال محدودة وأدواتٍ بسيطة، لكنها وسعت هذا المشروع ليصبح مدراً للدخل لها ولأسرتها.

تكمل نعيمة حديثها عن مشوار نجاحها  قائلةً :"في كلّ خطوة كنت أقوم بِها كنتُ أحتاجُ إلى مبلغ من المال لأستطيع البدء فيها، وفي كلّ مرةٍ كنت أتوجه إلى الجمعيات النسوية؛ لتقدم لي الدعم والمساندة في كل خطوة أقوم بها ".

وبذلك استطاعت الجمعيات النسوية في داخل القرية رسم الابتسامة على وجه عائلة السيدة نعيمة، وتحقيق حلمها بإنشاء مشروعها الخاص بها من الأعمال اليدوية.

وحول مسيرتها تقول نعيمة " على الكنفة منذ صغري بدأت أتعلم أعمال الخياطة والتطريز، و الفضل يعود في ذلك إلى عمتي التي كانت في كل صباح تجلس، وتضعنا حولها لنتعلم حرفة الأعمال اليدوية كالتطريز، ولكي نطوره ليصبح أداة تراثية جميلة يستفيد منها في الملابس والتزيين وغيرها ".

تضيف نعيمة وهي تكمل تطريز الحرير على الكنفة "بعد احتراف الصنعة أصبحت أمارس ما تعلمته في منزلي، أو أروج لعملي وأقوم ببيعه؛ من أجل النهوض بمشروعي وإنجاحه".

تجيدُ نعيمة عمل الكثيرِ من الصناعات اليدوية التقليدية مثل التطريز، وتنسيق الزهور، وتزيين القرن، بالإضافة إلى جمع كرات الصوف لعملِ الملابس والطواقي وكفوف اليدين، وتشكيل الخرز لصنع المسابح الطويلة، وغطاء لعلبة المحارم وغيرها من المشغولات اليدوية.

وتؤكد نعيمة "أن المرأة الفلسطينية قادرة على التطويرِ وإعالة الأسرة إن وجدت من يأخذُ بيدها ويدعمها، إضافة إلى تمتعها بالإصرار؛ لإثبات ذاتها، وإيجاد قيمةَ لها داخل مجتمعها.

تقوم نعيمة اليوم بتدريبِ نساء القرية اللّاتي يرغبن في تعلم الصنعة، وتشعر بفخر كبير بما أنجزتهُ وحققته من إعالة أسرتها، وتعليم بناتها بالجامعة، وتوفير الحياة الكريمة لهم .

وحول تسويق المنتج تقول نعيمة "أسعى دائماً إلى إنجازِ عدد كبير من المشغولات لأقومَ بعرضها في معرضِ بيت الفن، ومعرض خيط وإبرة في مدينة جنين، حيث أنها تلقى إقبالاً كبيراً من قبلِ الأجانب خاصةً التطريز والخرز، كما تلقى إقبالاً محلياً جيداً، لكنها تطمحُ أن يكون هناك وعيٌ أكثرَ بأهميةِ التراث الفلسطيني والمحافظة عليه ".

البداية كانت صعبة لكن الجمعيات النسوية في القرية كانت كالعصا السحرية أخذت بيدها وساعدتها في التسويقِ، وتعريف الناس بها وإطلاعهم على أعمالها.

وتطمح نعيمه مستقبلاً في توسيعِ مشاريعها بشكل أكثر، وزيادة التسويق لمنتجاتها في معارضَ على مستوى فلسطينيّ؛ لعرض التراث الفلسطيني، وإنشاء مقرّ خاصّ بهذه الأشغال داخل القرية.

تقول نعيمة " هذه الأعمال من شأنها أن تُحيي التراث الفلسطيني في ظلِ التكنولوجيا المتسارعة، التي ساهمت بإبعادنا عن كل ما هو تراثي قديم ".

وتوجه نعيمة نصيحةً إلى الشباب، ومن يملكُ فكرةً رائدةً ومشروعاً إنتاجياً، ولم يجد من يأخذُ بيده، أن يتوجهَ إلى مؤسسات وجمعياتِ إقراض تسانده كما حدث معها تماماً. 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017