الرئيسية / الأخبار / فلسطين
دراسة من سجن مجدو: أكثر من ثلث الأسرى يعانون من الأمراض
تاريخ النشر: الخميس 21/11/2019 09:04
دراسة من سجن مجدو: أكثر من ثلث الأسرى يعانون من الأمراض
دراسة من سجن مجدو: أكثر من ثلث الأسرى يعانون من الأمراض

الأسرى المرضى في سجون الاحتلال
دراسة من سجن مجدو: أكثر من ثلث الأسرى يعانون من الأمراض

اجراها الباحث مفيد جلغوم
نحو مليون فلسطيني من شتى الأعمار ومن كلا الجنسين تعرضوا لتجربة الاعتقال مرة واحدة على الاقل، منذ بداية الاحتلال حتى الأن، قضوا فترات اعتقال مختلفة تراوحت بين يوم واحد الى تسع وثلاثين سنة لنائل البرغوثي، وثلاث عشر أسيراً آخرين مضى على أسرهم أكثر من ثلاثين سنة أشهرهم الأخوين كريم وماهر يونس.
في هذه الأثناء يقضي نحو 5700 أسير وأسيرة أحكاما متنوعة في اثنان وعشرين سجن، منهم 43 أسيرة، و220 طفلاً، اضافة الى 500 أسير لم توجه لهم أي تهمة(اعتقال اداري)، في ظل ظروف اعتقال سيئة تهدف الى اضعاف ارادة وجسد الأسير، مما أدى الى زيادة أعداد الحالات المرضية لدى الأسرى.
تشير الاحصاءات الفلسطينية في هذا الصدد الى أن عدد الحالات المرضية لدى الأسرى تبلغ نحو 1800 حالة يشكلون نحو ثلث عدد الأسرى في سجون الاحتلال، من بينهم 700 حالة بحاجة الى تدخل علاجي سريع، منهم 350 حالة من الأمراض المزمنة، و 14 حالة مرضية تقيم اقامة شبه دائمة في مستشفى سجن الرملة لصعوبة حالاتهم المرضية، اضافة الى عشرات الحالات المرضية التي بحاجة الى علاج يومي أو عمليات جراحية عاجلة أشهرهم سامي أبو دياك، ومعتصم رداد اللذان يعانيان من مرض السرطان، ومحمد بشارات المصاب بالفشل الكلوي، وخالد الشاويش المصاب بالشلل.
هذه الأرقام مرشحة للزيادة لو أجريت فحوص طبية شاملة لكل الأسرى، وفي دراسة ميدانية أجريت على عينة من أسرى سجن مجدو، وشملت العينة 10% من عدد الأسرى فيه تبين أن 44% من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة.
توزعت الأمراض التي افصح عنها الأسرى بين اصابات بالرصاص خلال لحظة الأسر أو قبلها مباشرة، وأمراض المعدة والأمعاء، والعمود الفقري، والأعصاب، والشقيقة، والحساسية، والجيوب الأنفية، وضغط الدم والقلب، والعيون، والكلى، والسرطان، وكسور العظام.

علاقة الأمراض بالعمر
في الحياة العادية تكون الأمراض أكثر انتشاراً لدى الفئات العمرية الكبيرة، الا أن الباحث وجد في دراسته من سجن مجدو أن الأمراض كانت أكثر انتشاراً لدى الفئات العمرية الصغيرة (العشرينات والثلاثينات) حيث كانت نسبة 73% من الأمراض لدى هذه الفئة العمرية الشابة، وهو ما يشير الى ارتباط واضح بين الأسر والمرض.

الأمراض ومدة الحكم
بتحليل عينة الدراسة التي شملت 10% من عدد أسرى سجن مجدو، لم يجد الباحث ارتباطاً بين مدة الحكم التي صدرت بحق الأسير وبين الأمراض السائدة، ذلك أن الأمراض توزعت تقريباً بالتساوي على كل الأحكام البسيطة والمتوسطة والعالية، والاداري. وفي تفسير ذلك ما يشير الى دور الارادة الفولاذية لدى الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وعدم تسلل المرض الى أجسادهم بسبب صعوبة الأحكام التي فرضت عليهم.
الاهمال الطبي
السمة العامة لتعامل سلطات السجون هي الاهمال العام لصحة الأسرى، وهي ترجمة عملية لظروف الأسر السيئة ومنها الاكتظاظ وقلة التهوية والرطوبة الشديدة ونقص مواد التنظيف والمبيدات الحشرية. وفي حالة مرض الأسير تتعقد اجراءات خروجه الى عيادة السجن، أو تتأخر كثيراً بحيث يتفاقم المرض، وربما في أحيان أخرى لا يستطيع الوصول الى العيادة لتلقي العلاج. أما اذا وصل الى العيادة فهناك نقص في اجراء التحاليل المخبرية، وانعدام الأطباء النفسيين والأعصاب، وعدم وجود طبيبة نسائية للأسيرات، أما التشخيص فهو شفهي لقلة الأجهزة، ناهيك عن التعالي والاستعلاء في التعامل مع الأسرى.
كذلك يشكي الأسرى من المماطلة في اجراء العمليات الجراحية الضرورية، وعدم تقديم طعام خاص بالمرضى، وعدم وجود فحوصات طبية دورية خاصة للأسرى من ذوي الأحكام العالية، فيما تقل الأجهزة الضرورية للحركة أو السماعات الطبية أو الأطراف الصناعية.
البوسطة ورحلة العذاب
مستشفى سجن الرملة هو المكان المخصص لعلاج الأسرى المرضى، وللوصول اليه من السجون الأخرى لا تتوفر سيارة اسعاف وانما حافلة من الحديد بفتحات تهوية صغيرة وكراسي غير مغطاة باسفنج أو ما شابه لحماية الركاب اهتزازات الطرق. وعلى الأسير أن يركب بهذه الحافلة التي يطلق عليها سيارة البوسطة وهو مقيد طول فترة السفر والتي تستغرق يوماً كاملاً كونها تتوقف في كل سجن لتحميل الأسرى كالقطار، وهي رحلة شاقة للأصحاء فكيف للمرضى؟ وعلية فقد لا يذهب أحد المرضى بسبب المعاناة من عذاب هذه الرحلة.
القانون الدولي والرعاية الصحية
يكفل القانون الدولي حق الرعاية الصحية وتقديم العلاج المناسب للأسرى، فقد أكدت المادة 31 من اتفاقية جنيف الثالثة على ضرورة اجراء فحص طبي مرة واحدة على الأقل كل شهر لكل أسير. وكذلك أقرت الأمم المتحدة وجوب وجود طبيب واحد على الأقل لكل سجن يكون مكلفاً بمقابلة يومية لجميع الأسرى المرضى. أما المواد 109-113 من البروتوكول الاضافي الأول لاتفاقية جنيف لعام 1977 فقد دعت الى اطلاق سراح الحالات المرضية الصعبة.
على أرض الواقع يلاحظ وجود 350 أسيراً مصابين بأمراض مزمنة، منهم 12 حالة شلل نصفي و24 حالة سرطان، و17 حالة بتر أطراف، و30 حالة أمراض نفسية وعصبية، و27 حالة أمراض قلب، و15 حالة أمراض كلى، الا أن سلطات السجون تتقاعس عن تقديم العلاج الكافي لهم، وترفض اطلاق سراحهم، ما يعرض حياتهم لخطر الموت كما حصل عشرات الأسرى المرضى.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017