الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"معاول الخير": نداء لعودة الأيدي العاملة إلى الأرض...
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/02/2018 12:54
"معاول الخير": نداء لعودة الأيدي العاملة إلى الأرض...
"معاول الخير": نداء لعودة الأيدي العاملة إلى الأرض...

طوباس: رصدت الحلقة (85) من سلسلة (أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية وقائع ورشة حملة المناصرة توجيه العمالة إلى القطاع الزراعي، التي أطلق القائمون عليها اسم (معاول الخير).
وناقش مسؤولون وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية ومزارعون، ضمن برنامج التطوير العادل للإنتاج الزراعي وأنظمة السوق الفلسطيني، الممول من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، والمنفذ من مؤسسة أوكسفام وشريكها المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الزراعة صمود
ودشن القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد الورشة بالإشارة إلى أهمية القطاع الزراعي، وبخاصة في الأغوار التي تتعرض لنهب واستيطان ومخططات تهدف إلى اقتلاع المواطنين، وحملات مضايقة وملاحقات يومية، ونهب للمياه، ومنع للمزارعين من الوصول إلى الحقول والمراعي، وإتلافها وحرقها بتدريبات عسكرية.
وأكد مدير المشروع إسماعيل أبو عرفة أن إحصاءات القطاع الزراعي لا تبشر بالخير، وتحتاج إلى معالجة، وبخاصة أن تنمية هذا القطاع تتطلب تحسين دخل العاملين فيه، والبحث عن زراعات مدرة للربح كحال خيار (البيبي).
وأشار ممثل وزارة الزراعة م. سليمان دراغمة أن معادلة الزراعة في الأغوار وطوباس مختلة، إذ تتسرب الأيدي العاملة إلى المستوطنات، في وقت تتوسع الرقعة الزراعية وتتدنى الأجور. ودعا إلى إقرار خطة وطنية بديلة عن العمل في المستوطناتـ واعتماد أنظمة لرفع الأجور، والتنسيق لاستقدام عمالة من المحافظات غير الزراعية، التي ترتفع فيها نسب البطالة.
فيما أوضح مدير وزارة العمل محمد عبد القادر أن البطالة تسجل أرقامًا كبيرة في فلسطين، تصل إلى 17%، في وقت يعاني القطاع الزراعة قلة في الأيدي العاملة، الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول، نظرًا للدور الوطني الكبير لهذا القطاع، وفي ظل استهداف الاحتلال للأرض وخاصة في الأغوار. وبيّن أن بلدة طمون ضاعفت من حجم مزارعها في الدفيئات، ووصلت إلى 5 آلاف دونم، يعمل فيها 4 آلاف مواطن، معظمهم بشكل أسري.
وأكد عبد القادر أهمية تحسين مستوى الأجور، وتأسيس شركات وسيطة للربط بين طالبي العمل والمشغلين، يمكنها أن تنسق لاستقدام عمالة من المحافظات الأخرى، وتوفير مستلزمات في بيئة العمل، وتفادي ظاهرة العمالة الموسمية، التي تتكرر في مواسم مثل الخيار الربيعي. وأوضح أن متوسط الأجور في فلسطين، وفق الجهاز المركزي لإحصاء 101 شيقل، في المقابل تتوجه الأيدي العاملة إلى داخل الخط الأخضر وتحصل على أجور تصل أحيانًا إلى 350 شيقلاً.
ولخص المزارع وصاحب شركة التراب الزراعية مؤمن عوايصة معاناته مع شح الأيدي العاملة، إذ بدأ بالتوجه نحو (الخيار البيبي)، لكن الكثير من العمال يتركون الموسم فجأة ويلتحقون بالعمل داخل الخط الأخضر، الأمر الذي يتسبب بخسائر فادحة. وقال: لدينا دفيئات بمساحة 7 دونمات، لكننا حتى الآن لا نجد من يعمل في 3 منها، ولا نستطيع رفع الأجور نظراً للتكلفة الباهظة لمدخلات الإنتاج، ولتدني أسعار الخضروات في معظم العام.
بطالة ومستوطنات


واستعرض جميل حجازين من المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية منطلقات حملة (معاول الخير)، التي بدأت بتسهيل زراعة خيار (البيبي) في طوباس والأغوار الشمالية، ووثقت كميات الإنتاج للمزارعين المشاركين لكن الكميات المنتجة لم تكن المستوى المتوقع عند معظمهم، لعدم توفر الأيدي العاملة لهذا الصنف الذي يتطلب قطافًا يوميًا. مثلما تراجعت العناية بالأشتال للسبب ذاته، ما أدى إلى انخفاض مستوى الإنتاج.
