الرئيسية / مقالات
الميناء العائم : خطة استراتيجية ام امل جديد ؟
تاريخ النشر: الأحد 02/06/2024 15:42
الميناء العائم : خطة استراتيجية ام امل جديد ؟
الميناء العائم : خطة استراتيجية ام امل جديد ؟

الميناء العائم : خطة استراتيجية ام امل جديد ؟

بقلم. قسام سمري و حلا الخطيب

في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي تقوده إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، تعيش غزة تحت وطأة حصار اقتصادي خانق. وسط هذه الظروف القاسية، برزت خطوة أمريكية غير مسبوقة بإنشاء ميناء عائم على سواحل غزة، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.

هذا المشروع، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، يمثل بصيص أمل لسكان غزة، حيث من المتوقع أن يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية وتحسين التجارة.
افادات الجزيرة الاخبارية ان اللجدل لا يهدا بشان الميناء الذي شرعته الولايات المتحدة في انشائه على ساحل قطاع غزة ولا تنتهي التساؤلات بشان جدواه وتكلفته وكيفية ادارته لكن السؤال الاهم هل حقا الميناء العائم والمؤقت هذا كما يقولون اولوية انسانية لاهل غزة ام لاغراض اخرى لاول مرة يكشف مسؤول امريكي ان التكلفة التقديرية لبناء الرصيف البحري قبالة ساحل قطاع غزة ارتفعت الي 320 مليون وبحسب المصدر فان التكلفة زادت الى المثلين تقريبا عن التقديرات الاولية روجر ويكر قال ان التكلفة التي سيسدد ثمنها دافعوا الضرائب الامريكيون كبيرة جدا مقارنة بمنافعه مستغربا ان كل هذا لتشغيل الرصيف لمدة 90 يوم فقط وكان الرئيس الامريكي جو بايدن اعلن عن انشاء الرصيف في مارس الماضي بحجة تسهيل دخول المساعدات الى غزة وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يوميا وقد يصل العدد الى 150 شاحنة عندما يعمل بكامل طاقته وهو عدد قليل جدا مقارنة بما كان يدخل قطاع غزة من شاحنات برا قبل الحرب وبحسب خطط توصيل المساعدات سيكون ميناء لارنكا في قبرص بمثابة نقطة انطلاق للمرات البحري الذي ستبحر منه سفن للقطاع حيث يتم تفييش السفن من قبل اسرائيل ومن ثم تتجه السفن الى الميناء العائم قبالة ساحل غزة في البحر المتوسط وبعدها تنقل البضائع الى الشاطئ عبر جسرين بطول يصل الى 550 متر لكل منهما لتوضع في مكان يقع الى الجنوب قليلا من مدينة غزة كما يقع المكان الى الشمال من الموقع الذي ينتهي فيه محور نتسريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه ويرى مراقبون ان هذا الميناء لا يرتبط حقا بالدواعي الانسانية وانما بتشديد الحصار الانساني والاقتصادي على القطاع ويعد بحر متنفسا اقتصاديا لسكان القطاع حيث تنتشر المشاريع والمحال والمتاجر في حين يشكل مصدر رزق لالاف الصيادين الذين يواجهون منذ سنوات مخاطر متعددة بسبب الاحتلال ولا يستبعد اخرون ان يكون الميناء المؤقت خطوة متقدمة للاستحواذ على غازي غزة في حقلين نارين واحد واثنين وقد اثار وزير الخارجية الاسرائيلي في شهر فبراير الماضي جدلا في اجتماع رفيع المستوى لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي للترويج لخطة بناء جزيرة صناعية قبالة ساحل غزة فهمت لدى البعض بانها مشروع منصة للغاز وشحنه نحو اوروبا
مع استمرار التصعيد العسكري، يبقى السؤال حول دوافع الولايات المتحدة في إنشاء هذا الميناء محط جدل. البعض يراه خطوة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة الغزاويين، بينما يعتبره آخرون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها في المنطقة وتحقيق توازنات سياسية معينة.

وفي حين ترحب بعض الفصائل الفلسطينية بهذا المشروع باعتباره فرصة لإنعاش الاقتصاد المحلي، تظل المخاوف قائمة حول قدرة هذا الميناء على العمل بفعالية في ظل الحصار المستمر والتصعيد العسكري. ورغم الدعم الذي يقدمه هذا المشروع، فإن سكان غزة ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة تتطلب حلولًا شاملة ومستدامة.

ان هذه الحرب اليوم تستهدف الوجود ويجب ايقافها من اجل حماية الارواح والممتلكات حيث استمرارها يعني اسباب حياة اقل للشعب الفلسطيني في غزة ويصبح الميناء العائم التي انشأته الولايات المتحدة الامريكيا مقابل شواطئ غزة اكثر صلة بالواقع حيث سيصبح نافذتنا للعالم وقد يبدا بالمساعدات الانسانية و توفير خدمات علاجية ومن الممكن ان ينتهي بالاسوأ فيكون سبب في تهجير من يرغب بالخروج .
من هذا السياق المعقد يبقى الميناء العائم لغزا ويبقى السؤال هل حقا تم انشائه بغرض تحقيق دوافع انسانية او لتحقيق اهداف اخرى ؟
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017