الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الأون لاين.. زر العالم الذي لا يمكن إطفاؤه
تاريخ النشر: الأثنين 20/02/2017 18:14
الأون لاين.. زر العالم الذي لا يمكن إطفاؤه
الأون لاين.. زر العالم الذي لا يمكن إطفاؤه

 هالة أبوعيشة "الوزني"

في ظل التطور التكنولوجي المستمر في مجال تقنيات الاتصال والتواصل، يشهد العالم اليوم ظاهرة جديدة تنافس الأسواق المحليّة والعالميّة بتوفير كل ما يتعذر توفره في الواقع، فما كان بالأمس مستحيلًا أصبح الآن في متناول أيدي الجميع. التسوق الإلكتروني أو ما يعرف بِ "الأون لاين" يتصدر حاليًا مواقع التواصل الإجتماعي بكافة أشكالها، فما بين الفيسبوك والإنستغرام وتطبيقاتٍ أخرى عديدة، يختلف مالكيها بكيفية عرض المواد التجارية لبيعها وطبيعة الفئة المستهدفة.

فبحسب تقرير نشر على موقع "تسوق" وضَحت الإحصائيات أن من المتوقع بلوغ التسوق الإلكتروني في العالم العربي إلى 15 مليار دولار بحلول العام2015، كما أشار التقرير إلى ارتفاع أعداد المستخدمين من15% إلى 39% ومن المتوقع أن يبقى هذا العدد بازدياد.

وفي تصريحٍ خاص لموقع "سوق" قال المدير التنفيذي لشركة ارامكس السيد " إياد كمال"، إن التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 300% في العام 2011، موضحًا أن طريقة الدفع عند الاستلام لا تزال نسبتها أكبر من الدفع عبر الإنترنت.

وأكد المحاضر في كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور معروف دويكات على ضرورة وجود بنية يُرتكز عليها لعمل أي نشاط اقتصادي. مشيرًا إلى وجود مشكلتين على الأقل في فلسطين في هذا المجال، " هناك مشكلة الثقة التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية التسوق الإلكتروني، فانعدام المصداقية في العديد من المواقع الالكترونية زعزع الثقة بين الزبون والمسوّق من ناحيتيّ جودة البضاعة وطريقة الدفع".

وأضاف، "نفتقر في بلادنا إلى خدمات البريد التي تفوق علينا العالم أجمع بها؛ لمجاراة هذا العصر، فهناك قرى إلى الآن لا تملك رقم صندوق بريد مما يجعل أمر إيصال المنتج صعب".

وأوضح دويكات أن مشاكل التسوق الإلكتروني ازدادت بازدياد أعداد مستخدميه، فارتفاع قيمة الضريبة والجمارك على المنتجات أدى إلى حدوث التهرب الجمركي وازدياد العبء الضريبي على الحكومة.

 

يذكر أن قسم التسويق في الجامعة يطرح مساقات خاصة مثل "التسويق الإلكتروني" يتم تدريسها لفتح آفاق الطلاب في عمل مشاريعهم الخاصة.

 

 

ولاء الجبالي، إحدى الفتيات اللواتي قررن البدء بمشروعهنَّ الخاص في مجال بعيد كل البعد عن تخصصهن الجامعي. تخرجت من قسم الفيزياء من جامعة النجاح الوطنية لكنَّ ميولها أخذها إلى منحى آخر لإنشاء جروب على الفيسبوك يضم الفتيات فقط وتقديم لهنَّ نصائح للعناية في البشرة والجسم والشعر.

"قررتُ البدء في هذا المشروع بعد طلب من صديقاتي ودائرة المعارف المقربة لمعرفتهم بخبرتي في هذا المجال، لم أكن أتوقع أن يلقَ الجروب هذا الكم من تفاعل، فهو يضم الآن  36.844 عضوة من بلدان مختلفة".

بينت جبالي أن الحصول على مواد التجميل من الخارج تكلفته كبيرة وبخاصة مصاريف الشحن، مما يضطرها إلى بيع المنتج بسعرٍ أعلى لضمان الحصول على هامش ربح.

وأضافت :"أعتمد في آلية التوصيل عن طريق مكتب نقليات أتعاقد معه، وتكلفة النقل تضاف إلى سعر المنتج".

 

وفي عرض لتجربتها الشخصيّة قالت الشابة ساجدة وليد من مدينة جنين :"أعتمد على الشراء الإلكتروني من المواقع الرسمية في كثير من الأحيان؛ في حين أني أفقد الثقة في مواقع الشراء على الفيسبوك لعدم وجود مصداقية بالذي يتم عرضه".

وأضافت "تسوق الأون لاين سهّل لنا الحصول على كثير من الأشياء الغير متوفرة في محيطنا، وبمجرد الدفع يصلك ما تريد إلى منزلك".

 

 

 

 

 

لم يقتصر الأمر ضمن النطاق الإلكتروني فقط، بل بدأ تطبيقه على أرض الواقع، الشابة نغم من مدينة نابلس والمعروفة على مواقع التواصل الإجتماعي باسم "نغم أون لاين" قررت إخراج فكرتها إلى النور وعدم إبقائها محصورة في عالم الإنترنت.

"لم أكن متحمسة لفكرة إنشاء جروب على الفيسبوك قبل سنة ونصف من الآن، لعدم انتشار هذه الظاهرة في ذلك الوقت؛ لكنّي حصلت على الدعم الكامل من زوجي كونه يعمل في الإعلانات الممولة وهو ما ساعدني على انتشار اسمي بسرعة على المستوى المحلي".


لم تر نغم نفسها في تخصص علم الإجتماع، الأمر الذي دفعها للبحث عن وسيلة أخرى لكسب الرزق، فبدأت مشروعها الخاص بإعلان ممول لإسمها ومنتجات تكلفتها 6 دولارات فقط لقلة الطلب في ذلك الوقت؛ لتقرر افتتاح المحل الخاص بها في مدينة نابلس مع قدوم فصل الصيف، باعتباره موسم المناسبات.

"في بداية عملي كنت أتلقى طلب واحد إلى طلبين باليوم أو بالأسبوع فقط، أما الآن فتصلني طلبات بواقع عشرين طلب أو أكثر في اليوم الواحد."

وأضافت "لم أجد صعوبة في إيصال الطلبات في داخل مدن الضفة أو إلى الخارج؛ بحكم عمل زوجي وعلاقاته في هذا المجال، وغالبًا ما تكون نقاط التوصيل في مركز كل مدينة؛ ليسهل الأمر على الزبائن".

وفي رسالة واضحة منها قالت :"كل الذي أطمح إليه هو تغيير الصورة النمطية السلبية عن التسوق الإلكتروني وإعادة بناء الثقة بين الطرفين، فأنا عن نفسي لا أعرض أي منتج للبيع إلّا عند تجربته أو سؤال ذوي الخبرة. وأن الفرق الوحيد بين التسوق الإلكتروني والواقعي والذي يتوجب على الناس معرفته، هو توفير وقت وجهد المواطن في الحصول على حاجاته فقط".

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
المزيد من الصور
الأون لاين.. زر العالم الذي لا يمكن إطفاؤه
الأون لاين.. زر العالم الذي لا يمكن إطفاؤه
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017