الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الفلسطينيون يستعدون لاستقبال موسم قطف الزيتون وسط تخوفات من تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
تاريخ النشر: الثلاثاء 27/09/2016 11:51
الفلسطينيون يستعدون لاستقبال موسم قطف الزيتون وسط تخوفات من تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
الفلسطينيون يستعدون لاستقبال موسم قطف الزيتون وسط تخوفات من تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه

نابلس- هديل ابو شهاب

تستعد آلاف الأسر الفلسطينية لاستقبال موسم قطف الزيتون الذي يهل في بعض المناطق في الثلث الأخير من الشهر الجاري، ومناطق أخرى مطلع الشهر المقبل، والذي تحول من موسم فرح وبهجة، إلى ميدان للاشتباك مع المستوطنين والاحتلال بصور شتى.

  ففي مثل هذه الأيام من كل عام، تتحول حقول الزيتون في القرى المجاورة لمدينة نابلس  شمال الضفة الغربية، إلى ساحات حرب بين المزارعين والمستوطنين اليهود، الذين يعملون على سرقة بهجة الموسم تحت حماية الاحتلال، وذلك من خلال منع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم تحت حجج وبراهين مختلف، وأحيانا سرقة المحصول وتارة أخرى تخريب الأشجار وحرقها وملاحقة المزارعين.

ويقول الخبير في المجال الزراعي رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية المهندس فارس الجابي، لمراسلنا أن كمية إنتاج زيت الزيتون خلال العام الماضي 2015 بلغ 21 ألف طن، وخلال العام 2014 بلغ 26 إلف طن، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج خلال العام الحالي  إلى 16 ألف طن.

وبحسب الجابي فإن سبب الانخفاض يعود إلى الارتفاع في درجات الحرارة، كما أن فلسطين تعاني من تذبذب في الإنتاج، بحيث يكون الإنتاج سنة جيدة وسنة أخرى لا، فغالباً تكون السنوات الزوجية جيدة والسنوات الفردية رديئة.

وبحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن قطاع الزيتون يشكل ما نسبته 15% من قيمة الإنتاج الزراعي في فلسطين، الذي يصل في مجمله إلى مليار دولار سنوياً، بسبب أن  الزيتون يتعدى القيمة الاقتصادية في نظر الفلسطينيين إلى أبعاد رمزية وطنية تتعلق بالصراع مع المحتل على الأرض والهوية.

مخاوف

ويتخوف المزارعون الفلسطينيون مع قرب انطلاق موسم الزيتون من تزايد الاعتداءات وحرق أراضيهم بفعل الممارسات المتعمدة من قبل اليهود ومستوطنيه، حيث يصف عدداً من المزارعين المخاوف المترتبة على ذلك بالمغامرة.

ويقول المزارع نمر زهدي، من خربة يانون الواقعة إلى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس، والتي تقع بالقرب من مستوطنة "جدعونيم" المقامة على جزء كبير من أراضي الخربة أنه بالرغم من الإعتداءات والمواجهات التي تحصل أثناء جمع وقطف موسم الزيتون، والخطر والمغامرة التي يواجهها المزارعون وهم في طريقهم إلى أراضيهم، إلا أنهم مصرين على تجاوز كل الصعوبات للوصول والبدء بالقطف.

 

ويشير زهدي إلى أن المستوطنين غالباً ما يشتبكون مع الأهالي في مواسم قطاف الزيتون، ويطلقون الكلاب المدربة والخنازير لتخويف المزارعين، كما يسرقون الثمار بعد جنيها أو يحاولون إتلافها.

 

ويؤكد على أن الجنود يشاطرون المستوطنين في سلوكهم العدواني، وذلك من خلال المماطلة في السماح للمزارعين بدخول أراضيهم وطردهم منها.

 

ويناشد زهدي الجهات الرسمية بالوقوف عند مسؤولياتها للحد من استهداف الأراضي والممتلكات التي تسرق وتنهب يوما بعد يوم، داعياً المؤسسات المحلية والدولية إلى الإسراع في وقف أعمال التخريب التي تستهدف مصدر رزقه.

 

حملات تطوعية

من جهته، يقول ضرار أبو عمر مدير مكتب الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس، أن هناك تخوفات كبيرة من قيام الاحتلال ومستوطنيه من ملاحقة المزارعين وإيذائهم وتخوفيهم من عدم الاقتراب من أراضيهم خلال موسم جني الزيتون، ويؤكد أن الإغاثة تعمل على تنظيم حملات تطوعية من أجل حماية المزارع من الاعتداءات الناجمة عن ذلك.

 

ويضيف أبو عمر أن الجيش يمنع المزارعين من الدخول لمناطقهم بحجة مناطق عسكرية مغلق وقريبة من المستوطنات، مشيراً على أن مناطق شمال الضفة، تعد من أكثر المناطق التي تشهد اعتداءات من قبل المستوطنين على أراضي المزارعين في موسم جني الزيتون.

 

ويشير أبو عمر أن  "الاعتداءات متواصلة لكن تتصاعد في موسم الزيتون، وبخاصة في منطقة بورين وقريوت وبيت فوريك ويانون وقوصين".

 

ويضيف أن الإغاثة الزراعية ستنظم عدة حملات خلال الموسم الحالي من أجل توفير الأمان للأهالي والمزارعين في قطف محصولهم، ومن أجل الحد أو التقليل من المخاطر الناجمة عن هذه الاعتداءات. داعيا إلى ضرورة استنهاض الجامعات والمدارس والمؤسسات والبلديات ومجتمعات المؤسسات المدني والمتضامنين الأجانب، من أجل مساعدة المزارعين في جمع محصولهم.

تراجع الإنتاج

من جانبه وتوقع رئيس مجلس الزيت في فلسطين خالد الجنيدي، انخفاض إنتاج الزيتون وزيت الزيتون خلال هذا الموسم في أرجاء فلسطين. ويعود الانخفاض في الأساس إلى الارتفاع في درجات الحرارة ، إضافة إلى تعرض حقول الزيتون القريبة من المستوطنات، لاعتداءات متواصلة من المستوطنين بحرق الأشجار أو قطعها وتدميرها.

 

وأوضح الجنيدي، أن: "الزيتون تعرض لموجات حر متلاحقة خلال العام الحالي، وهو ما سيؤدي هذا الموسم إلى كميات إنتاج أقل، متوقعاً ارتفاع أسعار الزيت مقارنة مع السنوات الماضية".

 

ويعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيدًا يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، حيث تقوم أحيانا وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف، وذلك من أجل إنهاء موسم القطف بوقت مبكر، وتقليل تكلفة الإنتاج، إذ إنه كلما استثمرت أيام عمل غير مدفوعة الأجر في قطف الزيتون، قلّت كلفة الإنتاج.

 

وبحسب اتحاد الجمعيات الزراعية في فلسطين، فإن شجرة الزيتون تغطي ما يقارب 45% من مساحة الأراضي الزراعية في فلسطين وتعتبر الشجرة الأكثر انتشاراً حيث تبلغ مساحة الزيتون حوالي 80% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة.

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017