الرئيسية / الأخبار / فلسطين
هل يحقق "بن غفير" مطلب المستوطنين بفتح الأقصى كاملًا خلال مسيرة الأعلام؟
تاريخ النشر: منذ 5 ساعات
هل يحقق "بن غفير" مطلب المستوطنين بفتح الأقصى كاملًا خلال مسيرة الأعلام؟
هل يحقق "بن غفير" مطلب المستوطنين بفتح الأقصى كاملًا خلال مسيرة الأعلام؟

لا يفوّت وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مناسبة ليحاول إثبات ولائه للعقيدة الصهيونية المتطرفة بتلبية مطالبها لا سيّما فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة طمس هويته الإسلامية وتهويده قدر ما يستطيع.

فمنذ توليه منصبه، بدأ بن غفير بتحقيق مطالب الجماعات الاستيطانية التي كتبت له عريضة حينها بأحد عشر مطلبًا يتعلق بالمسجد الأقصى، ابتداءً من زيادة أعداد المقتحمين وإطالة المدة الزمانية للاقتحام وتوسيع نطاقه ليشمل عدة أبواب، وغيرها.

وقبل أيام، تعالت أصوات تلك الجماعات مطالبة بن غفير بفتح الأقصى كاملًا أمامهم خلال مسيرة الأعلام الاستيطانية، والمقررة في 25 و26 مايو/ أيار المقبل.


وأطلقت "جماعات الهيكل" المزعوم الأسبوع الماضي، عريضة لجمع تواقيع موجهة لـ "بن غفير" لفتح الأقصى أمام المقتحمين طوال ساعات "العيد" من مساء الأحد 25 مايو وحتى مساء الاثنين 26 مايو.

كما طالب المستوطنون في العريضة السماح بحرية العبادة الكاملة داخل المسجد، بما في ذلك إدخال ما أسموها "الأدوات المقدسة" مثل الطاليت والتيفيلين ومخطوطات التوارة لأداء طقوسهم التهويدية.

وسنويا تنطلق "مسيرة الأعلام" من منطقة باب العامود؛ بمناسبة احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967، ويُشارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين والحاخامات والوزراء المتطرفين، ويتخللها تأدية طقوس استفزازية واعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم

محاولة لفرض حقائق..

يقول المختص بشؤون القدس زياد ابحيص، إن الاحتلال يفرض حقائق بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى، ففي الفترة الممتدة من عام 2003 وحتى 2008 لم يكن هناك وقت مخصص للاقتحام، لكن من عام 2008 عندما بدأت الاقتحامات، كان الوقت المخصص 3 ساعات، اليوم وصلت لـ6 ساعات.

ويضيف ابحيص في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن جماعات الهيكل الآن تطالب باقتحام الأقصى بنفس طريقة ما يسموه "دخول جبل الهيكل"، مشيرًا إلى أنها تحاول بذلك تحقيق هدفين، الأول أن لهم حق متساوي مع المسلمين في الأقصى، والثاني توسيع الأوقات المخصصة للاقتحام.

ويرى المختص بشؤون القدس، أن استجابة حكومة الاحتلال لمطالب الجماعات الاستيطانية ليس بالضرورة أن تتم كما طلبوا، وأنها ليست قريبة، لكنه يشير إلى أن تلك المطالب تحقق هدف هذه الجماعات بأن مطلبهم شرعي ولهم الحق، والثاني توسيع أوقات الاقتحامات واذا استطاعوا زيادة عدد الأبواب التي يدخلوا منها، وهو أحد المطالب للجماعات الاستيطانية، وعدم الاقتصار على باب المغاربة للاقتحام وباب السلسلة للخروج.

ويستطرد "ضيف سند": "خلال الأيام الماضية وفي عيد الفصح اليهودي، أقام المستوطنون طقوسًا أمام بابي الأسباط والقطانين بالأقصى، وتم إغلاق باب القطانين لأربعة أيام أمام المصلين لأن المستوطنين يصلون خلف الباب، فهم يسعون لتحقيق واقع بتمديد الوقت ونطاق التواجد داخل المسجد الأقصى، بحيث يكونوا بذات خانة الاشتراك مع المسلمين في هذا المكان المقدس".

ومنذ تولي بن غفير منطبه، كتبت منظمات الهيكل قائمة بـ11 مطلبًا برسالة أسمتها "قائمة الـ11"، كان منها زيادة أعداد المقتحمين ووضع إرشادات توضيحية للمستوطنين داخل الأقصى، وغيرها، وبن غفير يسعى لتحقيق هذه المطالب، وحتى الآن حقق 4 منها، وفق ابحيص.

ويتابع: "بن غفير يتعامل مع هذه المطالب باعتبارها بيانه الوزاري وتحافظ على وجوده ومستقبله السياسي، لذلك يعمل على تطبيقها بكل ما يستطيع".

