يلقى تعلم اللغة العربية في بريطانيا رواجا متزايدا, ويقبل عليها مزيد من تلاميذ المرحلة الابتدائية, في وقت تشير فيه التوقعات إلى أن العربية ستصبح مستقبلا اللغة الأجنبية الثانية في هذا البلد الأوروبي.
ويزيد عدد التلاميذ الذين يتعلمون العربية في مدارس ببادرة من المجلس الثقافي البريطاني عاما بعد عام. وهناك حاليا ألف تلميذ يتعلمون العربية في ثماني مدارس ابتدائية في مانشستر, وشفيلد, ولندن, وبلاكبيرن, وبرادفورد, وديفون, وبلفاست.
وهناك خمسمئة تلميذ آخر يتلقى دروسا في العربية بصورة جزئية وفي أوقات محددة. وفي سبتمبر/أيلول القادم حين تبدأ السنة الدراسية الجديدة في بريطانيا سيرسل المركز الثقافي منهجا متكاملا لتدريس العربية إلى خمسة آلاف مدرسة في بريطانيا لحثها على اعتماد العربية, وتمكين التلاميذ من التعرف على الحضارة العربية.
وكان المجلس البريطاني قد أعد دراسة خلص فيها إلى أن العربية ستكون مستقبلا في بريطانيا اللغة (الأجنبية) الثانية بعد الإسبانية بالنسبة إلى أصحاب الوظائف والأعمال التجارية. واستندت الدراسة إلى جملة من المعطيات بينها العلاقات التجارية والسياسية بين بريطانيا والمنطقة العربية التي تضم ثلاثمئة مليون شخص.
ومن المشاكل التي قد تواجه تعلم العربية في بريطانيا أن التلاميذ الذين درسوها في المرحلة الابتدائية ربما لن يكون متاحا لهم مواصلة تعلمها في المرحلة الثانوية, حيث لا تتضمنها مناهج المدراس الثانوية.
لكن البعض على غرار المدرسة سارة داوسون يرون أنه سيكون بوسع التلاميذ الذين درسوا العربية في المرحلة الابتدائية تحصيل المزيد منها لو أُتيح لهم اختيار تعلم لغة ثالثة في المرحلة الثانوية.
وبعد سنوات من هيمنتها كلغة ثانية في بريطانيا تراجعت الألمانية لتحل محلها الإسبانية التي تُدرس الآن في سبعين جامعة بريطانية مقارنة بستين للألمانية.
وحسب الدراسة التي أعدها المجلس الثقافي البريطاني فإن اللغات العشر الأساسية الأكثر رواجا في بريطانيا مستقبلا -بعد الإنجليزية- هي الإسبانية, والعربية, والفرنسية, ولغة المندارين الصينية, والألمانية، والبرتغالية, والإيطالية, والروسية, والتركية, واليابانية.