بيت لحم: رصد باحثو مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وبكفاءات فلسطينية، الآلاف من الطيور المهاجرة خلال مرورها في منطقتي بيت لحم وأريحا مع بداية موسم الهجرة الربيعية، عبر محطتي مراقبة الطيور وتحجيلها في المدينتين. وتم رصد عشرات الالاف من طيور اللقلق (أبو سعد)، والمئات من طيور الكركي (الرها)، والطيور الجارحة من الحدأة السوداء، وحوام النحل (صقر العسل) بالإضافة الى المئات من الطيور المُغردة.
وقد أنهى المركز استعداده لإطلاق الأسبوع الوطني الثالث لمراقبة الطيور وتحجيلها، والذي يأتي بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، تنفيذاً لمبادرة دعا إليها المطران د. منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي.
وقال المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، إن فعاليات الأسبوع ستمتد بين 31 آذار الحالي و6 نيسان المقبل، وتأتي في إطار الاحتفال بيوم البيئة الفلسطيني، الذي أعلن عنه لأول مرة هذا العام.
وأضاف إن فعاليات الأسبوع ستشمل مراقبة الطيور وتحجيلها في محطتي طاليتا قومي ببيت جالا، ومحطة أريحا المقامة بالتعاون مع جمعية المشروع الإنشائي العربي، واستقبال وفود طلابية وأجنبية ومهتمين على مدار الأسبوع، وزيارة أقسام "التعليم البيئي": الحديقةالنباتية، ومتحف التاريخ الطبيعي، والمعرض البيئي، إضافة إلى محطة التحجيل.
ووفق عوض فإن الأسبوع سيتضمن جولات بيئية في وادي القلط لمراقبة الطيور والتعرف على التنوع الحيوي بين النباتات الحيوانات بالمنطقة، وستستهدف الطلبة والباحثين والإعلاميين والمهتمين.
وأوضح أن الرسالة التي يحملها الأسبوع تتمثل في نشر التوعية البيئية وإعادة التذكير بالفوائد الكبيرة للطيور وبخاصة في مجال المكافحة العضوية والتخلص من الآفات الزراعية، والدعوة إلى التوقف عن الصيد الجائر، وتدمير البيئة الطبيعية وموائل الطيور، التي تضم فلسطين التاريخية أكثر من 530 نوعاً منها، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً.
ومضى يقول: سيدرب باحثو "التعليم البيئي" خلال الأسبوع المئات من الطلبة والزائرين والإعلاميين على الإمساك بالطيور وتحجيلها، وفق أسلوب علمي، وبواسطة شباك خاصة، لا تتسبب بالأذى للطيور. وبعد الإمساك بها، يضعون حلقة معدنية تحمل اسم فلسطين ورقما محددا له حول رجل الطائر اليسرى، كما هو متبع في منظمة الطيور الأوروبية والذي يعتبر المركز ممثلها الوحيد في فلسطين. وسيشاهدون طريقة تحديد جنس وعمر الطائر، وقياس طول الجناح والذيل، والوزن وكمية الدهون، وتطور عضلاته، وسيرون كيفية تدوين كل هذه المعلومات في سجل خاص، يوضع في الشبكة الدولية للمعلومات، قبل أن يُطلق سراح الطائر، بعد توثيقه بالصور.
وذكر المدير التنفيذي أن الطيور في فلسطين تنقسم إلى خمس مجموعات هي: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة.
ودعا عوض إلى تبني إستراتيجية وطنية خاصة بحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لغرض حماية التنوع الحيوي، وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والمساهمة في تطور متحف التاريخ الطبيعي لفلسطين التابع للمركز، بجانب البدء بتطوير الوعي والإعلام البيئي.
واختتم بالقول: إن المركز يواصل جهوده للإعلان عن عصفور الشمس الفلسطيني وزهرة شقائق النعمان رمزين وطنيين لفلسطين.