الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حالات الانفصال في الخطوبة..قسمة ونصيب أم تقليدٌ بلا وعي؟
تاريخ النشر: السبت 25/03/2017 17:49
حالات الانفصال في الخطوبة..قسمة ونصيب أم تقليدٌ بلا وعي؟
حالات الانفصال في الخطوبة..قسمة ونصيب أم تقليدٌ بلا وعي؟

 كتبت سلسبيل نواهضة

 ازدادت في الفترة الأخيرة حالات فسخ الخطوبة، في مجتمعنا الفلسطيني، فلم يعد يمضي على عقد القران سوى أشهرٌ معدودة حتى يتم الفسخ، إما بالاتفاق أو بعد تدخل المحاكم.

وتختلف الأسباب وتتنوع حسب الحالات وخصوصيتها، فأحياناً تطلب الفتاة الانفصال وأحياناً أخرى يطلبه الشاب، وفي أغلب الأحيان يكون السبب الأكبر هو عدم الانسجام بين الطرفين، وسنستعرض في هذا التقرير مجموعة من التجارب التي خاضها البعض خلال فترة الخطوبة مع التحفظ على الأسماء وذلك  حسب طلبهم.

طلبت فسخ الخطوبة فقالوا عنها مسحورة!

تقول الطالبة الجامعية فرح-اسم مستعار- أنها لم تكن مقتنعة بأن هذا الشاب سيكون شريك حياتها، منذ البداية ولكنها وافقت عليه تحت ظروف أجبرتها على ذلك، ولكن بعد مرور شهرين على الخطوبة قررت الانفصال على أنه الخيار الأخير.

"عندما قررت إنهاء الخطوبة استغربوا من الأمر وأصروا على أن هناك شيء غير طبيعي كالسحر وغيره، وحاولوا إقناعي بضرورة التأكد من ذلك من خلال إحضار شيخ متخصص بإزالة السحر، وأن أعطي الشاب فرصة ثانية إلا أنني رفضت ذلك لاقتناعي بقراري".

وتنصح فرح الفتيات بضرورة الجلوس مع الشاب أكثر من مرة، في حال الزواج التقليدي للتأكد من أنه سيكون شريك جيد في المستقبل، وأن لا تتردد بطلب الانفصال إذا شعرت بأنها اختارت الشخص الخاطئ، لأن هذه حياتها وستعيشها وحدها، ولن يحمل المجتمع الذي يلومها الفرح أو الحزن عنها.

لم تضحك بوجهي مرة واحدة طوال ستة أشهر!

أما الشاب العشريني محمد –اسم مستعار- الذي استمرت خطوبته حوالي الستة شهور، يقول بأن خطيبته السابقة لم تكن تريده منذ البداية، وعلم بعد الانفصال أن أهلها أجبروها على الخطوبة، ولم تكن تظهر أي شعور بالمحبة تجاهه.

وأكد محمد أن ذلك كان واضحاً على تصرفاتها، فكانت تقابله وتتحدث معه كالغرباء، ولم تبتسم بوجهه مرةً واحدة، ولم تكن ترد على اتصالاته في أغلب الأحيان بحجة انشغالها.

"شكوت لأمي سوء العلاقة بيننا فقالت بأن الفتاة ما زالت صغيرة وستعتاد علي مع مرور الوقت، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً وزادت الأمور سوءاً فانفصلنا بالاتفاق".

لم أكن بعقلي عندما وافقت عليه!

تقول الشابة أسيل-اسم مستعار- أن خطيبها السابق كان معقد الطباع، ولم تستطع التفاهم معه على أبسط الأمور، فبعد الخطوبة بأسبوع بدأ يمنعها من بعض الزيارات، ناهيك عن بخله الشديد.

كان يخاف من فكرة الانفصال ويقول لها بأن عائلته لن تسمح بذلك، لأن الطلاق أمر غير مرغوب في المجتمع، ثم يغير معاملته للأفضل لفترة وبعد ذلك يعود إلى ما كان عليه بالسابق.

"ازدادت المشاكل والضغوط لدرجة لا يمكن احتمالها فقررت الانفصال وساندني أهلي بذلك لأن الانفصال كان الحل الوحيد، وسمعت الكثير من الكلام إلا أنني كنت متأكدة بأن هذا القرار الذي سيريحني من المشاكل".

يرى الأخصائي النفسي وائل أبو حسن أن الانفصال خلال فترة الخطوبة ازداد بحيث أصبح ظاهرة في المجتمع الفلسطيني، وأن ذلك يعتبر حافز ومشجع للخاطبين الجدد بالتفكير بالانفصال إذا حدثت مشاكل أو سوء تفاهم بينهم.

ومن ناحية نفسية يقول أبو حسن أن الأهل في مجتمعنا لا يؤهلون أبناءهم ذكوراً وإناثاً لتقبل فكرة الارتباط ومصارحة الشريك بالمشاكل التي تواجههم خلال العلاقة، فيكون الكتمان الحل الوحيد الذي يؤدي لمشاكل أكبر قد تنتهي بالانفصال.

وأكد أن للأهل تأثير على الحالة النفسية للمرتبطين، من خلال الضغط عليهم والتدخل في شؤونهم، ومحاولة جعلهم نسخ منهم، فيؤدي ذلك إلى فشل العلاقة والوصول إلى طريق مسدود، بحيث لا يستطيعوا التفاهم مع أهل الطرفين فيكون الانفصال هو الحل النهائي.

 

 

 

 

       

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017