الرئيسية / مقالات
99 عاما على وعد بلفور فهل تعتذر بريطانيا ؟!
تاريخ النشر: الثلاثاء 25/10/2016 10:42
 99 عاما على وعد بلفور فهل تعتذر بريطانيا ؟!
99 عاما على وعد بلفور فهل تعتذر بريطانيا ؟!

 د. خالد معالي

 

وحدهم؛ يحاول الفلسطينيون تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا؛ بإصدارها وعد بلفور قبل 99 عاما؛ الذي زرع بالقوة؛ جسم وعضو غريب وطارئ في قلب العالم العربي والإسلامي.

 

بريطانيا؛ خصم متغطرس، ماكر، ومتعطشة للدماء، ولا تبالي بالقانون الدولي، ولا تملك قوة أخلاقية وإنسانية كافية؛ تجعلها تقر بذنبها وجريمتها بحق شعب فلسطين الذي يعاني ويتعذب ساعة بساعة، مما يتطلب إعداد خطة محكمة وذكية تجبرها على الاعتراف بجريمتها، ودفع كل الأضرار التي ترتبت عليها، ونموذج ألمانيا مع اليهود ليس ببعيد.

 

الأحرار والشرفاء ليسوا فقط في فلسطين المحتلة؛ بل إنهم أيضا في الشتات ومختلف دول العالم؛ فكل إنسان يرفض الظلم ويحاربه بكل ما عنده من عزم  وقوة؛ هو قمة الإنسانية والشرف والأخلاق.

 

يثلج الصدر؛ انطلاق المرحلة الثانية من الحملة الدولية، والتي انطلق في مرحلتها الأولى منذ 3 أعوام، وتطالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، وذلك مساء الثلاثاء 25\10\2016  في مجلس النواب البريطاني، وتستضيف عضو مجلس اللوردات جيني تونغ، التي وافقت على ترؤس الحملة داخل المملكة المتحدة.

 

ماجد الزير؛ مدير الحملة،  ومركز العودة الفلسطيني في لندن، قال بان هدف الحمله؛ هو جمع 100 ألف توقيع داخل بريطانيا، وذلك لدفع الحكومة البريطانية للاعتذار عن وعد بلفور؛ حيث سيتحدث في جلسة الانطلاق: السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة مانويل حساسيان، والرئيسة الفخرية لحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا بتي هنتر، والمؤرخ البريطاني من أصل فلسطيني كارل صباغ.

 

بعد أيام قليلة؛ تحل على الشعب الفلسطيني؛  ذكرى وعد بلفور المشئوم، حيث يكابد الشعب الفلسطيني ومعه الدول العربية والإسلامية الويلات والمصائب على مر الأيام جراء ما اقترفت يدا بريطانيا العظمى وقتها؛ من زرع ما يسمى بدولة "إسرائيل" في قلب العالم العربي والإسلامي وعلى حساب شعب عربي مسالم.

بريطانيا عبر وفائها بوعدها الذي عجزت كل الدول الاستعمارية عبر التاريخ عن بلورة هكذا وعد؛ ما زال حتى هذه اللحظة يقتل ويدمر ويزرع الدمار والخراب في العالم منذ أكثر من  99عاما.

 

وعد بلفور أطلق على الرسالة التي أرسلها وزير خارجية انكلترا "آرثر جيمس بلفور" إلى "روتشيلد" يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، حيث تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين.

 

نص الرسالة كان: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

 

الكل بات يعرف أن هذا الوعد جلب معه وما زال كل الشرور، وتسبب في مقتل وجرح مئات الآلاف وتشريد سبعة ملاين فلسطيني في منافي الأرض، وإرهاق الدول العربية والإسلامية وتكبيدها خسائر جسيمة في الأرواح والأموال عبر الفترة الماضية. من يخطئ عليه تحمل النتائج الكاملة عن خطئه.

 

بريطانيا هي أصل الداء وهي من صنعت المشكلة المستعصية حتى الوقت الحاضر وعليها دفع كل ما ترتب على وعدها المشئوم. بريطانيا ومعها أمريكا تحاول بعد  99عاما جعل السرطان جزءا أصيلا من العالم العربي والإسلامي وهو ما ينافي طبيعة الأشياء وحقيقة أن السرطان لا حل له سوى الاستئصال.

 

في المحصلة؛ بريطانيا ووعدها المشئوم والاحتلال ليسوا قدرنا، فقدرنا هو أن نطرد الاحتلال، ونجبر بريطانيا على الاعتذار ومن ثم التعويض، " ويرونه بعيدا ونراه قريبا".

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017