سيارة سوداء صغيرة ،تسير ببطئ في الطرقات .كذئب شارد يبحث عن فريسة .
أشعة الشمس الجميلة .ترفع ملائتها الصفراء ،رويدا رويدا .
بيوت عنبتا ترفع هامتها،وتطل ضاحكة باسمة .
يدس الندى جسده الرطب بين جيدي وقميصي.
هيه يا مدرسة الطفولة ،ابوابك ونوافذك البنية، تلبس نفس الرداء شجر السرو العالي ،أعشاش الحمام الأبيض .عصافير السنونو ما زالت تحرس نفس المكان .
كأس ماء بارد من بئر أم ماجد .. قرص زعتر من أم مازن ..فنجان قهوة من أم هاشم .. ورشفة شاي من أم عادل .
ابحث عن أم عمر ؛عن أنفاسها الحبلى بالحنان وألقبل .
ابحث عن يدها لتنفض البرد عن جسدي ،وعن روحي ..
هيه يا حجات عنبتا الماجدات ..أيتها الغاليات. .الرائعات.
يا حارسات السهول والجبال والهضاب ، وأشجار الزيتون واللوز المدلل..يا عاشقات سنابل القمح وأشتال المريمية والشومر.
أين الشباب والصبايا ؟أين الحكايا ؟أين أحلام الرفاق والأصدقاء ؟.
أين الميجنا والدلعونا و العتابا؟ أين انا ؟.
تحت شجرة الصنوبر الشاهقة ؛امد جسدي المنهك الصغير .
أداعب سرير العشب الأخضر .ورد شقائق النعمان .أصابع النرجس الأبيض .
أنادي على أم عمر .وأنام غفوة صغيرة .أشاهد شريط الذكريات .ابطاله الأوفياء .
وأصيح في قعر الوادي العميق :-
صباح الخير للوطن الأغلى. .للبلد الاحلى ..صباح الخير للتاريخ والجغرافيا .
صباح الخير لام عمر .
