نابلس: من زاهرة شبيري

مساحات خضراء على مدى الافق، فيما تنتشر بيوت بلاستيكية بيضاء اللون في كل بقعة، ومزارعون يأخذون قسطاً من الراحة في ظل أشجار الزيتون، وأخرون يقومون بقطف المحاصيل الزراعية، هذه بعض المشاهد التي ستراها مع دخولك لقرية رأس الفارعة شمال شرق نابلس.

تقع القرية الى الجنوبي من مدينة طوباس، تبلغ مساحتها كما يقول مصطفى مسلماني المسئول الاداري عنها في ظل عدم وجود مجلس قروي(بسبب خلافات داخلية) سبعة الاف دونم وترتفع عن سطح البحر حوالي 300م ، ويبلغ عدد ساكني القرية ما يقارب 1200 نسمة موزعين على أربع عائلات .

"تعود تسمية القرية، عين الفارعة، ونسبت التسمية الى الفارعة بنت همام ام الحجاج بن يوسف الثقفي التي شربت من عين الفارعة ولموقعها في المنطقة المرتفعة من منطقة الفارعة".

يقول طارق أبو خيزران مدير شركة زادنا التي تعمل في المنطقة في مجال الاعشاب الطازجة" تبلغ مساحة الاراضي المزروعة في القرية خمسة الاف دونم من سبعة الاف دونم ، لذلك يعتمد المواطنون هنا في معيشتهم على الزراعة ".

ويضيف ابو خيزران " أغلب المحاصيل الزراعية هنا تعتمد على نظام الري حيث يوجد في القرية اربعة عشر بئراً وتعود ملكيتها للمواطنين، لهذا تعتبر المنطقة  سلة فلسطين الغذائية".

"تتنوع المحاصيل في راس الفارعة بين المحاصيل الصيفية والشتوية، حيث يزرعون البطاطا والبصل والثوم في فصل الشتاء، والخيار والبندوره والباذنجان والفاصوليا في فصل الصيف، ويقومون بالتركيز على زراعة محصول الخيار بنسبة 80%من الاراضي، بسبب إنشاء مصنع زادنا للمخلات في المنطقة" يقول ابو خيزران .

ويشير ابو خيزران " لقد قمنا بعمل دراسة على الزراعة الاسرائيلية في الاغوار لأن منطقة رأس الفارعة تعتبر منطقة شبة غورية استكمالا لمنطقة الاغوار،ومن خلال الدراسة الفنية للموضوع تبين أن منطقة طوباس تقوم بها عملية الزراعة خلال سنة كاملة، واختير صنف الأعشاب الطازجة او الطبية وسميت بذلك لأن الاعشاب تستخدم طازجة للمائدة وليست للاستخدامات الطبية، والقيام بزراعتها  بأنواع مختلفة، سواء أكانت في بيوت بلاستيكية أو غيره ،ولذلك انشأوا مصنع الخيزران للاعشاب الطبية ومن أهم هذه الاعشاب " الجرجير والنعناع والترجوان والزعتر والميرامية ومعظم هذه المنتجات تصدر للخارج ".

"هناك 5 اصناف تزرعها الشركات الاسرائلية والتي تعتمد عليها الاسواق العالمية منها : التمر المجهول،العنب المبكر دون بذر، الاعشاب الطازجة او الطبية ،والفلفل الملون منه الاحمر والبرتقالي والاصفر،البندورة".

ويؤكد ابو خيزران" نحن نبيع الكهرباء للمواطنين التي نحصل عليها من شكرة كهرباء طوباس " ولكن الشبكة أصبحت بحاجة للصيانة، بسبب الاستهلاك الزائد من قبل المزراعين وخاصة مع استخدام الابار للمضخات الكهربائية لتوفير حاجة المزروعات من المياه ".

هموم المواطنين في هذه القرية الصغيرة كثيرة وآمالهم كبيرة ينتظرون تدخل الجميع مسئولين ومؤسسات محلية ومجتمعية والوقوف الى جانبهم، حتى تحتل قريتهم مكانة مرموقة.