جراسا -
اعداد نهاد الطويل -خاص - تعتبر السيدة شيرين جاسم النّويس إحدى أبز الشخصيات النسوية الرائدة في دولة الامارات حيث تعطي الكثير من وقتها وحياتها لخدمة وطنها ومجتمعها،فيما منحت مؤخرا لقب 'فارسة الوطن العربي' في العمل الإنساني وخدمة المجتمع على مستوى الوطن العربي والأمم المتحدة .
وتشغل النويس منصب رئيس شعبة المسؤولية المجتمعية في شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية ( أدما) حيث قامت بتطوير مفهوم وإستراتيجية المسؤولية المجتمعية بالشكل الذي ساهم بفعالية في وضع الشركة في مصاف الجهات الرائدة في هذه المجال.
على صعيد الإنجاز الفردي قامت النويس - الحاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد في دولة الإمارات بإنشاء مركز 'تعليم' للتدريب وتطوير المهارات في أبوظبي، وذلك بهدف تلبية احتياجات أطفال 'الديسلكسيا'، وهو المرض الذي يعرف بعسر القراءة والكتابة.
وفي هذا الصدد تؤكد النويس انها تحمل قناعة شديدة بأن مركزها التدريبي'تعليم' من شأنه أن يجسر هوة كبيرة في علاج هذا المرض وتوعية المجتمع ككل بأهمية التصدي له والعمل على علاجه بالشكل الذي يجعل من هؤلاء الأطفال قيمة مضافة إلى دولتهم قبل عائلاتهم.
ووفقا لـ'النويس' فإن المركز يُعد الأول من نوعه في المنطقة حيت تحاول من خلاله المساهمة في تعزيز رؤية مجلس أبوظبي للتعليم في توفير الدعم اللازم لتلبية حاجة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول النويس إنها:' تجعل دوما من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نبراسا وهاديا لها في المضي قدما لتعزيز مساهمة المرأة الإماراتية في المجتمع، حيث كان سموه قد أفرد جانبا من كلمته في القمة الحكومية الأخيرة إلى دور المرأة ومساهمتها القيّمة في بناء المجتمع.'
وشددت النويسعلى أن الابتكار هو سر النجاح لاسيما في ضوء التحديات المتنامية التي تحيط بالمجتمعات العربية.
وتضيف النويس في هذا الشأن: 'كما أكد سمو الشيخ منصور بن زايد، أطال الله في عمر شيوخنا جميعا، فإنني أؤمن بأن الإبتكار هو سر البقاء في المقدمة ومن ثم فإنني لا أدخر وسعا من خلال عملي في البحث عن كل ما هو جديد لتلبية الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة من الأطفال لمضاعفة إسهاماتهم في المجتمع.'
وعن فكرة إطلاق'تعليم' تؤكد النويس أنها تأتي في سياق دعم الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعلم في إمارة أبو ظبي وكافة إمارات الدولة، وذلك بما ينسجم مع رؤية مجلس أبو ظبي للتعليم والتي تهدف إلى الوصول بمستوى التعليم عالمياً.
ويعتبر مركز 'تعليم' للتدريب وتطوير المهارات احدى أهم الانجازات التي تفتخر بها النويس حيث يعتبر المركز الأول من نوعه في الامارات حيث تأسس في فبراير عام (2014م) بهدف تقديم خدمات مميزة في مجال صعوبات التعلم، ونشر الوعي حول طريقة التعامل مع ذوي صعوبات التعلم، والقيام بنشر المعلومات المتعلقة بصعوبات التعلم الموثقة والمعتمدة على أسس علمية.
ووفقا لـ'النويس' فإن المركز يعمل على تشخيص وعلاج الأطفال ذوي صعوبات التعلم ، وتعريف المجتمع المحلي بمفهوم صعوبات التعلم وأشكالها عن طريق الندوات والمؤتمرات والتدريب العملي والنظري للمدرسين والأمهات، وإعداد البرامج والخطط العلاجية الأكاديمية الفردية للأطفال ذوي صعوبات التعلم من فئة: عسر القراءة وعسر النطق وعسر الكتابة وعسر الحساب وبطء التعلم وفرط الحركة وتشتت الإنتباه والموهوبين. ويهدف المركز إلى إعلاء اسم الإمارات عاليا، وجعلها من الرواد في هذا المجال على مستوى العالم العربي والكشف والتشخيص المبكر لحالات صعوبات التعلم، والتغلب على مشكلات أطفالنا الذين يعانون من صعوبات التعلم، وخلق جيل من فئة الأطفال قادر على البناء والعطاء في الدولة.
وقام المركز بمجموعة من الأنشطة خلال هذه الفترة، وذلك بعمل ندوات لنشر الوعي بين أفراد المجتمع حول مفهوم صعوبات التعلم، وتدريب المعلمين على كيفية التعامل مع طالب صعوبات التعلم، وتوجيه طلبة المدارس من الناحية الاكاديمية والنفسية وتعزيز دور المسؤولية الاجتماعية لدى طلبة المدارس.
وتجلت إنجازات المركز في معالجة العديد من طلبة صعوبات التعلم من خلال تقيم الطلبة من قبل أخصائي صعوبات التعلم، وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لدى الطلبة، وذلك من أجل وضع برنامج علاجي خاص يعالج سلوك الطالب ونوع الصعوبة، وكانت هنالك قصص نجاح كثيرة نذكر منها قصة نجاح الطالب خليفة
ومن التجارب التي تسجل للمركز في سلم نجاحاته وانجازات قصة الطالب خليفة الذي أحيل بسبب الضعف الأكاديمي في اللغة العربية والانجليزية والرياضات . وبعد نتائج التقيم التي تشير إلى ضعف عام في المجالات الإدراكية والتي أثرت على جميع جوانب مهارات اللغة العربية الأساسية ( القراءة ، والكتابة).
وبعد التدخل الأكاديمي وخضوع الطفل لبرنامج علاجي مدته ثلاثة أشهر يعالج فيه نقاط الضعف لديه، جاءت النتائج مبشّرة، إذ ارتفع مستواه في مهارات القراءة والكتابة من مستوى الصف الأول إلى مستوى الصف الخامس، ولا زال مستمراً في التقدّم إذ تفاوتت نتائجه ما بين جيد جداً إلى ممتاز.الأمر الذي يترك اثرا كيبرا على حياة الأفراد في مجتمع كالمجتمع الاماراتي.