الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
ما دور وسائل الإعلام المحلية في دعم قضية الأسرى؟
تاريخ النشر: الأحد 17/05/2015 12:25
 ما دور وسائل الإعلام المحلية في دعم قضية الأسرى؟
خلال فعالية تضامنية للصحفيين مع الزميل المعتقل أمين أبو وردة (تصوير: محمد ترابي)

خاص (أصداء)- ساجدة أبو حمدان

تعتبر قضية الأسرى من القضايا الجوهرية التي تخص القضية الفلسطينية، فقد بلغ عدد الأسرى في سجون الإحتلال حوالي ستة الآف أسير، يعانون أشد المعاناة فمنهم المرضى الذين لا يجدون علاجاً مناسبا في المستشفيات الإسرائيلية، وآخرون قضوا عمرا طويلا وهم محرومون من رؤية ذويهم، ويبقى للإعلام دور مركزي في دعم الأسرى والضغط على الجهات السياسية والمسؤولة عبر إبراز قضيتهم بشكل إنساني، فهل يقوم الإعلام بالدور المناط به لإبراز معاناة الأسرى؟

 

وقال الإعلامي عمر عفانة المسؤول عن لجنة الأسرى والمحررين إنّ وسائل الإعلام المحلية تقتصر في تغطيتها على المواد التقليدية والموسمية كاستشهاد أسير أو الإفراج عن آخر، وكذلك يوم الأسير، وأيام الإضرابات، ولكن هناك بعض الوسائل الإعلامية تعمل على ملف الأسرى وتخصص برامج للتواصل بين الأسرى وذويهم.

 

وكأسير محرر نال منه السجن زمناً، أشار عفانة إلى أن الأسير الفلسطيني يعتبر وسائل الإعلام حلقة وصل مع العالم الخارجي البعيد عنه، كما تنال وسائل الإعلام الإحترام من قبل الأسرى وخصوصاً تلك التي تتطرق لقضاياهم والتواصل مع أهاليهم الذي يتلهفون لسماع أخبارهم وصوتهم إذا حالفهم الحظ.

 

وفي ذات السياق، تطرق عفانة إلى مشكلة الشفافية في تغطية قضايا الأسرى، حيث تجد أن بعض الوسائل الإعلامية تزور أهل فئة محددة من الأسرى أو تقوم بالحديث عن أسير دون غيره، متسائلاً ماذا بخصوص أسير آخر قضى عمرا أكثر أو قد يكون مريضا أو من فصيل آخر.

 

من جهته اعتبر الإعلامي نواف العامر وهو أسير محرر ومدير البرامج بفضائية القدس أن وسائل الإعلام مقصرة في تغطية قضية الأسرى، وأنه يوجد منطقة محصورة للأسرى في وسائل الإعلام لا ترقى لحجم تضحايتهم، مؤكدا أن أغلب وسائل الإعلام المحلية تستمر بفضل جانب الدعاية والإعلان فقط.

 

وطالب السلطة الفلسطينية أن تأخذ دورها في دعم تغطية الجوانب الإنسانية للأسرى وزيارة ذويهم وفتح مجال التواصل بين الأسير وذويه، وتدوين قضاياهم بشكل أساسي، وطالب أن تقوم السلطة الفلسطينة وهيئة شؤون الأسرى بإصدار نشرات إعلامية بالتعاون مع المحامين.

 

ودعا العامر إلى تبني إذاعة محلية تختص بشؤون الأسرى، وتفتح مجالا للتواصل بينهم وبين ذويهم وبين الجهات المعنية بدعمهم مالياً ومعنويا.

 

أما الإعلامي عميد دويكات من راديو طريق المحبة نوه أن الإعلام المحلي يركز فقط على ما يصدر من المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى كالإفراج عن أسير، أو الإضرابات، أو الأسرى المرضى، وكذلك الإشارة إلى المدة الزمنية التي قضاها أسير في السجون، دون أن تقوم الوسيلة نفسها بالبحث وإجراء الزيارات والتحدث مع المحررين أو ذوي الأسرى.

 

وفرّق بين الإعلام الخاص والرسمي، حيث يتبع الخاص لشركات مملوكة لأفراد يقدمون ما يخدم مصلحتهم ويركزون على الأمور الدعائية التي تحقق لهم الربح بشكل أساسي، فيما يتبع الأخير للجهات الحكومية وقد تكون فصائلية لذلك يكون أكثر الاعتماد عليها بمتابعة قضية الأسرى وقصصهم الإنسانية.

 

فيما أشار الأسير المحرر فراس جرار الذي قضى أكثر من 18 عاما في سجون الاحتلال إلى أن الأسير يشعر بغربة وبعد داخل السجن بعيدا عن بلده وأهله، ويعتبر وسائل الإعلام لها دور حساس وضروري بنقل معاناته وأخباره للعالم.

 

ويستذكر جّرار أيام أسره فيقول كان الأسرى شديدو الفرح ببرنامج يتحدث عنهم أو نشرة أخبار خاصة بهم، وكانوا ينتظرونه بلهفة، ثم بعد انتهائه يبدأون بتحليل كل ما ورد فيه وما كان يجب أن لا يقال وما كان يجب أن يقال، ثم تجد بعض الأسرى يشعرون بالحزن أنه لم يتم مقابلة أهله، ولماذا تم الحديث عن أسير دون غيره؟، فيجد الدعم من إخوانه الأسرى مواسين له "المرة الجايه رح يجيبوهم، وإن شاء الله بتطلع وبتشوفهم".

 

وفرّق بين دور الإعلام في مرحلة ما قبل أوسلو عن المرحلة التي تليها مؤكدا أن التغطية الإعلامية في ما قبل أوسلو كانت أقوى، وكان هناك تفاعل أكبر حيث كانت قضية الأسرى قضية وطنية بالدرجة الأولى ومهمه لتأجيج الصراع مع المحتل من أجل الإفراج عنهم، لذلك كان للإعلام الدور الأول في نقل قضاياهم والبحث بها، أما المرحلة التي تليها فقد أصبحت قضية عادية اعتاد عليها الشعب الفلسطيني ولم يعد يؤثر فيه ما يتدوال على وسائل الإعلام التي اقتصرت تغطيتها لقضية الأسرى على أخبار الإعتقال والإفراج والإضرابات والمناسبات الوطنية.

 

يعيش الأسرى حياة صعبة تتطلب تحركا إعلاميا وسياسيا كبيرا للقيام بدورهم تجاههم، وأن يكون هناك تغطية إعلامية واسعة بنقل معاناة الأسرى وبخاصة المرضى وظروف علاجهم، وأن يتم نقل حياتهم وطبيعة معاناتهم للعالم عبر مؤسسات حقوق الإنسان والدفاع عنه بالتوازي مع الدور الإعلامي، حتى ينالوا حياة كريمة يستحقونها.

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017