نابلس: عقدت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لقاءً تحاورياً مع مجموعة التكتل العنقودي للأثاث الإبداعي في محافظة نابلس وذلك بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة نابلس المبادرة بالتكتل.
ويأتي هذا اللقاء ضمن إطار برنامج تطوير التكتلات العنقودية في الصناعات الإبداعية والثقافية في سبعة دول عربية المنفذ من قبل اليونيدو بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبمساهمة من الحكومة الإيطالية. ويسعى هذا المشروع إلى تعميق مفهوم التكتلات العنقودية – كمنهجية عمل ترعاها اليونيدو على المستوى العالمي – في الصناعات الإبداعية والثقافية والذي يعتبر بحد ذاته تطوراً منهجياً يساهم في تحقيق النتائج والأهداف من قبل المنظمة الدولية ذات الاختصاص في التنمية الصناعية بمختلف أشكالها ، حيث يمثل إعتماد هذه المنهجية فرصة هامة لتحقيق التنمية الصناعية الشمولية نحو تعزيز مستويات الدخل وزيادة التشغيل في دول جنوب البحر المتوسط، وذلك من خلال البناء على الابداع والابتكار المتأصل في ثقافة وتراث الدول العربية المشاركة ، وبالتالي تعزيز فرص التنوع وتحسين الأداء الاقتصادي في هذه الدول.
وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبة من رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلسالسيد حسام حجاوي أكد فيها على أهمية تعزيز فرص النمو الصناعي الفلسطيني وخاصة في محافظة نابلس الرائدة في هذا المجال لما للصناعة من دور محوري في تزويد السوق الفلسطيني بحاجاته الأساسية ومقدرتها على التشغيل الفعال للأيدي الفلسطينية الماهرة في الحرف المختلفة. وقد أكد حجاوي أن المبادرة نحو إنشاء التكتل العنقودي لقطاع الأثاث في نابلس إنما تأتي ضمن رؤية الغرفة التجارية الصناعية لدعم القطاع الصناعي محلياً وتعزيز دوره على المستوى الوطني والخارجي مثمناً دور اليونيدو في تقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك. وقال "يأتي هذا اللقاء اليوم لتسليط الضوء على نتائج تحليل واقع قطاع الاثاث (ضمن رؤية شمولية لنابلس وفلسطين والعالم) ، والهدف منه عرض واقع قطاع الاثاث والمفروشات في محافظة نابلس ،وذلك وفق الدراسة الميدانية التي تمت من فريق المشروع في فلسطين ، والاستماع الى وجهة نظر كافة الجهات المعنية". واضاف "كما نرى جميعا ، يسير المشروع بخطوات مدروسة وفق خطة العمل الموضوعة من فريق المشروع ، ونأمل ان يحقق اهداف الخطة للارتقاء بصناعة الاثاث والمفروشات ومكوناتها بنابلس التي تشتهر بها" ، معبرا عن امله بتفاعل الجميع بما سيتم عرضه من خلال الدراسة الميدانية التي اعدت ، مشيرا الى ان الغرفة من خلال رسالتها ورؤيتها تحرص على خدمة الهيئة العامة ، وتحرص دوما على دعوة جميع الجهات والمنشآت ذات العلاقة كي يكون التواصل حول مجريات المشروع بالصورة الافضل.
ونوه حجاوي الى اننا نتطلع في الغرفة الى بناء قاعدة صناعية في محافظة نابلس يُعتد بها ، وقادرة على استيعاب عمالة ماهرة ، وقادرة على اختراق الاسواق الخارجية تحت شعار (صُنع في فلسطين) ، وكذلك للمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
وقد انطلقت فعاليات اللقاء من خلال ترحيب السيد أحمد الفرا المنسق الوطني لبرنامج (اليونيدو) في فلسطين بشركاء تنفيذ البرنامج في فلسطين وخاصة السيدة منال فرحان ممثلةً عن وزارة الاقتصاد الوطني وممثلي الاتحاد الأوروبي ووكالة التعاون الإيطالي بالإضافة لكل الحضور من الفعاليات المحلية في المحافظة ومؤسسات القطاع الخاص والجامعات الوطنية والمؤسسات الدولية الفاعلة واعضاء التجمع العنقودي في نابلس. وقد وجه شكره لغرفة تجارة وصناعة نابلس لمبادرتها بالتكتل العنقودي لقطاع الأثاث في المحافظة وكذلك بالمجهودات الحثيثة التي تقوم بها الغرفة لتحقيق نجاحها.
وقدم السيد الفرا عرضاً بيّن فيه نتائج الدراسة التحليلية والتشخيصية لصناعة الأثاث على المستويين العالمي والوطني ، وصولاً إلى واقع صناعة الأثاث في محافظة نابلس ، مبيناً فيه أبرز التطورات لهذه الصناعة وكذلك الفرص ونقاط القوة لتطويرها مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات والمعيقات التي تواجهها. حيث أكد السيد الفرا أن صناعة الأثاث ومن خلال تطورها عبر السنين الماضية تعتبر من الصناعات المتميزة وطنياً وتحتل مكانة متميزة في نمو نسب الانتاج والأسواق والتشغيل المحلي. كما أشار إلى أن البرنامج المنفذ من قبل منظمة اليونيدو سوف يعمل مباشرة على توفير الخطط الاستراتيجية اللازمة بالأدوات والامكانات المخططة ضمن البرنامج لتحقيق نمو واضح وفعال لهذه الصناعة المحلية والتي تعتبر محافظة نابلس من أبرز مكوناتها الوطنية.
وقد شهد اللقاء حضوراً واسعاً ونقاشاً تفاعلياً بين مختلف اصحاب المنشآت والمؤسسات المشاركة حول سبل الاستفادة من نتائج التحليل والتشخيص المنفذ من قبل خبراء (اليونيدو) في إيجاد سبل واقعية لتطوير المنتج الوطني وعمليات الانتاج ، وصولاً إلى توسيع رقعة الأسواق الوطنية والخارجية بالبناء على شبكة الخبرات والعلاقات الواسعة لدى المنظمة.