عن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين ودار الشامل للنشر والتوزيع تصدر قريبا مجموعة شعرية جديدة للشاعر سميح محسن بعنوان "دمٌ دافئٌ على رملِ الطريق".
كُتِبّت قصائد هذه المجموعة كصدى لصوت غزّة التي تعرضت لأبشع جريمة إبادة عرفها التاريخ المعاصر، وأمام سمع وبصر العالم الإستعماري الذي أمدّ القاتل بشتى وأبشع أدوات القتل والإجرام، وتنكّر لصوت الضحايا.
تقع المجموعة في مائة وثمانين صفحة، وضمَّت ستة وثلاثين نصّا شعريّا حاول الشاعر فيها أن يكتب المعاناة الإنسانية لضحايا حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى عامين متكامليّن ومتواصليّن.
يشار إلى أنّ هذه المجموعة هي الثانية عشرة التي تصدر للشاعر، بالإضافة إلى مخطوطة مُعَدَّة للنشر بعنوان: "في الصمتِ فاصلة العبارة".
تزيّنَ غلافُ المجموعة بلوحة فنيّة مهداة من الفنانة التشكيلية السورية الصديقةريما الزعبي Rima Al Zoabi بعنوان "غزّة"؛ وصمّم الغلاف والكتاب سناء صباح، فيما كتب الشاعر الفلسطيني الصديق مراد السوداني، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، تظهيرا لها، جاء فيه:
{{في إطلاقه الجمالي الجديد "دم دافئ فوق رمل الطريق"، يتقفّى الشاعر سميح محسن سيرة الدم والرماد في غزة وعموم فلسطين، الدم أخضر ساخن كدم الطير والزيتون الذبيح. يحوس الشاعر بين أزقة الوجع والعذابات وقذائف الرعب والموت، ويقارب ملحمة شعبنا بكل أهوالها ومعاناتها الشاسعة. وهو بدّاع يواصل حفره الجمالي دون مغادرة الشعر المقاتل المحمول على جماليات وتجريب شعري لافت.
يأخذ من الحب ما يكفيه ليرمم اللحظة بكل خرابها وناقعها المر. فالموت على الطرقات موزع بكل قسوته وسواده، أشلاء ودم أسود عجنته القذائف برمل غزة الشهيدة الشاهدة. موت ليس كمثله شيء يستبطنه الشاعر بحبر دامع، قابضاً على فكرة الصمود، مستعصماً باللغة لينجو من فداحة الجنون التي تعصف بالمكان والزمان، وتغتالهما كما تغتال النخيل والبحر والأحلام. لكن الشاعر يمدُّ خيط الأمل على أشده، ليشد وتر الكلام كقوس أسطوري لتخليق معانيه وصوره ومجازاته.
الكتابة عند سميح محسن نزف ثقيل، وصيرورة وجع بين الـ "أنا" الفردية في اغترابها وعيشها الكظيم وفلسفتها القلقة، وبين الواقع الذي يتشظى موتاً وردماً وجوعاً ودخاناً في انطباق السماء على الأرض في قيامة غير مسبوقة.
الديوان رانخ بالعذابات والأحزان الممتدة في اليومي الذي بات أسطورياً لهول ما أصابه من جنون آلة المحتل ووحشيته وإجرامه وعقده، التي أعادت إنتاجها مجازر ومحو نهّاب واغتيال للحياة بكل تفاصيلها.
يتقدم سميح محسن بديوانه تأسيساً على وعي مقاوم، وامتداداً لسياقه الشعري الذي يحتفل بالحياة في منازلة الموت وأسبابه. طوبى وطيب}}.