ليس لأنّها فتاة ناجحة في المجال الفضائيّ إنمّا وهذا الأهّم أنّها خرجت من رحم المعاناة الفلسطينيّة من قطاع غزّة المُحاصر لتصل إلى أعلى المناصب في أهّم البرامج الفضائيّة الأمريكيّة بصفحة الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء “ناسا” على فيسبوك.
تُخبرنا سها القيشاوي عن تجربتها في العمل مع أهم البرامج الفضائية الحالية وتحدثنا عن تجربتها فتقول أعمل ككبيرة لمهندسي البرمجيات في أورايون، وأنا مسؤولة عن تكامل البرمجيات مع الهاردوير وعن فحصها المستمر من أجل التأكد من أنّ الحاسب على المركبة الفضائية يعمل كما هو متوقّع في الجيل التالي من المركبات الفضائية الأمريكيّة المعدّة من أجل الغوص في أعماق الفضاء.
وتقول القيشاوي لطالما كان يُذهلني رؤية المكوك الفضائيّ يقلع ويعود إلى الأرض، هذا ما ألهمني لأنْ أصبح جزءً من برنامج الفضاء ،قَدمت إلى هيوستن لمتابعة دراستي في الهندسة في جامعة هيوستن في كلير ليك وبعد التخرج مباشرةً بدأت العمل في برنامج المكوك الفضائيّ وعندما تقاعد المكوك رأيت في (أورايون) بداية جديدة لبرنامج التحليق الفضائيّ للإنسان، وأردت أن أكون جزءً من هذا الأمر.
وتُضيف الشابّة الفلسطينيّة “أن العمل مع البتات والبايتات على مدار اليوم هو أمر مريح أكثر مما يعتقد اعتدت على نموذجة مهمات أورايون ويحدث ذلك في الغالب يوميًا، تمامًا كما لو أننّا نطير في الفضاء”.
وتابعت: “قمت بتفحص النظام انطلاقًا من الإقلاع، مرورًا بالتحليق والعودة إلى الأرض إذا ما قمت بإيجاد أي قضايا ومشاكل هنا، أقوم بحلها وإعادة الإقلاع من جديد للتأكد من أن التحليق سلس وآمن من أجل طواقمنا المستقبلية”.
بدورها أوضحت (ناسا) في صفحتها على (فيسبوك) بأنّه بعد تقاعد برنامج المكوك الفضائيّ بسبب انتهائه من المساعدة على بناء محطة الفضاء الدوليّة للعديد من الأسباب، وتمّ إلغاء برامج المكوك الفضائيّ بشكلٍ خاصٍ نتيجة لكارثتي تشالنجر وكولومبيا، بالإضافة إلى الكلفة العالية جدًا لهذا البرنامج والتي كلفت حوالي 209 مليار دولار. كان البديل يتبلور وبشكلٍ واضحٍ في برنامج (أورايون) الذي تحولّ إلى واقعٍ، حيث ستُشكّل تلك الكبسولة الفضائية الجيل التالي من المركبات الفضائية، التي يمكنها إيصال رواد الفضاء إلى أماكن أبعد في الفضاء، وبشكل أكثر أمنًا، ومن ثمَّ العودة بهم إلى الأرض.
جدير بالذكر أنّ وكالة الفضاء الأمريكيّة ناسا أطلقت أوّل رحلة غير مأهولة للمركبة اورايون في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2014، في مهمة ترمي إلى اختبار قدرة الولايات المتحدة على إرسال رواد فضاء في رحلات بعيدة للمرة الأولى.
وتقول سها في نهايته حديثها نصيحتي للفتـيات الشابات حـول العالم امتلكي دومًا حُلمًا كبيرًا، واعملي بشكلٍ قاسٍ من أجـل أنْ تجعلي من حلمك حقيقة.