الرئيسية / الأخبار / فلسطين
فن المقاومة: الريشة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال
تاريخ النشر: اليوم الساعة 09:17
فن المقاومة: الريشة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال
فن المقاومة: الريشة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال

نابلس من سوار سكر

الفن في قضية فلسطين ينبض بالحياة والصمود ويروي قصة شعب لم يستسلم للظلم بل بنى هويته على أنقاض الظلم والظالم، والرسم بالريشة واللون رسالة فعالة وصادقة لنقل الصمود والروح الفلسطينية، عندما يوثق الفنان ما يراه وما يعيشه، هذا ليس محض صدفة بل تفريغاً للمشاعر والحال المؤلم الذي عاشته فلسطين المكلومة اليتيمة، في دمج الرسم مع القضية الفلسطينية يصنع الفنان منبراً للتعبير عن الحقوق و العدالة ويلهم للتغيير وتوحيد العالم لدعم القضية الفلسطينية بصفته الوسيلة البصرية القوية التي يفهمها الجميع على الرغم من اختلاف الثقافات والحضارات.
تقول الفنانة التشكيلية خريجة جامعة النجاح الوطنية ميس أبو صاع أن العلم والوجود والقوة الفلسطينية قاهرة للعدوّ، وأن الفن لغة بسيطة جميلة تدخل القلوب ويفهمها كل من يراها، فنحن الآن نعيش في عصر الصورة فلنجعلها سلاحاً نحارب به وندافع عن أرضنا، تنوه أبو صاع إلى أن الفنان يجب أن يحافظ على هويته ويقاوم من أجلها من خلال ريشته وتوارثها مع الأجيال القادمة أيضاً.
تعبّر أبو صاع عن شعورها بالقهر عند البدء برسم كل ما يخص القضية والوطن، وتقول "احنا شعب بنمشي بأرضنا ما إلنا كلمة حتى النفس والكلمة ممنوعات بسبب محتل غاشم ضعيف"، وتذكر أبو صاع أن هدفها دائماً في كل مؤتمر تنظمه وكل دولة تزورها أن تنقل رسالة شعبها بلغتها وريشتها الخاصة، وتقدم أبو صاع رسالتها التي تنص على " أن كل فنان فلسطيني يجب أن يحافظ على الثوابت والمبادئ التي ورثها عن الأجداد وألّا يتخلى عنها أو يبيعها".
تنوه أبو صاع إلى أن هناك رسالة وطنية قوية من الأسرى و الشهداء وكل فلسطيني إنسان وأنها تجسدّها بريشتها، وتضيف أن كل جداريّة تصنعها بقوة الطابع الفلسطيني لتُرَسّخ فكرة أننا يجب أن نعرف تاريخنا وتراثنا الذي يحاول المحتل سرقته بشتى الأشكال، وتقول أن الموت يقهر فكيف إذا كان على يد العَدُوّ، فيجب أن نحافظ على حقنا ونمنع أحد أن يقاسمنا به، ونؤكد أن كل إنسان له طريقة وفن في التعبير عن القضية وهذا يرجع الوجود والكيان والكرامة التي تجسدها بريشتك لتنقل للعالم أنك ما زلت تقف بصمود وعزّة.
وتشير أبو صاع إلى أن التوازن بين الجمالية الفنية والرسالة الفلسطينية يعود إلى مدى الوعي والمخزون الثقافي لدى الفنان، وعليه أن يكون على معرفة بالقضية الفلسطينية ولديه القدرة على تجسيد الأعمال وتسخيرها لصالح القضية، فيصبح دمج بالروح والعناصر واللون والمشاعر.
وفي سياق الحديث نقول أن الفن والرسم الفلسطيني بجوهرهما يستحضران الماضي ويجسدّوه بالحاضر، أي يقوم الفنانون بالاسترجاع الزمني، الذي يعكس ما كان يعيشه الشعب الفلسطيني وما هو عليه الآن من معاناة وظلم ودمار، و الفنانين يواجهون تحديات في التعبير عن الصراعات والظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني دون الوقوع في التشويه أو التبسيط الزائد، فتحتاج أعمالهم إلى الحساسية والتوازن لنقل رسالتهم بوضوح وفعالية دون تشويه الحقائق أو تجاهل التعقيدات، وتذكر أن الفنانين الذين يرسمون حول القضية الفلسطينية يجب أن يكونوا حساسين للواقع ويعبرون عن تجاربهم بمصداقية، و هذا يعكس أن واجب الفنانين هو نقل رسالتهم بوضوح وفعالية دون إزدواجية أو تجاهل الحقائق.
الريشة في القضية الفلسطينية تشهد على قوة الإرادة والإبداع التي تنبعث من أعماق الشعب الفلسطيني ممزوجة بروح المقاومة والأمل في تحقيق الحرية والعدالة، وقضيتنا مرتبطة بتاريخنا وانسانيتنا وكرامتنا وديننا وأي شكل من أشكال التنصل منها يعني التنازل عن مكون رئيس في ذلك، و يبقى الفن الفلسطيني شاهداً قائماً على النضال، حيث تتحول اللوحة إلى سلاح يرشق رصاصته من قناصة فلسطينيّ غاضب فلم ولن يتنازل بهذه السهولة المتوقعة من قِبَلِ خصمه، والألوان إلى أصوات تنادي بالحرية والعدالة لشعبٍ بقي يقاوم ويدافع عن هذه الأرض المكلومة.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017