الرئيسية / الأخبار / فلسطين
المولود محمود نزال يولد في فرنسا ووالده أسير خلف القضبان
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/09/2016 13:28
المولود محمود نزال يولد في فرنسا  ووالده أسير خلف القضبان
المولود محمود نزال يولد في فرنسا ووالده أسير خلف القضبان

 نابلس:

في ظروف  لا يمكن وصفها الا بأنها في بالغة التعقيد نفسيا واجتماعيا رزق الأسير الفلسطيني محمد نجيب نزال القابع في سجن مجدو بمولوده محمود، من زوجته المغربية الأصول والفلسطينية الهواء الهام المغيث نزال في احد  مشافي باريس بفرنسا بعملية قيسرية. ولم يمر واحد حتى تمكن الاسير من سماع الخبر السار عبر الاذاعات المحلية التي تبث برامج للتواصل مع الاسرى لتكون الفرحة موزعة بين السجن وبلته قباطية وفرنسا حيث تقطن زوجته والمغرب حيث عائلة الزوجة.

محمد نجيب نزال  شاب فلسطيني هاجر سنة 2007 للدراسة والعمل في مصر ،تاركا احزان بحجم السماء في بلدته التي شهدت   استشهاد أخيه محمود نجيب نزال، ليفجع بعد أشهر بوفاة والدته فلم يحضر جنازتها ولا دفنها ..

كانت  قباطية بالنسبة لمحمد هي آمه التي لم يستطع بعد سنوات الغياب من تضميد جرح فراقها ، فلم يعد وضل يجتهد لإثبات جدوى التضحية والسفر . وبعد سنوات من التفوق في جامعة القاهرة ،صدر ضده حكم منع امني بلا سبب إلا لأنه فلسطيني ، فحرم من شهادته وعجز رغم المحاولات من الرجوع إلى جامعته .

انكب بعدها على شغله فكان الفلسطيني الوحيد الذي استطاع بذكائه وأخلاقه من الحصول على وظائف حكومية في شركات مصرية ، أبدع محمد في تسيير فرق العمل وإنجاز عدة مشاريع لفائدة تلك الشركات، لكن كونه فلسطينيا منعه من الاستقرار في بلد شقيق احبه جدا وبنى فيه من الصداقات ما اعتبره السلوى عن اهله .

تعرف محمد خلال سنوات الغربة في مصر على زوجته ،م غربية الأصل ومقيمة في باريس ،ثم أصبح يحلم بشيء منع عن خياله لمدة سنوات ،واعتزم الحب والحياة .وضل مشوار الخطوبة والسعي إلى الزواج 6 سنوات كاملة ، حاول خلالها محمد تقديم طلب التأشيرة من القاهرة فعجز عن ذلك ثم قرر السفر الى الأردن لعلمه أن الفلسطيني قد يحصل على أي تأشيرة دون الحاجة إلى إقامة أردنية ،خصوصا فلسطينيو الضفة بجواز "سلطة"

حاول محمد السفر خلال سنة 2014 تاركا شغله وأصحابه وحياة تعود عليها منذ 2007 ،مؤمنا بحبه وقناعة انه يريد الزواج وبناء حلم راوده منذ سنوات، فاشترى تذاكر السفر ولملم أغراضه تاركا كتبه وبعض ما لم يستطع حمله للزملاء ،قبل أن يعود ادراجه مرتين : مرة من مطار القاهرة واخرى من الإسكندرية .

أخبروا محمد أن عليه أن يحصل على تصريح سفر، كونه فلسطينيا ،من أمن الدولة المصري  ..ولأنه يعلم تماما أن لا نشاط له على أرض الجمهورية ولا على غيرها فقد ضل أشهر يتردد على "المجمع "في القاهرة ويخضع لتحقيق أمن الدولة والمخابرات ،قبل أن يحصل في آخر شهر من 2014 على إقامة مؤقتة وتصريح امني بقرار دولة  مصر أن محمد سليم دون أي نشاط أو تهديد .

سافر محمد اول 2015 إلى الأردن واستقبله عمه المقيم في عمان فاشغل فترة بسيطة مع ابن عمه في مختبر للأسنان بعيدا عن تخصصه ، لأن شغفه للتعلم ورفضه الإحساس باستغلال أحد من محيطه ، ولو بضعة أيام في بيت عمه ، جعله يبحث عن دخل مادي بسيط يجعله يساهم في قوت يومه قبل موعد السفر لإتمام الزواج مع خطيبته .

قدم محمد طلب التأشيرة في سفارة فرنسا بعمان ،ورغم موافقة مبدئية من الجهات الفرنسية تم رفض الطلب دون إبداء السبب ..ولم يستسلم . وقرر محمد التنقل للعيش والشغل في مشتل يمتلكه أحد أولاد عمه في مخيم البقعة ،منتظرا أن يوفر مبلغا كافيا لمحاولة السفر من جديد .

بعد أشهر من المحاولات وخيال الأمل ، قرر مع حبيبته أن يطرح على أهلها إمكانية إتمام الزواج بعمان ثم اللحاق بها إلى فرنسا ،فكانت الموافقة وسافرت إليه زوجته آخر شهر من 2015 ، ليتم الزواج الشرعي فور وصولها  في عمان يوم 18/12/2015 ثم انصرف الزوجين يتمان معاملات الزواج الإداري في المحكمة الشرعية ليقيم بعدها حفل زفاف بسيط حضره بعض من أهل محمد وأخوات لم يكن قد رآهن منذ الصغر ،فكان اللقاء والأمل في حياة جديدة .

سافرت زوجته عائدة إلى فرنسا بعد 21 يوما من الزواج وكان العهد أن يلحق بها بعد أيام ليجد نفسه في سجن  عسقلان بدل باريس ، بسبب اسم ورد في تحقيق بعض من عرفهم واعتبرهم أصحاب ورفاق  غربته المصرية ، حيث أبدع أولاد البلد في جعل اسمه شماعة لكل التهم الموجهة إليهم ظنا منهم أن محمد لن يعود إلى فلسطين ولا ضرر في رمي التهم عليه ..سذاجتنا العربية تملي علينا أحيانا انك أن أغمضت عينيك فلن يراك عدوك ..فاغمض الأوفياء أعينهم عما جاء في تحقيقهم  وعن ظلم صاحبهم .

تم اعتقال محمد من معبر الكرامة يوم 26/01/2016 بعد غياب 9 سنوات عن فلسطين  ثم اختفت اخباره عن عروسه وأهله لمدة 34 يوما من التحقيق قبل أن ينتقل إلى سجن مجدو حيث بقي إلى الآن ،وتم الحكم عليه ب 20 شهرا من السجن و5000 شيكل غرامة و 18 شهرا مع وقف التنفيذ .

 .ورغم اعتقاله الا ان زوجته حملت اسمه في كل الميادين فلم تترك منصة اعلامية سواء موقع الكتروني او اذاعي او حقوقي الا تواصل معه فاضحت صديقة أهالي الاسرى ونشطاء الدفاع عنهم بل أضحت عنونا لكل مظلمة لاسير او اسرة اسير. ومع ميلاد محمود اضحت الهام  زوجة اسير وام لطفل والده اسير لتصبح المسؤولية مضاعفة ولكنها على قدر تلك المسؤولية.

 

 

المزيد من الصور
المولود محمود نزال يولد في فرنسا  ووالده أسير خلف القضبان
المولود محمود نزال يولد في فرنسا  ووالده أسير خلف القضبان
المولود محمود نزال يولد في فرنسا  ووالده أسير خلف القضبان
المولود محمود نزال يولد في فرنسا  ووالده أسير خلف القضبان
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017