نابلس/ من سناء عودة

محمد حامد "أبو حكيم" ممثل ومخرج مسرحي وهو أحد لاجئين مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس ومهنته بعيده كل البعد عن مواهبه وأعماله المسرحية التي تستحق منا الاحترام، وهو كغيره من اللاجئين الموهبين الذي صنعت منهم المخيمات حكاية وطن وجسد معاناة وقضايا شعبه على خشبة المسرح الذي تفضح ضعف الممثل الفني وبالرغم من معرفتنا بأن المسرح هو من أكثر الفنون الصعبة إلا أنه أجاد التفاهم والإبداع في هاذ المجال.

اسئلة كثيرة تم طرحها على ابو حكيم حول دوافع انخراطه في هذا النون من الفنون وتقييمه للواقع الفني وتطلعاته المستقبلية.

 - وعند سؤاله ما هو السبب الذي يجعلك مهتما بالمسرح بدرجة كبيرة رغم أن العائد منه غير مجد ؟؟

كانت إجابته بـأن المسرح بالنسبة له كهواية شأنها ككل الهوايات الجيدة التي يمارسونها الشباب كالرياضة وغيرها ولا أنتظر أي عائد مادي فأنا أتعلم من المسرح كل يوم شيئا جديدا في الحوار والحركة وغيرها ودائما أبحث عن العلم والمعرفة في هذا المجال ثم إني أجد سعادة كبيرة عندما أشارك طلابي في التمثيل وعند بدايتهم  عندما يأتون بخطواتهم المترددة وبوجهوههم الخجولة وبأعينهم الجاحظة يسألون عن المسرح وأمكانيتهم في المشاركة بالعروض  وأقدم ما يفيد المجتمع سواء كان في التوعية أو في المجال الثقافي . 

-        ما هي أهم الأعمال التي شاركت بها في مجال المسرح ؟؟        

في رصيدي أكثر من مشاركة دولية، و شاركت في مهرجان شيكاغو للفيلم الفلسطيني عام 2006، و شاركت في مهرجان ادنبره الدولي عام 2005، وقدمنا عروضًا في لندن واسكتلندا وايطاليا وتركيا،وشاركت مرتين من خلال عروض مسرحية في ايطاليا، كتبت سيناريو لفيلم "كان عنا بحر"،وشارك في مهرجان بإيطاليا".ويتطرق أبو حكيم في حديثه عن آخر عرض قدمه تحت اسم "هيدرا"  الذي قدمه في مركز بلدية نابلس الثقافي - حمدي منكو، بالتعاون مع شرطة المكافحة. وإضافة إلى ذلك  عرض "العشرين عام على مركز يافا" وعن أعماله القادمة: بأنه قدم للمشاركة في عدة مهرجانات دولية

وما هي مهنتك الحالية الذي تعتاش منها أسرتك ؟؟

-        اعمل في قسم المياه صيانة الاشتراكات

وما هو سبب بعد وظيفتك عن موهبتك ؟؟؟

-        عندما توظفت في البداية كنت أريد وظيفة ولم التفت  إلى التخصص، وبعد ذلك حاولت أن اطلب نقلي لمركز ثقافي تابع للبلدية يتعلق بتدريب الشبيبة والأطفال، كنت أقدم طلبات نقل للمجالس البلدية التي كانت تدير البلدية في حينها والى الان، إلا إنني لم أكن أتلقى ردودًا أو حتى مبررات للرفض، بالرغم من إنني عندما كنت أشارك في مهرجانات داخل البلد وخارجها كانت تتم بعلم البلدية، ولكن لا تجاوب منهم إلى الان لنقلي، رغم إنني الان  اشغل عضو منتخب في نقابة العاملين في البلدية،  "من الممكن إن أكون مفيدًا في مكان غير هذا المكان  الذي أنا فيه الان، جزءٌ من الموظفين زملائي وعملو معي في  الفن والمسرح،  وهم الان في مراكز ثقافية،  وأنا إلى الان لم توافق البلدية على نقلي، وهذا ما استغربه وأتعجب منه".

وما هي المناصب الذي تشغلها حاليا ؟؟

يشغل منصب مدير الدائرة الفنية في مركز يافا الثقافي في المخيم، ومؤسس الدائرة الفنية ومدير فرقة "عائدون"، وعمل مع المسرح الشعبي في بداية الانتفاضة، ومنذ 4 سنين شغل عضو في مجلس إدارة المسرح الشعبي، وهو الان نائب رئيس المسرح، قدم للمسرح ما يقارب خمسة عروض كممثل، وفي مركز يافا في نابلس قدم عروضًا للأطفال والشباب كمخرج  

وأوضح الفنان أبو حكيم : من سنتين تم تكليفي من اتحاد الفنانين الفلسطينيين لقيادة اللجنة التحضيرية لاتحاد الفنانين لكن كان هناك بعض الإشكاليات، فقدت الموضوع واستطعنا الخروج بمؤتمر للفنانين وانتخاب هيئة ادارية لاتحاد الفنانين في نابلس، وانتخبت نائب أمين سر الاتحاد"

وينصح ابو حكيم كل موهوب أنه بإمكانه صقل شخصيته الفنية واثبات ذاته بعيدا عن الخوف لعدم وجود مسارح مؤهلة بحيث يستطيع أن يكون الممثل بديلاً لكل أدوات المسرح، فعلى سبيل المثال يصبح صوت الممثل وصوت أقدامه أو صراخه وضحكاته بديلاً للموسيقى.

كما يمكن الاستغناء عن الديكور، بحيث يكون الممثل في لحظات ما على المسرح هو قطع الديكور أو الدال عليها، كما تنازل عن الإضاءة الفارهة واستخدم الشموع وبرجكتورات الإضاءة البسيطة، ويعتمد على قدرات الممثل في توظيف الظلال، وأما المكياج، فصارت قدرات التعبير بالوجه وعضلاته بديلاً عما يُستخدم من أقنعة وما شابه.

وينهي كلامه هذا النوع من المسرح هو ثورة وليس تقشف، هو فلسفة قائمة على قيمة الممثل وقدراته، والعنصر الأهم في العرض المسرحي، هو مواجهة الابتذال النابع من سيطرة رأس المال على المسرح .