أصداء- بقلم الصحفي المعتقل د. أمين ابو وردة
سبعة أيام صعاب كانت الحياة في معسكر حواره تخللتها بوسطة شاقة إلى محكمة سالم، 16 غرفة في طابقين مع ساحة صغيرة هي ما يطلق عليه سجن حوارة ويخضع لإشراف جيش الاحتلال.
يبدأ العد الجماعي قرابة الساعة الثامنة صباحا يعقبه تناول الفطور وهو عبارة عن "مكاش" لبنة لنحو 15 معتقلا وبيضة لكل أسير والخبز المقرمش بدون ملح وهو خبز يستخدمه اليهود في عيد الفصح، ورغم اعتراض المعظم على هذا الخبز كون العيد انتهى منذ أسبوع ولا داعي لإحضار هكذا خبز لكن إدارة السجن استمرت في إحضاره للثلاث وجبات طيلة الأيام السبعة،.وكانت وجبة الغداء الرئيسة بطلها "أبو عرب" وهو قطعة من اللحم المدخن مما جعل الأسير نضال أبو رميلة يطلق على الاعتقال "حبسة مبهرة".
في زنزانة رقم (8) اجتمع المدرس والمحاضر الجامعي وتلاميذ، فقد التقى الدكتور غسان خالد أستاذ القانون في جامعة النجاح وتلميذه حسام البسطامي، كما التقى المحاضر نضال أبو رميلة أستاذ الرياضيات في جامعة النجاح وتلميذه عبد الله العكر.
رغم صعوبة الظروف بالزنزانة وعدم معرفة المصير، تم استغلال الوقت فقد قدم الدكتور خالد محاضرتين تثقيفيتين عن الأرض العقار والتملك، ونظام عمل المحاكم من باب التثقيف والمعرفة العامة.
لم يبخل الأسير غانم سوالمة الذي تسلم مؤخرا عملا في أحد المختبرات الطبية في نابلس في طرح إرشادات حية مرتبطة بالفحوصات المخبرية وأهميتها في حياة الفرد.
أما الصحفي امين أبو وردة فكانت محاضراته ونقاشاته تركز على وسائل الإعلام الجديدة وثورة الفيسبوك واستخداماته المختلفة، ناهيك عن ميلاد عشرات البرامج الجديدة من شبكات التواصل الاجتماعي.
الأسير سامي العاصي وعماد الجرف وهما مختصان بالنجارة فقد قدما الأشكال الحديثة من الأثاث والتكلفة وكيفية العناية بغرف الجلوس والنوم وخزائن المطبخ.
وتزامن العدّ النهاري مع وقت صلاة الظهر وكانت تؤدى جماعة في ساحة الفورة ويصلي الأسرى جماعة صلاة العصر لصعوبة الوضوء في كل وقت، يليها موعظة بسيطة، وتم اختيار أمجد زامل ممثلا للمعتقلين في التعامل مع إدارة المركز خاصة الاحتجاج على الطعام السيء والمعاملة القاسية خاصة أثناء العدّ والتوجه بالبوسطة.