وأضاف: بلغت نسبة الحيازات الزراعية الصغيرة (1-10دنم) 59.3% من مجموع الحيازات الصغيرة في فلسطين، التي تتطلب في غلبها عمالة مؤقتة 24.3% بينما تشكل العمالة الدائمة ما نسبته 2.4%، فيما يعمل في 73,3% إفراد الأسرة، أما الحيازات التي تزيد عن 100 دونم فتكون 8% من مجمل الحيازات، التي تتطلب عدداً كبيرًا من العمال. وأكد أن حجم العمل في مستوطنات ألأغوار الزراعية يبلغ 9500 ، تشكل الإناث 8% منهم، ويأتي 45% من محافظة نابلس، والباقي من طوباس وأريحا، يقضون على حواجز الاحتلال بين 30 إلى 60 دقيقة يوميا، وتتراوح أجورهم بين 50-100 شيقل.
ووفق استطلاع للمركز، أكد 85% من العمال في مستوطنات الأغوار عدم توفر الخدمات الصحية لهم، فيما قال 80% % منهم بأن المشغل لا يلتزم بدفع مخصصات نهاية الخدمة.
وأورد حجازين أرقاما أكدت أن 5,5% من العمالة في مستوطنات الأغوار دون الثامنة عشرة، في وقت تبلع نسبة البطالة في فلسطين 18% وفق أرقام 2016، وتتراوح البطالة بين الذكور 15% ، وترتفع إلى 29.8% عند الإناث. وأعلى نسبها في بيت لحم والخليل. واختتم بتساؤلات حول سبب استمرار العمالة في المستوطنات الزراعية، رغم الظروف العمل الصعبة من ناحية الوصول والأجرة والحقوق، ولماذا يعزف العمال عن طلب العمل لدى المزارعين الفلسطينيين، وماذا يمكن أن يعرض المُشغل لتشجيع العمال على العمل لحسابهم؟
مبادرات وشباب
وتبعًا للمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن هدف (معاول الخير) توجيه الشبان الذين يعانون البطالة للعمل في القطاع الزراعي، في وقت تنسق أنشطتها مع وزارتي العمل والزراعة وطالبي العمال، وتعقد لقاءات في المحافظات للتعريف بالمشكلة والفرص التشغيلية في القطاع الزراعي، كما تسعى إلى تغيير الصورة النمطية عن العمل الزراعي بغية تشجيع الشباب للانخراط في هذا القطاع، وتخطط لإنتاج مطبوعات وفيلم وثائقي لتشجيع الأجيال الصاعدة على لانخراط في العمل الزراعي، وتأسيس قناة اتصال وتواصل بين طالبي العمال وطالبي العمل في المحافظات، وحث طالبي العمال على تحسين الظروف التشغيلية والأجور للعاملين في هذا القطاع، والتركيز على تشغيل النساء وتهيئة الظروف المناسبة لعملهن، كونهن الشريحة الأكبر من طالبي العمل.
نقاش وتوصيات
وفي ختام الورشة أدار جمال مبسلط من المركز الفلسطيني للتنمية نقاشاً عامًا، ودون توصيات المشاركين الذين مثلوا وزارات: الزراعة، والأوقاف، والإعلام، واتحاد الفلاحين، والتوجيه السياسي، ومجالس بلدية وقروية، وصندوق الاستثمار الريفي المشكل حديثًا، والاتحاد العام للمرأة، والغرفة التجارية، وقوى سياسية، وجمعيات تعاونية وخيرية إضافة إلى مزارعين.
وأكد مبسلط أهمية النقاش والمشاركة المجتمعية في دعم وإسناد الفئات الشابة، وتوجيهها نحو الأرض، وإدخال زراعات مدرة للدخل. وبّين أن التوصيات سيتم نشرها في وسائل الإعلام بعد تبويبها بالشكل الفني والمهني، وستتم مخاطبة أصحاب الشأن بالنتائج؛ لتوفير البيئة والمناخ المناسبين لتفعيل العمالة بالقطاع الزراعي.
وأجمعت التوصيات على أهمية التدخل الحكومي لحماية القطاع الزراعي وإدارته والتخطيط له، والتوعية القانونية بحقوق العاملين والمشغلين، وضرورة العودة إلى الأرض لما تمثله من قضية وطنية، وسبل إشراك وسائل الإعلام والمساجد في تغيير الصورة النمطية لدى الشباب لانخراط والتوجه إلى الأرض، وإطلاق مبادرات مدرة للدخل، وتحسين ظروف العمل في الحقول، وتغيير استمرار التوجه نحو المستوطنات الزراعية ببدائل وطنية.
بدوره، أكد منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف أن الوزارة استعرضت واقع القطاع الزراعي في سلسلة قصص ضمن برنامج (أصوات من طوباس)، وأنتجت فيلمين وثائقيين، أحدهما للصحافيات الصغيرات حول واقع القطاع الزراعي، والثاني يتحدث عن عين الساكوت ونهب الاحتلال للأراضي المحيطة بها.
وقال إن الوزارة ستتعاون مع الجهات المختصة في حملة ( معاول الخير) لإنتاج فيلم وثائقي قصير حول العمل الزراعي في المستوطنات، وسبل تغيير الصورة النمطية المتصلة بالعمل في الأرض.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017