نابلس : من انوار دويكات
بالرغم من كون صناعة صواني القش وهي من الحرف اليدوية القديمة التي قاربت على الاندثار ولا يقوم بعملها إلا القليل من النساء بسبب قلة الطلب عليها ، الا ان ام خالد حنني في بلدة بيت فوريك شرق نابلس ما تزال تحافظ على هذا التراث .
اطباق القش تصنع من عيدان سنابل القمح بعد حصادها والتي ما زالت موجودة الى يومنا هذا، ولكنها قليلة مقارنة مع الزمن القديم وتحتوي الصواني على اشكال والوان واحجام مختلفة

الحاجة فهيدة حنني (ام خالد) البالغة من العمر 78 عاما وتسكن في قرية بيت فوريك شرق نابلس تعمل في صناعة اطباق القش ومكانس القش حيث انها تنجزها بالوان جميلة وعند الدخول الى بيتها يلفت نظرك اطباق من القش معلقة على جدران منزلها .
تقول ام خالد منذ كان عمرها 20 عاما بدأت انسج القش لاصنع منه اطباق القش حيث كانت تجتمع نساء بيت فوريك ويذهبن الى السهول لكي تنجز تلك الاطباق، فتجمع السيقان المناسبة بعد فصلها عن السنابل حيث تقوم بقصف السبلة وتقطع العقدة الموجودة في السبلة وتأخذها للأطباق، وتجمعها بشكل ضمة من القشات وتحضرها الى بيتها لتعمل بها ، وتقوم بنقع قش القمح في الماء لمدة لا تزيد عن ساعتين.
بعد الخطوة الاولى بجمع القش ومن ثم نقعه بالمياه الى ان يصبح لينا لا ينكسر وبعدها تأخذ القشات من الماء وتضعها في كيس خيش ، وتأخذ من 4 الى 5 سنبلات تشبكها وتعقدها لتسحب سنبلة تلو الاخرى الى ان تكتمل صنية القش التي تعمل بها ، وتحتوي الصواني على اشكال مختلفة يتم تشكيلها من خلال دمج سيقان القمح المصبوغة .

وتضيف ام خالد ان اطباق القش تستخدم لوضع خبز الطابون عليه بعد خبزه ونسف الفريكة على الطبق ويستخدم لوضع صحون الاكل عليه بدل من سدور اليوم وغطاء للأواني ، وتشير انه يمكنها صباغة القشات قبل العمل بها لتشكل طبقا ملونا جميلا .
ونوهت الى ان الناس قديما كانت تقبل على شراء اطباق القش بشكل كبير اما في الوقت الحالي لا احد يطلب الاطباق ، وتذكر ان عمل طبق من القش ياخذ يوما كاملا لعمله وأن العمل بأطباق القش متعب لكنه مسلي .
والى جوار صواني القش تصنع ام خالد اواني اخرى كالمكانس والسلات والقبعة .وكانت تعمل اول عقده على شكل جدله صغيره يمكن من ٦ قشات تجدلهم باليد وتلفهم وتشبكهم بقشه سابعه وتثبتهم بالمخراز ،هو عباره عن اشي يشبه المفك.
وكانت بعض النساء تستعمل خيطان البلاستك الملونه حتى تعطي شكل للصنية او تطلع الرسمة التي ترغبها. ويكثر عمل الصواني في الشتاء بجانب منقل النار ولمة العيلة .