الرئيسية / مقالات
ابن المخيم يجب أن يموت ,,,,,,,,,,,,
تاريخ النشر: الأربعاء 19/12/2018 06:53
ابن المخيم يجب أن يموت ,,,,,,,,,,,,
ابن المخيم يجب أن يموت ,,,,,,,,,,,,

هل بقي متسع في قائمة شهدائك فلسطين ؟ هل قائمة الشهداء مصنفة ؟ شهداء احتلال ,, شهداء لجوء ؟ شهداء أمل ؟ أوشهداء ضمير ؟ هل يقتلنا الظلم اذا صمدنا و يقتلنا بعد الرحيل ؟ هل اقترفنا الذنب و الخطايا عندما هجرنا أم أننا أخطأنا في اختيار بلد اللجوء؟ أكان حريا بنا أن نرحل الى الغريب في أصقاع الارض ننشد الحياة حتى العودة و البقاء ؟ هل تمسكنا بحقنا بالعودة ثمنه كرامتنا و أطفالنا و دمنا و لقمة عيشنا ؟ هل أبناء اللجوء و المخيمات اختاروا الرحيل واستطيبوا التنقل من مخيم لآخر حتى يعاقبهم أبناء جلدتهم بحصارهم و تضييق العيش عليهم بحجة الحفاظ على حق العودة ؟ هل جريمة محمد وهبة أن أجداده اجبروا على ترك ديارهم و بياراتهم و مكونات حياتهم و ساروا على أقدامهم ليستنجدوا باخوانهم طالبين العون , فيستشهد حفيدهم على باب مشفى لا يملكون دولارات دخوله للعلاج ؟ هل يجب أن يموت ابن المخيم ليريحكم من عبء تحمل قضيته و ليريح ضمائركم أم لأنه أصلا لا يستحق الحياة ؟؟

ابن المخيم يقتل في فلسطين و ابن المخيم يسجن في فلسطين و ابن المخيم يعيش الحياة الصعبة داخل مخيمه الذي لو قسمت مساحته على عدد ساكنيه لحصل الفرد على مساحة حذائه , و ابن المخيم يحلم في منامه بالعودة و يحلم في صباحه بأبسط متطلبات الحياة و المعيشة , و ابن المخيم ينام و يصحوا على صوت الرصاص و الغاز المسيل و الاقتحامات الليلية , و يصحوا ليلتحق في عمل مضني على أرض اجداده فيجتاز حواجز التفتيش القاسية و يتعرض للمخاطر ,, وعدد ساعات العامل في العالم لا تتجاوز الثماني ساعات أما ساعات عمله فتبدأ فجرا لتنتهي عند المغيب ,, هذا حال ابن المخيم في فلسطين و تحت الاحتلال , فما حاله في بلادكم أيها الأشقاء ؟؟
حق العودة حق و ليس دعوة للعقاب و الانسان هو الانسان يستحق الحياة الكريمة , الحق في الطعام و الشراب و العلاج و السكن المقبول ,, و الكرامة و حفظ انسانيته و وجوده , لا نطلب التوطين بل نعتبره جريمة بحق قضيتنا و أرضنا و يتمسك أبناء المخيمات بحق العودة و مفاتيح البيوت التي هجروا منها و لكن الحياة الكريمة لا تعني التوطين و لا التفريط .
لقد تخلى قادة العرب عن الكثير من التزاماتهم تجاه شعبنا في كافة المجالات و بقيت شواهد النكبة و الظلم المتمثلة في مخيمات اللجوء فكرهها البعض و تمنى زوالها و حارب وجودها و اضطهد ساكنيها , و نسي الكثيرين أنها مخيمات العزة و الصمود و الشاهد الأبرز على الظلم التاريخي ,, الاحتلال يحارب الاونروا لإنهاء قضية اللجوء و العودة , و الامريكان يقطعون الأموال عنها , و يتواطأ الكثيرين فلا تكونوا عونا لهم و لا تشردوا المشردين مرتين .
محمد وهبة طفل فلسطيني أخطأ خطأ كبيرا ,, لقد مرض ,, كيف يمرض على أرض غير أرضه ؟ و كيف يطلب العلاج بوقاحة ؟ و كيف يحسب نفسه على الانسانية و هو خارجها , محمد يجب أن يموت في عاصمة الحب و الحياة و على ابواب المشفى , فهو لا يملك المال فعليه ألا يمرض . و هو ابن مخيم و كان يجب عليه أن يعي هذه الحقيقة فلا يمرض فالمرض و العلاج من حق الأحرار فقط و هو من سلالة العبيد .
رحمك الله يا محمد وهبة يا طفلا شاهدا على مأساتنا و ربما من مصلحتك أنك قد مت و انتقلت الى حياة لا يوجد فيها أسياد و عبيد , حياة ليس فيها مخيمات فمفهوم البشرية المعاصرة أن ابن المخيم يجب أن يموت .

سامر عنبتاوي
19-12-2018
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017