الرئيسية / مقالات
طفولة معذبة في القدس.. بقلم خالد معالي
تاريخ النشر: الأربعاء 26/03/2014 11:49
 طفولة معذبة في القدس.. بقلم خالد معالي
طفولة معذبة في القدس.. بقلم خالد معالي

الإنسان السوي وصاحب الضمير الحي لا يتجرد من إنسانيته، مهما كانت الأسباب والظروف، ومهما كان دينه ولونه؛ فهو يتألم ويحزن عندما يرى أطفال القدس تقتل براءتهم واحلامهم الجميلة، ويلاحقون ليل نهار من قبل شرطة وجنود الاحتلال ومعهم المستوطنين.

 

حال أطفال القدس لا يسر أحدا؛ فطفولتهم تعذب، وبراءتهم تغيب؛ على يد شرطة وجنود الاحتلال، الذي لا يفارقون أبواب منازلهم ولا أبواب حاراتهم وشوارعهم؛ فكل يوم يتم ملاحقة اطفال القدس بتهم وحجج كثيرة تكون محصلتها انتهاكات عديدة في مجالات مختلفة لحقهم بالعيش الكريم كبقية أطفال العالم.

 

الطفل رشيد الرشق (14 عاما)، غيبت طفولته تحت التعذيب ليفرج عنه بشرط الحبس المنزلي لحين انتهاء اجراءاته القانونية، بالاضافة الى غرامة مالية؛ وهو نموذج بسيط لما يعانيه اطفال القدس المحتلة وسط غياب تام من المؤسسات الحقوقية والانسانية؛ عن نصرتهم والوقوف الى جانبهم.

 

أطفال القدس وكبقية أطفال الضفة الغربية؛ هم بعمر الزهور والبرءاة، يتم خطفهم من أحضان أمهاتهم وسط البرد القارص؛ ليزج بهم في زنازين، ويشبحوا ويعذبوا  كالكبار دون ادنى رحمة او شفقة كما حصل مع الطفل الرشق، وغيره العشرات والمئات من الاطفال، الكثيرين منهم ما زالوا في الاسر يعذبون كل ساعة.

 

ينظر جنود الاحتلال والمحققين الى اطفال القدس نظرة ازدراء واستعلاء، ويجوز التلهي  بتعذيبهم والصاق التهم بهم؛ لقتل الفراغ لديهم احيانا، فشريعة الغاب تحكم عقلية جنود وشرطة الاحتلال.

 

أهالي القدس باتوا يخشون على أطفالهم خلال خروجهم من منازلهم؛ فكل طفل يخرج ليقتل الوقت باللعب واللهو والمشي مع أصدقائه؛ قد تكون محصلة ذلك اعتقال أو جرح، وملاحقة من شرطة وجنود ما يسمى بحرس الحدود .

 

أطفال القدس المحتلة وأسوة ببقية اطفال مدن وقرى الضفة صاروا بين عشية وضحاها هدف، رماية وتدريب ولهو من قبل جنود الاحتلال،  والتهم دائما جاهزة من قبيل: القاء حجارة، تعكير الامن العام، كتابة شعارات، اغلاق طرق.

 

لا  توجد منظومة قيم وأخلاق في العالم تسمح المس ببراءة الأطفال؛ إلا في  دولة الاحتلال التي تسمح محاكمها باعتقال من هم دون سن 16 عاما، ويعاملون كالبالغين في التعذيب وامتهان كرامة الإنسان.

 

الذي يتجول في القدس يرى أطفال دولة الاحتلال يلعبون بكل أنواع الألعاب واللهو، ويعيشون طفولتهم بحرية، ويتم تغذيتهم منذ صغرهم بالكراهية والحقد على العرب والفلسطينيين؛ بينما لا يجد الأطفال الفلسطينيون ما يلعبون به، غير النزول إلى الشوارع ليكونوا  صيدا سهلا للمستوطنين ولشرطة وجنود الاحتلال.

أطفال القدس ومعهم أطفال الضفة؛ سيبقوا ملاحقين ومعذبين وتقتل براءتهم بشكل يومي؛ ما لم تجد شرطة الاحتلال وجنودها من يحاسبها ويردعها، أو من يلاحقهم في مختلف دول العالم في جرائم حرب ضد الإنسانية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017