الرئيسية / مقالات
قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية وانعكاسها على القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: الأربعاء 18/09/2019 15:54
قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية وانعكاسها على القضية الفلسطينية
قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية وانعكاسها على القضية الفلسطينية

بقلم: إياد القرم
في ظل ما تشير إليه النتائج الرسمية للانتخابات الإسرائيلية التي جرت بالأمس فإن تساوي المقاعد بين الحزبين الكبيرين (الليكود وازرق ابيض) هو ما ستسفر عنه النتيجة النهائية لتلك الانتخابات.
بنظرة سريعة على نتائج الأحزاب الأخرى والتي سيكون لها الدور الأساسي في ترجيح كفة من سيشكل الحكومة، يتبين لنا صعوبة أي منهم الحصول على 61 صوتا لتزكيته بتشكيل الحكومة لدى رئيس الدولة، في ظل تعنت حزب إسرائيل بيتنا بزعامة ليبيرمان وامتناعه عن التصويت لأي من الحزبين وإصراره على تشكيل حكومة وحدة تتشكل من الليكود وحزب ازرق ابيض وإسرائيل بيتنا وبذلك يصل مجموع مقاعد تلك الحكومة إلى ما يقارب 73 مقعدا.. وتعتبر حكومة مستقرة جدا نظرا لانعدام وجود الأحزاب الصغيرة والتي غالبا ما تهدد بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها، فليبرمان أكد أكثر من مرة بأنه لا يمكن المشاركة في حكومة لنتنياهو إلا إذا اقر قانون التجنيد الإجباري للمتدينين وهو ما ترفضه بشكل قاطع الأحزاب اليمينية المتحالفة مع نتنياهو، وكذلك الحال فيما يخص حزب ازرق ابيض حيث يرفض ليبيرمان بشدة المشاركة في حكومته إذا شاركت فيها القائمة العربية المشتركة، وبالتالي فنحن خيارات ضيقة جدا أمام الحزبين الكبيرين (الليكود وازرق ابيض)
زعيم حزب ازرق ابيض بني غانيتس دعا صباح اليوم لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين الليكود وحزبه، وتمنى على الليكود ترشيح شخص آخر غير نتنياهو لتسير الأمور إلى الأمام وتحقق حكومة الوحدة نجاحا واستقرارا، ومن المستبعد أن يلجأ الليكود لترشيح شخص آخر غير نتنياهو إلا في حالة شعورهم أن الليكود سيخسر الحكم بسبب شخص نتنياهو.
وفيما يتعلق بالقائمة العربية المشتركة لمحت اليوم على لسنا أيمن عودة بأنها ستدعم حزب ازرق ابيض في سبيل إسقاط نتنياهو ولكن ليس بأي ثمن، فالمطالب العربية ستكون حاضرة في مفاوضاته مع ازرق ابيض.
أمام تلك النتائج وما أفرزته من ضبابية في المشهد، نرى أن السيناريو الأقرب للتشكل هو حكومة وحدة وطنية في ظل عجز الطرفين عن حسم الأمور لصالح احدهما، وبالتالي سيكون تأثير اليمين الأكثر وضوحا فيها وخاصة أن معظم أعضاء حزب ازرق ابيض ميولهم يمينية وخرج العديد منهم من تحت عباءة الليكود، وبالتالي فتأثير تلك النتيجة على القضية الفلسطينية سيكون سلبيا وسيبقى الجمود يراوح مكانه فيما يخص العلاقة مع السلطة الفلسطينية، ولن يكون هناك أي تقدم لمفاوضات حقيقية بين الجانبين، أو حتى أي إجراءات إسرائيلية تخفف من معاناة الفلسطينيين، وسيكون هناك تساوق كبير من تلك الحكومة مع صفقة القرن التي سيطرحها الجانب الأمريكي بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وبالتالي مزيدا من توتر العلاقة مع الفلسطينيين وإجبارهم على دراسة اتخاذ قرارات صعبة هدد الرئيس الفلسطيني باتخاذها في حال قامت الحكومة الإسرائيلية بضم غور الأردن والمستوطنات الكبيرة بالضفة الغربية إلى إسرائيل، وعليه فنحن أمام مرحلة فيها الكثير من التحديات والخطوات المصيرية.
وفيما يخص العلاقة مع قطاع غزة فأعتقد أن التشدد سيكون أكثر في ظل سيطرة الجنرالات العسكرية على حزب ازرق ابيض والذين أكدوا في أكثر من مناسبة على ضرورة توجيه ضربة عسكرية للقطاع للقضاء على الفصائل المسلحة هناك، وكثيرا ما اتهموا نتنياهو بالتراخي أمام تلك القضية، وسيكون ذاك السيناريو أكثر قربا للواقع في حال شارك ليبيرمان في الحكومة والذي يؤيد بشدة القضاء على الفصائل المسلحة الموجدة في قطاع غزة
ومن هنا أرى أن سيناريو حكومة الوحدة في إسرائيل هو الأقرب للتشكل وبالتالي ستكون تلك الحكومة أكثر صرامة في اتخاذ القرارات وتنفيذها فيما يخص قضايا المنطقة، خاصة أنها ستحظى بدعم كبير واستقرار داخل الكنيست وفي ظل العجز العربي والتراجع المخيف في دعم القضية الفلسطينية من قبل الدول العربية. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017