الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بيوت رعاية الايتام في طولكرم.. ظلم الواقع الاجتماعي
تاريخ النشر: الأربعاء 19/04/2017 09:23
بيوت رعاية الايتام في طولكرم.. ظلم الواقع الاجتماعي
بيوت رعاية الايتام في طولكرم.. ظلم الواقع الاجتماعي
كتبت : نور سلامة
"فجأة قبل ست سنين توفتأمي برصاصة بالخطأ  أمام عيوني، وبعدها أبي أتى بي مع أخوتي لهذه الدار ، بسبب الوضع المادي السيء وزواجه، الله يهديه".
 بهذه الكلمات لخّص الفتى عماد صابر 16 عام من محافظة طولكرم قصته و إخوته ليعيشوا معا ما تبقى من عمرهم في بيوت رعاية الأيتام ضمن ما يعرف بـاليتم الاجتماعي
بحروف مليئة بالحزن يهمس عماد "مضت السنين دون رؤية أبي، كان الاتصال به فقط عن طريق الهاتف وبالمناسبات فقط، وكنا نزورجدي وجدتي بين الفترة والأخرى".

 

رأفت القِب، مدير دار اليتيم العربي في طولكرم يوضّح لـ" أصداء" بعض امن الظروف التيقد تجعل من الأطفال ايتاما في ظل وجود أحد الأباء، يقول "هناك ظروف مختلفة تحيط بالأطفال تجعلهم أيتاماَ، فالطفل يبقى الضحيةا لأولى والأخيرة في العائلة نتيجة هذه الظروف سواء بفقدان أحد والديه أو دون ذلك، وهو ما تتزايد حالاته مع الزمن، وهوما يمكن أن نسميه اليتم الاجتماعي".
ويضيف القِب "إن الأمر لايقتصرعلى فقدان احد الوالدين، فهناك المشاكل الاجتماعية التي تؤدي إلى تشرد الطفل دون معيل له ومعين، فاليتم الإجتماعي هومصطلح يطلق على الأطفال الذين يواجهون خطر حقيقي بسبب غياب أحد الوالدين نتيجة لظروف اجتماعية معينة يعانون كما يعاني منها اليتيم، والذي تسببها لمشاكل العائلية بين الوالدين كالطلاق أو ظروف صحية كالمرض أوظروف إقتصادية كالبطالة وعدم توفر المال لإعالة الأسرة وغلاء المعيشة وعدم وجود مأوى مناسب للطفل أوالطفلة".

ويشير القِب إلى ارتفاع أعداد الأيتام من هذا النوع وهوالأكثرانتشاراحاليا في الظروف الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ويقول " للأسف معظم الحالات التي لدينا هي يتم إجتماعي وليس بسبب اليتم الحقيقي بفقدان أحد الوالدين، وهي الأصعب، فالأطفال يتكبدون آثارنفسية ويعانون من مشاكل اجتماعية عديدة نتيجة لها".
وعن جمعية دار اليتيم العربي يشير القِب أنها تأسست عام 1961 بمبادرة من مجموعة من سيدات طولكرم، وكان الهدف الرئيسي من التأسيس هو : رعاية الأطفال الأيتام وتوفير الحماية والمأكل والملبس والرعاية الصحية والإجتماعية والتأهيل الأكاديمي والمهني.
كما وتضم الجمعية في قسمها الداخلي أكثر من خمسين نزيلاَ في المبنى الرئيسي واثني عشر فتاة في مركز مستقل للفتيات، وينحدر نزلاء الجمعية من كافة محافظات الوطن خاصة طولكرم وجنين وقلقيلية ، وتستوعب الجمعية النزلاء من جيل 6-18سنة.
وفي مقابلة مع المرشد النفسي والإجتماعي في الجمعية الأستاذ حسن كتانة يقول " لم أجد أجمل من شعور السعادة والطمأنينة عندما نقوم برعاية هؤلاء الأيتام".
ويصف كتانة الأيتام ببعض الكلمات فيقول " إبتسامات خجولة فقدت معنى الطفولة، يلعبون لينسوا همومهم الكبيرة، بعضهم قد ترك مأمنه وبعضهم ودَّع أمه أو أباه قبل أن يأتي إلى هنا، ما لهم معين على مصيبتهم إلا الله ثم من مُدت يده ليساعد في جزء بسيط من همومهم الثقيلة".
ويتابع كتانة " اتبعت مع النزلاء برنامج العلاج النفسي وتنمية المواهب الفنية لديهم وزرع الطموح للأحسن ،موضحاَ أن الهدف الرئيس الذي لابد من المجتمع تقديمه لهؤلاء الاطفال ليس المساعدةا لمادية فقط إنما يحتاجون الىتهيئة البيئة الصالحة لهم وزرع الثقة في نفوسهم وتشجيعهم ودمجهم بالمجتمع".
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017