الرئيسية / مقالات
صراع الموت نتيجة الإهمال الطبي :
تاريخ النشر: الخميس 22/09/2022 15:04
صراع الموت نتيجة الإهمال الطبي :
صراع الموت نتيجة الإهمال الطبي :

كتبت انغام عبد الهادي

يكفي أن تكون أبن الخنساء سنديانة فلسطين كي تتحمل كل هذه الصعاب، لوحة من المعاناة التي تمثل الشعب الفلسطيني، الشاب اللاجئ الذي نشأ في عائلة مناضلة، شقيق شهيد وأربعة أسرى، هدم الإحتلال منزله خمس مرات، منعت أمه من زيارته، توفي والده وهو داخل سجون الإحتلال ولم يستطع المشاركة في جنازته، المكوم سبع مؤبدات و خمسون عاماً، قضى إلى الأن ثلاثون عاماً داخل سجون الإحتلال. وهو من المناضلين الذين آمنوا بأن الأرض تنادي أبناءها، فاستجابوا لندائها وقدموا أعمارهم فداءً للوطن.

ناصر أبو حميد مصاب يرقد الآن في العناية المكثفة في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، في غيبوبة، وبوضع صحي خطير نتيجة إصابته بسرطان في الرئة، و أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأنّ "الحالة الصحية للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد آخذة في التدهور وبشكل سريع، وباتت في مرحلة حرجة وخطيرة وأنه معرض للإستشهاد في إي لحظة."

تشكل سياسة الإهمال الطبي التي تمارس في حق الأسرى الفلسطينين، هي سياسة تعذيب واضحة ورسمية ادت الى إستشهاد عدد كبير من المعتقلين، إن ما يحدث مع الإسير أبو حميد هو بالفعل قد حدث من قبل و هذا المشهد يتتكر وقد عانى نفس هذه المعاناة داخل سجون الإحتلال والإهمال الطبي الشهيد سامي أبو دياك وكانت النتيجة مؤسفة، وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين أرتفع عدد الشهداء الاسرى نتيجة الإهمال الطبي إلى 72 أسيراً.

وبذلك تكون سياسة التعذيب والإهمال الطبي المؤدية فعلياً الى الموت البطيء هي رسمياً سياسة ومنهج ادارة سجون الاحتلال في قتل الفلسطينين، و من هذا كله يخال لك بأنه لم تعد عمليات قتل الفلسطينين هي جريمة بحق الإنسانية، أو انها مخالفة للقانون الدولي، لم يترتب على هذه الجرائم إي عقوبة أو مسؤولية جنائية، والفعل هذا ما يشجع الاحتلال على الإستمرار في ارتكاب جرائم ضد الفلسطينين.

صمت جماهيري بحق المناضل ناصر أبو حميد، هل حقاً لا نملك اي وسيلة ضغط سياسية فعالة من اجل اخراج الاسرى المعرضين الإهمال الطبي من السجون!
إن هذا التغاضي عن رمز من رموز الوطن يعكس صورة مزعزعة وغير منصفة بحق المناضلين والأسرى، أن التخاذل يوم بعد يوم ستكون نهايته بائسة ولا يمكن إصلاحه بعد فوات الأوان، وهذه السياسة التي تنتهجها إدارات سجون الإحتلال بحق الاسرى يجب وقفها وانهائها، في حال بقيت وسارت على هذا النهج الشنيع فإننا ننتظر المزيد من الشهداء في صفوف الاسرى، يجب على المؤسسات الدولية النظر في ما حدث داخل السجون ومحاسبة المسؤولين عن هذا الاهمال الطبي الذي يؤدي حتماً إلى الاستشهاد لأن تكرار نفس العملية بنفس المعطيات تؤدي إلى نفس النتيجة، كم مرة على الاسير أن يدفع عمره؟ الحرية للإسير ناصر أبو حميد وجميع اسرانا البواسل. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017