الرئيسية / الأخبار / فلسطين
" من يصل إلى قمة يسعى لبناء قمة جديدة"
تاريخ النشر: الأحد 20/11/2016 21:17
" من يصل إلى قمة يسعى لبناء قمة جديدة"
" من يصل إلى قمة يسعى لبناء قمة جديدة"

 بقلم: نداء زقوت

ربما لا يملك الفرد منا المنصب والمال أو أي شيء يساعده في بناء ذاته، أو تطوير نفسه، لكنه غالباً يمتلك الأمل والموهبة إلى جانب القدرة الإبداعية، فالإنسان لم يخلق ليكون شخص منبوذ أو يكون شيء من عدم، لذلك يسعى دائماَ نحو الأفضل وصولاً لهدفاً تلو الآخر، ليعلو اسمه ويكبر هدفه ويحقق حلمه.


سماح وضاح عبد الهادي، فتاة لم تكتفِ بالحصول على شهادةٍ جامعية في مجال إدارة الأعمال، ولم يقتصر هدفها على امتلاكها لوظيفة داخل جامعة النجاح الوطنية، بل استمرت في تطوير ذاتها من خلال حبها للغة العربية التي استمدته من والديها المتخصصون بها.

حب سماح للغة العربية جعلها تتميز في مجالات عدة منها التعبير عن طريق الكتابة، حيث قامت بإنجاز ثلاثة إصدارات أدبية،" أنثى وأربعة فصول، من خلف زجاج النافذة، عندما نعيش لأجلهم" وهم عبارة عن مجموعات قصصية تتحدث عن قصص عاطفية واجتماعية يتخللها رسائل اجتماعية  توجه للمجتمع.

كما أنها شاركت في مجموعة من النشاطات الأدبية، انطلقت بها سماح من صالون د. أفنان دروزة التي يحتوي على مجموعة من نشاطات تسلط الضوء على الأمور الثقافية والإبداعية، سواء كانت في مجالات شعرية أو صحية أو أي مجالات أخرى، يتم طرحها ومناقشتها، ويتم تغطيته من قبل جريدة القدس بشكل شهري، وانطلقت أيضاً من خلال مركز أوتار عبر مجموعة من الأمسيات التي عقدت من السنة الماضية في مناطق عده ركزت من خلالها على عقد الأمسيات في أماكن تراثية وتاريخية بالإضافة لمجموعة من النشاطات التطوعية الخاصة بالأطفال؛ والذي استهدفت نقاط معينة عبر دورات متنوعة تم التركيز عليها في نواحي عدة؛ منها تعزيز ثقة الطفل بالنفس، وإيجاد القدرة الخطابية، والتعبيرية، والقدرة على الكتابة حتى لو كانت بدائية دون براعة، ولكن مع الاستمرار سيصبح هذا الطفل متمكن وينتج أكثر فأكثر، منتهيةً بحصول الطفل على شهادة تحفيزية، حيث أن تلك النشاطات ركزت على الفئة العمرية من 9_14 سنة أي خلال المرحلة التي يتم فيها تكوين الطفل وهي مرحلة اعتماده على نفسه وتحقيق ذاته.

هذا بالإضافة إلى مجموعة نشاطات أخرى منها نشاطات من مركز حمدي منكو ونشاط إبداع بلا حدود، ونشاطات أخرى تقوم بتنسيقها سماح هي أو أحد زملائها، وتأمل باستمرار النشاطات التي تركز على الناحية الوطنية والأماكن التاريخية والثقافية في فلسطين.

وتقول سماح أن الأنثى في هذا المجتمع تواجه صعوبة في الحركة والتنقل والاستمرار بعكس الذكور، لكن هنا تقع مسؤولية الفتاة منا في اختيار الطريقة والأسلوب في الإقناع باستخدام أسلوب الحوار وبيان القدرة على النجاح والاستمرار والعطاء والتفوق  أكثر وأكثر، فعندما يرى الأهل القدرة والنشاط والإرادة يقفون بجانبنا، وعن تجربة لها ولغيرها من الزميلات توجه كلمة لغيرها من الفتيات بالتمسك بالموهبة وتطويرها وعدم الوقوف عند هدف معين أو عند نجاح معين.

فلسطين هي مركز للتراث والثقافة، فهي تحتوي على زخم من المواهب المتعلقة بالأمور الثقافية والتراثية، لكنها بحاجة لمن يكتشفها ويرعاها، ويسعى لبنائها، وتحفيز الشخصية التي تتمتع بتلك الموهبة بالمحافظة عليها، وتطويرها، وبنائها، وتسييرها بالشكل الصحيح، فهناك الكثير من المراكز والمؤسسات دائماً تكون على استعداد تام بأن تضم وتحتضن هذه المواهب وتستقطبها بطرق جديدة وممتعة ومحفزة، فهناك مكتبة البلدية التي تستوعب  الفئة العمرية الشابة، ومركز أوتار، ومركز الطفل الثقافي، ومركز يافا الثقافي، وصالون الدكتورة أفنان دروزة، وغيرها من المراكز داخل مدينة نابلس وخارجها.

فهذه هي سماح رغم النجاح التي حققته في الكتابات الأدبية بجانب نشاطاتها المختلفة في عدة مراكز ومؤسسات، ما زالت تتمسك في عبارة تحفظها وترددها دائما ألا وهي "من يصل إلى قمة يسعى لبناء قمة جديدة "، وهي تشعر أنها ما زالت في منتصف الطريق، وتدعو الجميع بأن لا يقفون عند هدف ونجاح معين.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017