ولاء فتحي ..كاتبة تشق طريقها في عالم الأدب .
تقرير :ألاء الديك
فتاة مقدسية ,حلمها أن تصبح من مجددي الأمة الإسلامية ,تحمل على كف القضية الفلسطينة والكف الأخر القضايا
الإنسانية ,قررت أن تكون بشرية بحجم انسان لتحمل كل اوجاع المقهورين والمظلومين وتضعها في سطور لتصل الى العالم كله ,هي تكتب لتحيا وتكتب لأن القضية التي لا تُكتب تموت ,لذلك كتبت كتاب "رائحة الصنوبر".
ولاء فتحي منصور البالغة من العمر 23ربيعا من سكان القدس, طالبة ماجستير إدارةأعمال في جامعة النجاح الوطنية.
. "حينما كنت صغيرة مسك والدي رحمه الله بيدي..فتاة ﻻ تبلغ العاشرة وصقلني على اللغة العربية.تارة أعطاني درسا فيها وتارة جملني بالقران لتقوى تشبيهاتي..والفرق كان يظهر جليا في مواضيع التعبير في المدرسة، لو لم يهدين إليها أبي..ﻻهتديت لها بقلبي حتما" هكذا أهتديت ولاء الى الكتابة .
وأضافت ولاء فتحي أن ما يلهمها هو القضايا التي حولها تستفزها "عندما استفز اكتب ..وعندما أحزن أكتب وفي حالات الفرح القليلة أكتب.. الإلهام دون دافع للكتابة غير مجد أبدا يجب أن تكون هناك قضية لأكتب .
على الرغم من كل العراقيل والصعوبات التي واجهتها ولاء الا أنها أصرت بأن يكون لها بصمة في الحياة حيث قالت : الصعوبات التي واجهتني في الكتابة انه ﻻ يوجد هناك برامج كافية لرعاية الموهوبين منذ الصغر..والبعد الاعلامي عنهم .. هذه الخطوة التي تبني وتثمر كان الاجدر بها ان تكون هدفا لوطنيتنا ولقلبنا بدلا من ان تكون عائقا.
كما عبرت عن سأمها من دور النشر الفلسطينية و قال إن البعض منها دور تجارية, وأن كتابها القادم لن يكون بدار نشر فلسطينية مرة أخرى وأنها ستختار مصر او الدار العربية للنشر .
كل هذا لم يمنعها من أن تحتفل بإصدار مولودها الأول "رائحة الصنوبر" الذي هو عبارة عن كتاب نصوص طويلة للاوطان حظيت الأرض فيها النصيب الأكبر ..كتبت فيه عن الاب والام..عن الأسر ومعاناته بتضمين أدب السجون فيه..و عن التمرد ،ورسائل لن تقرأها ﻻ الأرض وﻻ نحن ستقرأها القلوب فقط .
وعن سؤال عن تسميتها ل (رائحة الصنوبر)أشارت بأن رائحة الصنوبر لان كل شيء في الأرض متجذر فينا وﻻ يمكن نسيانه لذا اخترته اضافة الى ان للصنوبر ذكرى خاصة مع والدي والاقصى إذ في القدس التي انجبتني كنا نأكل من صنوبر الاقصى نجمعه وندقه بالحجر ..كان لزاما علي ووفاء لأبي والأرض أن يكون " رائحة الصنوبر".
وفي حديث ولاء عن الشهداء قالت : الشهداء وحدهم يعبّرون عن انتمائهم للأرض فعلياً، نحن نتكلم ونحاول أن نفعل لكن الشهداء الغوا كلمة المحاولة وحولها لحقيقة فعلية .
أما موقفها من التمرد فقالت عنه : تمرد، إن الأشياء دون تمرد لا تعني شيئا، تعني أنك لا شيء.
ومن رسائل ولاء الواضحة في كتابها دعوتها للتوحد حيث قالت : اياك أن تبتعد يا شقيق العقل والبصيرة، نحن خطى واحدة نعم لكننا نختلف وفي اختلافنا تميز لا يراه سوانا نحن، ماذا لو أبقينا يدانا ممسكة بعضها حتى اخر رمق ؟ ماذا لو اتفقنا على عدم الخذلان الظاهري ؟ هيا بنا نتوحد قليلا لكي نشتبك كثيرا.
وعن كيفية رؤية ولاء للعالم فهي تراه بعيون مقدسية ،بقلب فلسطيني يتشبع بحب الأرض برائحة الياسمين الدمشقي المغتصب ،بثورة مصرية يمنية الطراز ،لبنانية المغزى ،خليجة العينين ،مغربية التراث وكل تلك التي تحتويني تتعبني تبقيني على دراية كافية بأنني لا أكتب لأحياا فقط إنما لتحيا أوطاني أيضا ..أوطاني أهم مني وإن كان قلمي يحييها فأنا على استعداد كامل أن لا أتوقف عند حد يصفها حتى وإن خانتني الحدود ،حتى وإن زرعت الألغام تحت قدمي .
أما بعد كتابها الأول ف ولاء تفكر بعمل مميز وعدت به كل متابعيها وقرائها لكنها ستتأنى به ليظهر بشكل أنيق، وسيتضمن كتابها مواضيع عن صراع الدين والوطن والأهل .
أما رائحة الصنوبر في عيون النقاد والقراء فقد كتب مصعب أحمد فقال : رائحة الصنوبر " يختلف كثيرا عن الكتب الشبابية الناشئة ، فالاسلوب السهل الممتنع البسيط الذي لا يحتوي تصاوير معقدة يصعب استيعابها وهضمها من اول مرة ، والاسهاب في التوصيف بشعور حقيقي يجعلك لا تمل قراءة نفس النص مرتين واكثر ، وايضآ التنوع في المواضيع ( الحب ،الفراق، القدس واحداثها ، الوطن وعلاقتنا به، الشهداء، الام ، الاب ، السجن وتجربة الاعتقال ..)و الخروج من اسلوب القصص الخبري لاسلوب المذكرات ثم الحوارات ثم التغيير بينهما قد امتعني شخصيآ . من عادتي تظليل الاقتباسات التي تعجبني ، في الحقيقة جمعت اكثر من ستين اقتباسآ منها ولو اعدت الامعان في الكتاب لجمعت أكثر منها .
إن مشاعر ولاء في كتابها الأول وصلني تماما فكنت أشعر معها في كل جزء كتبته، وأكثر ما أثر بي هي تلك الجزئية التي لا تخلو من أسماء الشهداء الذين استشهدوا في القدس إنها اختارت بأن تخلدهم لتأتي الأجيال القادمة وتقرأهم ،وأعتقد لولا صدق ولاء في مشاعرها لما وصلتنا هذه الأحاسيس،وإن استخدام ولاء لمفرداتها كان عن ذكاء فهي اختارت ما يمكن لأي شخص بسيط فهم ما تكتب ,لانها تخاطب القلب . هذا ما قالته الطالبة جنى حسن .