شركة خيزران فلسطين... طريق المزروعات الفلسطينية إلى السوق العالمية
نابلس: تسنيم ياسين
تحتضن قرية رأس الفارعة الواقعة إلى شمال شرق مدينة نابلس، شركة تعتبر ثورة في عالم إنتاج وتصدير الأعشاب الطازجة الفلسطينية، وجعلها على قائمة الصادرات العالمية ذات الجودة العالية، وهي شركة خيزران فلسطين للأعشاب الطازجة التي تأسست عام 2006 برئاسة طارق أبو الخيزران.
وتعمد الشركة إلى توسيع مناطق عملها حتى تصبح قادرة على زراعة محاصيل في أجواء متنوعة المناخ، ويوضح مدير الجودة في مركز التعبئة والتغليف ومدير الإنتاج في المزارع، رمزي زيود: " لدينا 100 دونما هنا في رأس الفارعة وقبل فترة قصيرة بدأنا في العمل بزراعة 300 دونم في الجفتلك، وحالياً نسعى إلى الحصول على مساحات في مناطق أعلى من مستوى سطح البحر تسمح لنا بإنتاج محاصيل أكثر، وذلك لأن من القواعد المهمة في عملنا أن نكون قادرين على تزويد زبائننا في مختلف الدول بالمحاصيل على مدار السنة وتنوع المناخ في فلسطين أمر يساهم في إنجاح عملنا".
وفي البيوت البلاستيكية تزرع أصناف متعددة من النباتات والأعشاب الطبية المطلوبة في السوق العالمي كالنعناع والزعتر والحميض وغيرها، فما إن تدخلها حتى تنشغل عن الحرارة العالية بالاستمتاع بالخضرة التي تطغى على المكان، ويعتمد القائمون على المشروع على نظام برمجة خاص لري الأعشاب وتسميدها حتى تصل إلى الطول والمعايير المطلوبة في السوق العالمية. على الواجهة الخارجية لكل بيت بلاستيكي ألصقت ملصقات تحمل معلومات مفصلة عن اسم المزرعة والشخص المسئول عنها بالإضافة إلى لوائح لتعليمات على كل شخص أن يلتزم بها.
ويفسر زيود سبب ذلك بقوله: "اليوم نحن نسعى إلى الحصول على شهادة الجودة العالمية "GLOBAL G.A.P" والذي يهدف إلى ضمان التعامل السليم مع المزروعات حتى نستطيع التصدير إلى أي شركة بثقة عالية بيننا، وهذا يتطلب منا التحديد الدائم لفترات الأمان، وضمان التزام العاملين بقواعد النظافة، فالسوق الأمريكي يشدد على أن تكون المحاصيل خالية من الحشرات ضمن عملية الحجر الزراعي في الولايات الأمريكية، أما السوق البريطاني فيشدد على خلوها من بقايا المبيدات والأسمدة.
ويسرد زيود العمليات التي تتم بعد الحصاد قائلاً: "بعد عملية استلام الأعشاب الطازجة وتسجيلها في سجلات تبين تاريخ القطف ووقت القطف ودرجة حرارة المحصول ووزن المحصول ثم عملية فحص المحصول من وجود الحشرات يليها عملية التبريد الأولي على درجه حرارة ٤ لمدة ١٢ ساعة، ثم عملية توضيب الأعشاب من حيث إزالة الأجزاء غير المرغوب فيها وإبقاء الأجزاء الملائمة، وتسمى عمليه ( ميون) ومن ثم عملية التعبئة والتغليف في عبوات ١ كغم، كل فيما يتناسب مع شكل المحصول من حيث العبوه والكيس وعمليه التبريد الثانوي لمدة ١٠-١٢ ساعة، يليها عملية ترتيب العبوات وإعطاء كل عبوه رقم تتبعي، ومن ثم إرسالها الى الزبون عن طريق المطار، وتتم عمليه النقل بالنقل الجوي المبرد.
كل تلك العمليات يجب أن تتم بدقة متناهية فأي خلل ولو بالطول سيؤدي إلى إرجاع المحصول وإتلافه ما يؤدي إلى خسارة الشركة المحصول، بالإضافة إلى تحملها أجور العمال الذين أتلفوا المحصول.
وتعتبر السوق الأمريكية هي الأكثر إقبالاً على منتجات الشركة التي تستهدف الفنادق والمطاعم، وكذلك تصل الصادرات إلى دول أوروبية وروسيا ودول الخليج كقطر، لكن وعلى الرغم من هذا النجاح في التصدير إلا أن الإنتاج للسوق المحلي كان خاسراً بوضوح فاليوم شخص واحد في نابلس يشتري منهم بكميات تتناسب والإقبال عليه فقط.
ويعزو زيود ذلك إلى نقص الثقافة المحلية لدى الشعب الفلسطيني حول الأعشاب الطازجة واستخدامها، فقد سبق وأن جربوا الإنتاج والتوزيع في الأسواق ولكن ذلك لم ينجح، ويطالب بزيادة دور الصحافة في توعية الناس وتوجيههم لشراء المحاصيل التي تراعى فيها قواعد الصحة والنظافة العالمية.
