تقرير ملاك عويسي
في ريف رام الله الشمالي الغربي وعلى التِلال الخضراء وبعد اجتياز الحواجز التي تقطع اوصال الوطن، تبرز قرية قراوة بني زيد، في حضن الطبيعة الخلابة، تدمج بين تراثها واصالتها وبين العهد الجديد عمرانياً وتقدماً في المشاريع والأفكار.
ووفقا لروايات عديدة سُميّت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني زيد التي استقرت بها بعد انتصار الأيوبيين عام 1187، والتي تبلغ مساحتها ٨ كيلو متر مربع، وهي احدى القرى التي لازالت تُحافظ على تاريخها العريق ووجودها رغم التحديّات التي تواجهها وفي مقدمتها الاستيطان الاسرائيلي.
وبقول عقبة طه مدير مركز الديوان الثقافي ومدير مدرسة: لدى هذه القرية العديد من البصمات ابرزها في المجال التعليمي والاقتصادي حيث يسود نمط الوظائف معظم اعمال القرية ووجود نسبة من التجار والمزارعين، بالاضافة الى البصمه في الحركة الوطنية فقد قدمت الكثير من الشهداء منذ وقت الثورة عام ١٩٣٦ حتى وقتنا الحاضر،
واضاف عقبة: يمتاز اهالي القرية بـ حُبهم وتعاونهم مع بعضهم البعض وفي هذه القرية العديد من العائلات منها عائلة ( عرار ) التي تشكل نسبتها ٦٥_٧٠ ٪ من اهالي القرية، والباقي عوائل أخرى.
كما تضم القرية مجموعة من المؤسسات منها المجلس القروي التي تأسس مع وجود السلطة الوطنية، ومؤسسة جمعية قراوة بني زيد الخيريّة التي تأسست عام ١٩٧٦ والتي افتتحها القائد الوطني توفيق زياد، وكانت ولازالت تتميّز في عطائها لاهالي القرية في مجالات الصحية والتعليمية والرياضية.
من جانبه يقول فادي غرار عضو المجلس القروي في قراوة بني زيد، ان المجلس تأسس في العام 1996 عند قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، يعيش فيها 4500 نسمة تقريبا، والمجلس يقدم خدمات في تقديم خدمة المياه والنظافة وتوسيع البنية التحتية وفتح شوارع والنهوض بالبلدة.
وفي اطار دور المرأة الفعاّل في القرية قالت نزيهة عرار عضوة في المجلس القروي: تتميز القرية بوجود عدة نشاطات وجمعيات نسويّة منها جمعية سيدة قراوة وجمعية المرأة الريفيّة ونشاط السيدات في هذه الجمعيات يقدم خدمات كثيرة للبلد سواء رفع مستوى المرأة من ناحية ثقافية واقتصادية، وتتيح هذه الجمعيات للمرأة الوصول الى مراكز صُنع القرار.
ويعد مركز الديوان للثقافة والتراث، من اشهر المعالم الثقافية والتراثية في قرية قراوة والذي اسس من مبادرة ثقافية من قبل مثقفي القرية ابرزهم عقبة طه، ويقدم المركز مزيجاً من الانشطة منها الدورات التعليمية وامسيات شعريّة ومهرجانات تراثية.
استيطان زاحف
من يزور البلدة يتوقف عند ينبوع المياه الذي كان مصدر حيوي للاستخدمات اليومية لاهالي القرية، ومع مرور الزمن يحاول الاحتلال الاسرائيلي نهب ينابيع القرية لذا تعاني من أزمة مياه حادة رغم موقعها فوق الحوض المائي الغربي، حيث أن شركة المياه الإسرائيلية (ميروكوت) تتحكم في ضخ المياه، مما يؤدي إلى جفاف 80% من الحنفيات بحسب شهادات محلية.
ليس فقط الماء ما يتعرض للنهب، فالقرية محاطة بأراضٍ زراعية مهددة بسبب التوسع الاستيطاني الزاحف، خاصة من جهة مستوطنة “حالمِيش”، والتي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى توسيعها تدريجيًا على حساب الأراضي الفلسطينية.
الاصالة والتجديد
تجمع القرية بين الطابع التراثي حيث تحتفظ بجذورها العميقة وبين طابع التجديد والحضارة فـ زائرها اليوم يلمس فيها روح التجديد والمبادرة، وفي هذا الاطار برد مُنتجع (صوفيا بارك) وهو مشروع سياحي حديث اقيم وسط الطبيعة الخلابة، ويشكّل نموذجاً جذاباً لما يمكن ان تقدمه القُرى الفلسطينية من سياحة ريفيّة مستدامة، ويفخر رامي عرار احد القائمين على المشروع بإن صوفيا بارك مشروع ريادي ومتميز، ويوفر كل احتياجات الاسرة من أطفال وناشئة وفتيات ونساء وكبار، ويعد ملاذاً للافراد والمجموعات، وفيه كل الأقسام من صالات افراح متعددة وزوايا للأطفال وحضانه ومدينة العاب متطورة ومراكز استجمام وسباحة ولياقة بدنية ومركز تسويق ومقاهي وجلسات هادئة.