ويلفت ضيفنا، إلى أنه تزامنًا مع مطالبات الجماعات الاستيطانية بفتح الأقصى أمامهم بشكل كامل، فإن الاقتحامات تزداد وتيرتها وبأفواج كبيرة في الوقت ذاته، وذلك كله بناء على برنامج بن غفير بالحفاظ على مستقبله.

ويردف: "جماعات الهيكل هي واجهة الصهيونية الدينية بموضوع الأقصى وبن غفير جمهوره ديني انتخبه وفوضه لتغيير الواقع بالأقصى، كما فعل سموتريتش بالضفة بتغيير واقعها واقتلاع الأهالي منها وتوسيع الاستيطان بحيث يحافظ من خلال ذلك على وجوده السياسي".

أزمة سيادة..

ويرى ابحيص أن اهتمام المستوطنين المتزايد بمسيرة الأعلام، ينطلق من أزمة سيادة، عمليا ازدادت أهميتها كانت منطلق منذ حرب 2021 "سيف القدس" التي هدفت لتفريق المظاهرة، حيث بدأت برشقة صواريخ على مستوطنات القدس، ودوّت صفارات الإنذار وتم تفريق المسيرة.

ويشير ضيفنا إلى الهدف والتعبير الرمزي لمسيرة الأعلام، والتي تسعى لإظهار أن البلدة القديمة بالقدس هي للمستوطنين، لكنها لا زالت عربية حتى اليوم، لذلك يدّعي الاحتلال أن هذه المدينة هي عاصمته لكنه بالفعل غريب عنها، فيأتي بمسيرة الأعلام ويجتاح المدينة بالأعلام والرقصات والاستفزاز تحت حماية الشرطة، لإظهار سيطرته عليها، وبالتالي، هي لم تعد تعبير عن السيادة وإنما عن أزمة لأنه لم ينجح بتغيير هوية القدس.

ويستدرك ضيفنا بالقول: "المسيرة تنجح باستعراض الهيمنة الصهيونية على المدينة ولو ليوم واحد، لكن هل يوجد دولة بالعالم تنظم مظاهرة بعاصمتها لتقول أنها عاصمتها؟ هذا لا يحصل إلا بالقدس لأنها ليست عاصمة للاحتلال ولا يوجد أحد ينظم مسيرة سنوية في عاصمته ليثبت أنها عاصمته إلا الاحتلال الإسرائيلي".

تغيير الواقع بالقدس..

من جهته، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، أن مسيرة الأعلام تكشف عامًا بعد عام، عن زيادة قوة ومتانة "جماعات الهيكل" وتُستغل من قبلهم لإحداث تغيير في كل الوضع القائم في البلدة القديمة في القدس وفي داخل أسوار المسجد الأقصى، بما فيه كيفية الدخول إلى المسجد الأقصى وأعداد المقتحمين وتوقيتهم وتأدية طقوس دينية؛ لنسف كل ما يسمى بالوضع القائم بالأقصى.

ويشير شديد في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن بن غفير يعد جزءًا مركزيًا من جماعات الهيكل، لافتًا إلى أنه استطاع خلال العامين الماضيين وتحديدا بعد تؤسه الوزارة المسؤولة عن الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود، استطاع أن يحول حتى من الشرطة الإسرائيلية من جهاز تنفيذ وفرض القانون إلى ذراع من أذرع جماعات الهيكل وجماعات اليمين الديني في إسرائيل من خلال يعني السماح وتسهيل دخول الاف المستوطنين سنويا وجمله التقيدات والإعاقات التي تقوم بها الشرطه اتجاه المصلين الفلسطينيين.

ويرى ضيفنا أن كل يوم يمر هناك إضافة جديده لخلق وقائع جديدة في مدينه القدس، ويقول: "لا أرى إمكانية فلسطينية لإفشال هذا المشروع".

ويختم بالقول: "بالنهاية اليوم الإسرائيلي يدخل يسرح ويمرح بالمسجد الأقصى دون أي احتجاج باستثناء التقارير الإعلامية الفلسطينية حول أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد".

وفي عيد الفطر في الـ 2 من أبريل/ نيسان الجاري، أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى يرافقه عشرات المستوطنين، وسط حراسة مشددة من الشرطة.

وتزامنت العريضة التي طالبت خلالها "جماعات الهيكل" بفتح الأقصى خلال مسيرة الأعلام، مع تداول مواقع ومنصات عبرية فيديو بواسطة الذكاء الصناعي يظهر تفجير المسجد المبارك وإقامة "الهيكل المزعوم" تحت عنوان "العام القادم في القدس".

وعلى إثر ذلك حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطورة ما يتم تداوله على منصات تابعة لـ"منظمات استعمارية، بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى المبارك، وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية المختصة التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض.

كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، من أن الدعوات الإسرائيلية لفتح المسجد الأقصى بشكل كامل أمام المستوطنين خلال "مسيرة الأعلام" المقبلة، تمثل تطوراً خطيراً في مخطط تهويد المسجد وفرض السيادة عليه بالقوة.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017