من المؤكد أن عشاق اللون الأرجواني سيتفاجأون عندما يعلمون أن هذا اللون المفضل لديهم ليس موجودًا في الواقع. فقد كشفت دراسة حديثة أن الدماغ البشري هو المسؤول عن إنتاجه ببساطة.
ففي الحقيقة، كان لون البحر في الماضي أخضر، وهو ما أظهرته دراسة علمية جديدة.
وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل"، أوضح العلماء أنه عندما تلتقي الأشعة الحمراء والزرقاء من الضوء في نفس الوقت، يحدث ارتباك في العين والدماغ لأن هذين اللونين يقعان في طرفي نقيض من طيف الضوء المرئي.
لتعويض ذلك، يقوم الدماغ بتدوير الطيف الضوئي بشكل دائري، مما يؤدي إلى مزج الأزرق والأحمر ليُنتج اللون الأرجواني.
ورغم أن هذا اللون "حقيقي" بمعنى أننا نراه، إلا أنه في الواقع ناتج عن محاولة الدماغ حل التشويش بين أطوال الموجات المتعارضة للضوء، كما أظهرت الدراسة العلمية.
عندما يدخل الضوء إلى العين، يصطدم بخلايا خاصة تُسمى "المخاريط"، التي تساعد على رؤية الألوان. وهذه المخاريط تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أحدها يستشعر الأطوال الموجية القصيرة (المخاريط S التي تلتقط الأزرق والبنفسجي)، والثاني يستشعر الأطوال الموجية المتوسطة (المخاريط M التي تلتقط الأخضر والأصفر)، والثالث يستشعر الأطوال الموجية الطويلة (المخاريط L التي تلتقط الأحمر والبرتقالي).
عندما يسقط الضوء على العين، يتم تنشيط المخاريط المناسبة وتُرسل إشارات عبر العصب البصري إلى الدماغ. يستقبل المهاد، المسؤول عن معالجة الحواس، هذه الإشارات ويبدأ في تفسيرها.
إقرأ أيضا: اختبار بسيط يتنبأ بالوفاة في غضون 6 سنوات
تنتقل هذه الإشارات إلى القشرة البصرية في الدماغ، حيث يحلل الدماغ المخاريط المنشطة ومدى قوتها ليحدد اللون.
وفي حال تواجد الضوء بين لونين مثل الأزرق والأخضر، يتم تنشيط المخاريط S وM معًا. يقارن الدماغ بين مستوى تنشيط كل نوع من المخاريط لتحديد اللون النهائي.
ونتيجة لهذا النظام المعقد، يستطيع الدماغ تمييز أكثر من مليون لون مختلف، بما في ذلك الألوان الأساسية والمختلطة مثل الأزرق المخضر أو الفيروزي.
لكن بما أن الأزرق والأحمر يقعان على طرفي نقيض في طيف الضوء المرئي، فإنه لا يجب أن يختلطا معًا ليشكلا لونًا جديدًا، على الأقل وفقًا للطريقة التي يعمل بها دماغنا.
لذا، عندما يتم تنشيط كل من المخاريط S (المسؤولة عن الأزرق/البنفسجي) والمخاريط L (المسؤولة عن الأحمر)، يواجه الدماغ صعوبة في تفسير هذه الإشارة.
لتجاوز هذا التحدي، يقوم الدماغ بتقويس الطيف الضوئي ليجمع بين الأحمر والأزرق/البنفسجي، مما يؤدي إلى اللون الأرجواني.
وبذلك، يقنعنا دماغنا أننا نرى لونًا غير موجود في الواقع. ومع ذلك، يبقى اللون الأرجواني أحد الألوان المحبوبة للملايين حول العالم.