فراس أبو عيشة- ضجةٌ جديدةٌ تتولد في الشارع الفلسطيني مع مهاجمة البعض لمواقع الأرصاد الجوية الفلسطينية، واتهامهم لها بالتهويل في حجم العاصفة الثلجية القادمة "الدامون"، فمن الذي سيتحمل التهويل هذه المرة؟، ومن الذي سيكسب؟، وهل سيستعيد كل موقع طقس فلسطيني الثقة من جديد بعد سلسلة من الإخفاقات السابقة على حد تعبير البعض؟.
الطقس: ننقل الصورة حسب المعطيات
ويُؤكد مدير موقع طقس فلسطين الأستاذ أيمن المصري أن موضوع المنخفضات والعواصف يكون بعيداً عن التهويل بشكلٍ كامل، فنحن وكل مواقع الأرصاد الجوية تنقل الصورة بمعطياتها وقراءاتها، مع العلم أن هُنالك تفاوت ما بين عاصفة ثلجية تاريخية وعادية، ونحن نقدم المعطيات دون تهويل، وللمواطن الحرية في القول، فهو يستطيع أن يتحكم بحياته، وهو أعلم بظروفه على أيَّة حال.
ويستطرد المصري قائلاً "كل الأنظار تتجه نحو هذه المواقع دوماً، وهم بمتابعة حثيثة لها، ولكن هنالك بعض الناس لديهم سوء نية، وينتظرون بترصد واضح لكل خطأ، ولو كان بسيطاً، ويهاجموننا، وتكثر الطعنات التي نتلقاها".
موقف الصحافة الفلسطينية
وللصحفيين الفلسطينيين موقفٌ آخر، يُبين الصحفي عميد دويكات أن راصدي الجو، والمتنبئين، والأرصاد الجوية، ومواقع الطقس، والهواة، أمام امتحانٍ صعب هذه المرة بعد الفشل أمام جمهورهم في تحديد حالة الطقس، والتنبؤ بها بشكلٍ صحيح، فالتخوف أن يكون هنالك عدم ثقة تكونت من المرات السابقة، وقد تنعكس سلباً، لعدم تصديق المواطن من وجود حالةٍ جويةٍ سائدة، ربما تكون استثنائية وغير متوقعة.
وأما الصحفي أمين أبو وردة، يرى أن تضارب التوقعات أوقعت الجميع في خانة ضعف الثقة، وليس انعدامها، لأن الظروف المناخية قائمة على التنبؤ، والتجربة السابقة، أعطت القائمين على المواقع درساً ليكونوا أكثر حذراً في المرات القادمة، وخصوصاً مع عاصفة "الدامون".
ثقة فلسطينية تزول أو لا تزول
وللشارع الفلسطيني رأيٌ يتفق ويدعم، تقول الطالبة في كلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية هالة أبو عيشة "الثقة لا زالت حاضرة وقائمة، فحالة الطقس تُعطى وتُنقل لنا بناءً على الخرائط الموجودة، ولا يعني الخطأ مرةً نهاية العالم والمطاف، لأنَّه في المقابل توقعات صائبة، وكل ابن آدم خطاء".
والله عز وجل هو الذي يتحكم بحالة الجو، ففي ليلةٍ وضحاها قد تتغير الحالة الجوية، وهذا لا يتحمله أي موقع طقس فلسطيني، فإرادة الله فوق كل شيء.
وتُتابع "الناس نفسها هي من تهول، وبالمقابل هي من تُهاجم تلك المواقع، وتتهمها بالتهويل، وكل شخصٍ لا يستغني عن توقعات الخبراء في الأرصاد الجوية، لأنَّه قبل خروجه من المنزل، يستمع لحالة الطقس، ليعرف ماذا سيرتدي".
وبجملة "الأصل من الناس أخذ الحيطة والحذر، وتجهيز نفسها لحالة استثنائية، وربنا من يرزقنا الخير"، يختصر المحامي أشرف جبر حديثه.