الرئيسية / ثقافة وأدب
ارحموا صابر الرباعي و ارحمونا! بقلم يحيى عقل
تاريخ النشر: الثلاثاء 23/08/2016 20:49
ارحموا صابر الرباعي و ارحمونا! بقلم يحيى عقل
ارحموا صابر الرباعي و ارحمونا! بقلم يحيى عقل

  

 

قبل اتهامي أنا ايضا بالجاسوسية والتطرف اسألكم رحابة صدركم وقراءتكم لما لدي.

شعب أغلبه متناقض لا يحب نفسه ولا يحترم أو يحب غيره الا من رحم ربي.

ارحموا صابر الرباعي وارحمونا!

من قبل مجيئ الفنان التونسي صابر الرباعي لإحياء الحفلة في فلسطين وشن الكثير من الفلسطينين الهجوم على شخصه وعلى مدينة روابي والشركة المنظمة للحفل حيث اتفهم هجومك على الشركة ومدينة روابي لأنه بالفعل الملايين التي تصرف على مثل هذه الحفلات سواء بصابر أو بغيره فالشعب أولى بها والفقراء أولى بها وغزة أولى بها وأسر الشهداء أولى بها والمؤسسات الخيرية والطلبة وذوي الإحتياجات الخاصة أولى بها فأتفق مع ذلك قلبا وقالبا وأشد على اياديك... لكن ما ذنب صابر شخصيا؟

صورة بطريق الصدفة والخطأ لصابر الرباعي مع احد جنود الارتباط الإسرائيليين احدثت ضجة اعلامية وانقلبت الدنيا ولم تقعد! ما أن رأيت صورة لصابر على مواقع التواصل الإجتماعي الان إلا ورأيت شتائم وقذف من شعبنا حدث ولا حرج.

والعجب أن الجميع صدق بنسبة مئة بالمئة أن صابر تصور مع الإسرائيلي بمحض ارادته وعندما أعلن وصرح شخصيا بأنه لم يكن يعلم وبأن الرجل كان يتكلم العربية بطلاقة وان الشركة الفلسطينية المنظمة للحفل نفسها لم تنبهه لذلك وتعاملت مع الضابط الإسرائيلي المتواجد بكل احترام فكانت النتيجة أنه لم يصدقه أحد! وشتائم حدث ولا حرج.  حتى وان ثبتت براءته من التهمة المنسوبة له الان بأنه عميل ومطبع الخ... فلن تعتقه جالية اخرى من ابناء شعبنا وستقول: حتى لو ما تصورش معه، كيف وصل الجسر والمطار؟ اكيد بتصريح اسرائيلي! وكأن القيادات العربية و رجال الأعمال الفلسطينين يسافرون بتصريح موزنبيقي!  وكأننا في الضفة الغربية عند زيارة القدس ومناطق الداخل المحتل نطلب تصريحا هولنديا! عجبي.

سؤالي هنا: لماذا لا أصدق صابر؟! اذا كنت انا الفلسطيني الذي اعيش في فلسطين لا استطيع لغاية الآن التمييز بين الزي العسكري الفلسطيني والزي العسكري الإسرائيلي الا اذا انتبهت للأعلام! ولا أقصد الاهانة هنا للبواسل الفلسطينين العسكريين من ابناء شعبنا فأقدرهم اونحني لهم اجلالا ولكنها حقيقة! هل ترون سوى اللون الأخضر والأزرق؟! فلماذا ألوم صابر التونسي الذي ليس له بالناقة ولا بالبعير ولم ينتبه ولم ينبهه احد؟

قصة واقعية حدثت معي شخصيا: في فترة تدريسي لطلاب مدرسة الأمل الابتدائية الخاصة في مدينة سلفيت، ومن يعرف موقع المدرسة يعرف بأنها تطل على دائرة عسكرية لبواسلنا الفلسطينيين  فيما كانت تعرف قديما بالقوة 17 وهي اطار ومبنى عسكري فيه عساكروجنود  فلسطينيين من ابناء شعبنا تطل عليه المدرسة.

 فكان الطلاب في وقت الفسحة والفراغ ينظرون من الشباك أو عن سور الحائط ويقولون ومنهم الخائف: جيش! جيش! شفت الجندي اليهودي؟

 فصعقت! وتوجهت فورا للمديرة الفاضلة وطلبت منها تنظيم رحلة لهذا المركز أو الدائرة العسكرية كي يعلم الاطفال انهم حماة الوطن وليسوا بإسرائيليين! وفعلا ذهبنا وكان يوم اكثر من رائع باستضافتهم.

 فكيف ألوم صابر؟ وهذا الكم الهائل المبالغ فيه من الشتائم لفئة من ابناء شعبي ضد الفنان التونسي! تونس الخضراء وموقفها المشرف تجاه قضيتنا لم أجد شخصا يلتمس له عذرا! ولم نفكر حتى بأنه عمل اسرائيلي مخطط له لزعزعة العلاقات وتشويه سمعتنا وسمعته! عيب.

