الرئيسية / الأخبار / فلسطين
معاناة أهل فقوعة مع جدار الضم والفصل العنصري
تاريخ النشر: الخميس 16/03/2017 06:50
معاناة أهل فقوعة مع جدار الضم والفصل العنصري
معاناة أهل فقوعة مع جدار الضم والفصل العنصري

 كتبت سماح ابو حيط

لم يكتفي الاحتلال في ممارساته اليومية ضد الفلسطينيين،  بل واصل انتهاج سياسة احتلالية لفرض الحصار والتضييق على المواطنين ومصادرة أراضيهم واجبارهم على الرحيل من قراهم، تتمثل في جدار الضم والفصل العنصري .

سياج معدني لولبي مرتفع يتكون من عدة طبقات ويليه خندق بعمق مترين ثم سياج عمودي مثبت بالأسمنت وعليه مجسات الكترونية ويتبعه طريق امني من الرمل الناعم لمعرفة الاثر وطريق معبد بالاتجاهين وكذلك بوابات لاستخدام الجيش فقط.

 

الباحث في التاريخ والتراث الاستاذ مفيد جلغوم يتحدث عن امتداد الجدار المقام في منطقة فقوعة شرق جنين : يمر جدار الفصل العنصري عبر اراضي القرية من جهتها الشرقية والشمالية ،بحيث لا يبعد عن البيوت سوى أمتار قليلة من الجهة الشرقية ويسير الجدار بمحاذاة خط الهدنة إلا أنه في الجهة الشرقية يتقدم باتجاه اراضي القرية جاعلاً أراضي مزروعة بأشجار الزيتون خلف الجدار .

 

اما عن قصة الجدار في فقوعة يروي جلغوم  أن القصة  تبدأ في تاريخ  شباط 2003 ،عندما ارسل الجيش الاسرائيلي لعدد من السكان تنص على "أن جيش الدفاع الاسرائيلي قد وضع يده على أراض محدودة جانب خط الهدنة بهدف إقامة جدار امني " أن هذا الأمر ساري حتى تاريخ معين ، وشمل هذا الامر أراض مساحتها ٦٠٠مترا و١٠٤دونما وتم تجديد هذا الامر لاحقاً ليصادر اراضي مرة أخرى ومدد تاريخ وضع اليد حتى ٢٠١٠م وشمل أراض مساحتها ٦٠٠دونما و٤٠٠مترا تابعة لقرى فقوعة وجلبون، الامر الثالث لوضع اليد على أراضي تبلغ مساحتها ٣٨٣دونما و٢٠٠مترا وإضافة إلى الامر الرابع الذي يقتضي بوضع اليد على ١١مترا و٦٠٠مترا وتسري لغاية ٢٠١٠م.

 

ويضيف جلغوم: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من المصادرة لأراضي المزارعين المملوكة لهم بل شمل كذلك اراضي حكومية لم يرسل اي تفاصيل عن مساحتها او ارقم قسائمها .

 

كذلك صدرت اوامر  عسكرية أخرى تابعة للجدار منها: منع المزارعين من عمل اي بناء ضمن منطقة قريبة من الجدار مما استدعى هدم وإزالة بعض المنشآت الزراعية القريبة منه ، واتبعت القرارات السابقة بقرار وضع اليد على أراضي مساحتها ٣دونمات و٩٠٠مترا لتأمين طريق الوصول الى الجدار ويسري حتى ٣١/١٢/٢٠١٠م .

 

واستخدمت قوات الاحتلال عدة طرق لإيصال هذه القرارات الى المواطنين منها ارسال منشورات الى اصحاب الاراضي بالبريد المسجل او بواسطة وضعها على اشجار الزيتون اومع اشخاص لايصالها الى المجلس القروي مزودة بخرائط توضح الاراضي المصادرة منها مثلا: " الى أصحاب الأراضي في قرية فقوعة الواقعة على الحد الشمالي لحدود اسرائيل سوف تقام جولة ميدانية يوم الثلاثاء ٤_٣_٢٠٠٣م الساعة الثانية بعد الظهر للالتقاء على الحد مع اسرائيل شمالي شرق البلدة".

 

اضرار الجدار تمثلت في مصادرة أراضي بلغت مساحتها الكلية ٤٥٨دونما منها أراض سهلية ١١٠دونماً واراض جبلية ٣٤٨دونماً، عزل اشجار زيتون خلف الجدار  ١٠٧٠ شجرة حرمت من الحراثة والرعاية، اقتلاع اشجار صبر بمساحات غير محدودة بالإضافة إلى اشجار تين ولوز ، تدمير بئرين لتجميع مياه الامطار سعة الواحد ١٥٠مترا مكعب وتقييد حرية المزارعين بالوصول إلى أراضيهم الا  من خلال تصاريح  تعطى في مناسبات معينة ك قطف الزيتون مثلاً ويحدد فيها ساعات فتح البوابة وأغلاقها مع ما يرافق ذلك من عمليات انتظار حتى لا يفوت الوقت على المزارعين .

 

وتجسد موقف المجلس القروي في فقوعة من الجدار في قيامة بمسح الاضرار الناتجة عن إقامته، مثل تسجيل اسماء اصحاب الاراضي ومساحاتها ومما بها من اشجار ومراسلة الجهات المسئولة والمنظمات الحكومية والإنسانية للتعريف بالاضرار والتنسيق مع الجهات المسئولة والمانحة للاستفادة من خدماتها الحكومية والمادية والعينية، لحفر آبار مياه او استلام مبالغ مالية أو استصلاح الاراضي والتنسيق مع الارتباط الاسرائيلي للحصول على تصاريح للسماح للمواطنين جني ثمار الزيتون المتواجدة خلف الجدار .

 

ويذكر أن المنطقة من الجهة الشمالية لقرية فقوعة كانت مراعي لأهالي القرية، زرع فيها الاحتلال منذ الستينات اشجار غير مثمرة أهمها الصنوبر فيما عرف بالخط الأخضر ومن هذه الجبال اطلق عز الدين القسام شرارة الثورة عام ١٩٣٥م ، وفيها حدثت المعركة الشهيرة بين طالوت وجالوت ، اما اليوم اصبحت هذه الجبال محمية طبيعية كبيرة يزورها آلاف السياح الاسرائيليين حيث يُرى منها جبل الشيخ حتى جبل عيبال ومن جبال الأردن إلى جبال الكرمل.

 

المزيد من الصور
معاناة أهل فقوعة مع جدار الضم والفصل العنصري
معاناة أهل فقوعة مع جدار الضم والفصل العنصري
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017