كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن وضع الأسير المضرب عن الطعام محمد علان خطير جدا ودخل في مرحلة صعبة وهو الان يحتضر، ونخشى على حياته، وقد نسمع نبأ إستشهاده في أي لحظة.
أقوال قراقع جاءت ذلك مؤتمر صحفي عقد قبل قليل في مركز الإعلام الحكومي في محافظة رام الله، وبمشاركة العضو في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة العربية المشتركة أسامة السعدي والمحامية سحر فرنسيس ووالد الأسير محمد علان ورئيس مؤسسة مهجة القدس احمد العوري.
وحمل قراقع إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التدهور الخطير لحالة الأسير علان، وان تطبيق قانون التغذية القصرية عليه يهدف الى قتله والتخلص منه، وأن هذا القرار اتخذ منذ اليوم الأول لإضرابه، وهذا يتضح من حقيقة التجاهل وغض البصر من قبل إدارة السجون لحالته.
وأضاف قراقع " قانون الإطعام القصري جريمة تتنافى مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية والطبية، وفيه انتهاك واضح لكل الإتفاقيات والقوانين الدولية وعلى رأسها إتفاقيات جنيف وميثاق روما، وأن إنفراد إسرائيل فيه يدلل على وقاحة وهمجية وإجرام هذا الإحتلال، وعشقه لتعذيب الأسرى الفلسطينيين والإنتقام منهم".
وبين قراقع انه حان الوقت للتحرك الجدي لمناقشة قضية الأسرى على أعلى المستويات الدولية، مؤكدا ان الرئيس محمود عباس يتابع موضوع الأسير محمد علان والأسرى المضربين على مدار الساعة، وبالأمس أصدر تعليماته الى وزارة الخارجية والى اللجنة الوطنية العليا المتابعة لمحكمة الجنايات بتقديم ملف قانون التغذية القصرية وقانون رفع الأحكام لملقي الحجارة وعدة قضايا اخرى الى المحكمة، لكي تباشر في تحقيقاتها وتضع حد لقادة العصابات الإسرائيلية الذين ينكلون بالأسرى بشكل يومي.
وثمن قراقع موقف نقابة الأطباء الإسرائيليين وأطباء المستشفيان الذين رفضوا تنفيذ قانون الإطعام القصري، متمنيا عليهم عدم الخضوع لكل الضغوطات والإغراءات التي يمكن أن يلجأ اليها قادة الإحتلال لتنفيذه.
ودعا قراقع كافة أبناء الشعب الفسطيني لنصره أبنائهم، بأن يكون يوم غدا يوما فلسطينيا بإمتياز وأن تكون الجمعة جمعة غضب ونصرة لأسرانا الذين يتألمون بفعل الهجمة الشرسة المسلطة عليهم والتي وصلت الى حد الجنون خلال الأيام الماضية.
من جانبه قال عضو الكنيست العربي أسامة السعدي الذي كان بالأمس في زيارة للأسير محمد علان، "أن وضعه صب ومقلق، حيث فقد النظر والسمع الى درجة كبيرة ويشعر بوجع في الرأس وإضطرابات ووزنه ضعيف جدا، وهو يرقد على سرير مستشفى برزلاي مقيد القدمين واليد اليسرى، وانه كتب وصيته من أربع صفحات وأتمنى ان لا نضطر الى قراءتها خلال الفترة القادمة، ولكنه يتمتع بإرادة صلبة وقوية".
وطالبت المحامية سحر فرنسيس كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية للقيام بدورها الحقيقي إتجاه الأسير علان وكافة الأسرى في السجون، وعلى الامم المتحدة أن تتدخل فورا لإنقاذ حياته لإنها لن تكون بريئة من قتله وإستشهاده.
وعبر والد الأسير محمد علان عن حزنه وقلقه على حياة إبنه، محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وضعه، ومؤكدا في الوقت ذاته إيمانه بنصر الله عز وجل له، وأنه لن يبخل فيه شهيدا على درب الحرية والخلاص من الإحتلال.
ودعا رئيس مؤسسة مهجة القدس احمد العوري الى ضرورة التوحد والتكاتف لنصرة أسرانا وعلى رأسهم الأسير محمد علان وكل الأسرى المضربين.
ولا بد من الإشارة الى ان الاسير محمد علان من بلدة عينبوس قضاء نابلس، يخضع للإعتقال الإداري لستة شهور للمرة الثانية على التوالي، ومضرب عن الطعام منذ شهرين تقريبا ويمر في حالة حرجة.