شعب لا يعرف لمن يوجه اصبع الاتهام مع احترامي للفئة الواعية بالتأكيد، ولا يرحم أحدا على الإطلاق! في الوقت الذي يجب ان نكون فيه يدا بيد.

زارت أصالة نصري فلسطين واقامت حفلة وغنت فيها (فلسطين عربية) وبدأ الناس بهجومهم على منظمي الحفل ومن ثم نالت المسكينة نصيبها بعد الحفل! وعندما زارت الأقصى وصلت في المسجد الأقصى صاح بعض المريضين نفسيا وعذرا على اللفظ ولكن اقتضت المواجهة، صاح بعضهم: العاهرة تصلي في الأقصى! عيب!

منحت القيادة الفلسطينية جواز السفر الفلسطيني لراغب علامة بعد موقفه مع محمد عساف ودعمه معنويا في برنامج ارب ايدول وايضا قامت فئة كبيرة بشتم السلطة وشتم راغب شخصيا بألفاظ وعبارات مثل: لا يشرفنا ان تدخل فلسطين! هناك فرق بين الانتقاد والوقاحة! لم يمنعك احد من الانتقاد فهو حق مشروع لكن عبارات كهذه تدل على عهر فكري ليس بإنتقاد! وما ذنب الرجل على اية حال؟

حتى عساف،من دمنا ولحمنا، دعمناه وهتفنا له وغنينا اغانيه حتى فاز باللقب وعندما فاز لم يسلم شرنا! هجمنا عليه هجوم غير طبيعي لمجرد انه بدأ مسيرته الفنية في دبي وبدأ يصدر البومات خاصة وفيديو كليبات خاصة! مثله مثل أي فنان مشهور... هل كان معروفا في غزة؟ هل كان احد يعلم بأن علي الكوفية لابن المخيم محمد عساف؟! وعندما قام بإحياء حفلات هنا وهناك في فلسطين شتموه بأبشع الألفاظ  فكلنا يعلم ما حدث في حفلة رام الله! السؤال: هل هذا ذنب الحزين؟! ام ذنب من نظم الحفل وذنب اخلاق شبابنا الذي حضر الحفل؟! اتهموه بالمادي والانتهازي وانه نسي قضيته وانه وانه وانه... لم يدعي عساف يوما بأنه صلاح الدين الأيوبي وسوف يفتح بيت المقدس! مغني متواضع قمنا نحن بايصال صوته للعالم والان نقذفه ونتهمه وننسفه، عيب.

وقمة التناقض عندما كانت هناك انباء حول زيارة المغني الأجنبي (انريك ايجليسياس) لرام الله ولا أعلم ان تحقق هذا الأمر أم لا، تدخل على صفحات التواصل الإجتماعي لا تجد ذما واحدا! كلها عبارات مثل (ياي! بحبك! ما شاء الله واعي! بيدعم فلسطين) ونحن نعلم لو كان صابر أو اصالة سيأخذون مليونان ف(انريك) سيتقاضى عشرة!

 لا ابرر ولا التمس عذرا ولكن التمس الاحترام والوعي والنقد البناء! بدلا من الصورة القبيحة التي نظهر بها للعالم كشعب فلسطيني يفترض بأن له تاريخ مشرف!

وان اردت منع الغناء واقامة الحفلات في فلسطين من باب توفير تكاليفها لمن يستحق فأنحني لك اجلال واكبارا ولكن لا تكن كالعاهر الذي يحاضر بالشرف! كم من فنان شعبي محلي يحيي حفلات اعراسنا ويقيم حفلات هنا وهناك مقابل آلاف مؤلفة! كم من فرقة غنائية يدفع لها اجور كبيرة للظهور في المحافل الوطنية؟

هاني متواسي الفنان الأردني من أصول فلسطينية أقام حفلات في مدن فلسطينية فقامت الدنيا ولم تقعد! وفي الآخر تبين ان متواسي اعلن بأن ريع حفلاته في فلسطين ستذهب للمؤسسات الخيرية والمستشفيات.

جميعنا يعلم دور المشاهير في العالم وتأثيرهم في الإعلام في مختلف البلاد ونرى اعداد كبيرة من المشاهير سواء مغنيين او ممثلين او غيرهم يستضيفهم الكيان الصهيوني و يدعمونه ماديا واعلاميا ويؤمنون بأكاذيبه ويروجون لسلامهم المزعوم وقتالهم ضد الارهابيين الفلسطينين على حد تعبيرهم... لماذا لا نكون مثلهم؟

 انا لا اقول بأن علينا احياء الحفلات واستضافة المشاهير يوميا! كلا! ولكن عندما يحدث الأمر مجبر اخاك لا بطل! لماذا لا نحترمه ونستغل نفوذه ودعمه لقضيتنا وشعبنا؟ لماذا نشتمه لينقل صورة غير حضارية عن بلاد المقدس؟ انتقد من جلبه لا هو!

ختاما أقول: قليل من الصبر وقليل من التأني وقليل من المنطق وقليل من الاحترام! وارحمونا!

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017