الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حاجز حوارة نقطة مواجهة دائمة مع الاحتلال وأزمة خانقة للفلسطينين
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/10/2015 19:46
حاجز حوارة نقطة مواجهة دائمة مع الاحتلال وأزمة خانقة للفلسطينين
عدسة أصداء- تصوير ساجدة أبو حمدان

أصداء- ساجدة أبو حمدان- يعتبر حاجز حوارة العسكري نقطة يفصل من خلالها الاحتلال شمال الضفة الغربية عن جنوبها، حيث أقيم الحاجز منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000 كوسيلة للتنغيص على الفلسطينيين، وعرقلة حركة المارين من وإلى مدينة نابلس.

 

وشهد حاجز حوارة -الذي سمي بهذا الاسم نظرا لوقوعه على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة جنوب نابلس- أحداثا ووقائع يومية منذ إنشائه، لا تغادر ذاكرة أي فلسطيني يمر منه، حيث طوابير الناس الذين عليهم الانتظار ساعات لتفتشيهم والتدقيق في هوياتهم، ناهيك عن الإغلاقات المستمرة للحاجز بحجج أمنية، فيضطر المارون للعودة دون إكمال طريقهم.

 

ومنذ بداية الشهر الحالي مع اندلاع "الهبة الشعبية" شكل حاجز حوارة نقطة ساخنة للمواجهات بين الشبان الفلسطينين وقوات الإحتلال، حيث تدعو القوى الوطنية والجامعات الفلسطينية إلى مسيرات باتجاه الحاجز، مما يؤدي إلى مواجهات عنيفة يطلق خلالها الجنود والقناصة الرصاص الحي والمطاطي على الشبان، مما يؤدي لإصابتهم التي تتراوح بين طفيفة ومتوسطة.

 

وفيما يتعلق بالعواقب الناجمة عن وجود الحاجز بالقرب من أراضي حوارة، أكد رئيس بلدية حوارة ناصر الحواري لـ"أصداء" أنّ ذلك يتسبب في أزمة خانقة على الشارع الرئيسي وداخل البلدة أيضا خاصة أوقات إغلاقه، فيما يمنع أصحاب الأراضي الموجودة بالقرب منه من الوصول إليها أو زراعتها.

 

وأشار الحواري إلى أنّ البلدة تشهد اعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال التي تقتحم البلدة وتفرض عليها حظرا للتجول وتبدأ بتفتيش البيوت، أما المستوطنون فيكون لهم الدور الأكثر عنفا في ظل وجود حاجز قريب، فيصبون جلّ غضبهم على سكان البلدة، فتارة يكسرون السيارات المارة وتارة يبدأون برشق الحجارة، ناهيك عن إحراق أشجار الزيتون.

 

واستنكر ما تتعرض له الأراضي الزراعية من قبل المستوطنين، الذين يحرقون أشجار الزيتون غير آبهين لأصحابها الذين تعبوا في رعايتها والحفاظ عليها، مؤكدا تعرض حوالي 140 دونما من أراضي أشجار الزيتون للحرق من المستوطنين قبل بضعة أيام.

 

من جانبه، قال حمزة أبو زيتون أحد سائقي العمومي من بلدة بيتا جنوب نابلس، والذي يمر بشكل يومي عن الحاجز: "حاجز حوارة يشكل عائقا كبيرا لنا كسائقين، وبخاصة عند إغلاقه بشكل جزئي أو كلي، فنضطر للانتظار لساعات حتى يمكننا تجاوزه، وأحيانا نسلك طرقا التفافية كطريقي عورتا وتل، والتي تكون بعيدة وترابية، وتشكل خطرا علينا وعلى مركباتنا".

 

ويضيف: "عند حدوث إغلاق للحاجز يكون عدد النقلات التي ننقلها أقل من نصف المعتاد، مما يعني خسارة لنا ودخل أقل".

 

ولا ينسى أبو زيتون ما يتعرضون له من قبل المستوطنين من اعتداءات على مركباتهم المارة من الحاجز، مشيرا إلى ما تعرض له أحد زملائه العاملين على ذات الخط من تكسير لمركبته من قبل المستوطنين، الذين نزلون من المستوطنات القريبة من الحاجز، مما دفع قوات الاحتلال لاغلاقه، فهجم المستوطنون على المركبات وبدأوا بتكسيرها.

 

بينما يؤكد الطالب في جامعة النجاح ياسر منصور، والذي يسلك الحاجز يوميا، تعرضه لمشاكل كثيرة عند إغلاق الحاجز، فيتأخر عن محاضراته الصباحية، ويضطر إلى التغيب عن المحاضرات المتأخرة، حتى يستطيع إيجاد مواصلات.

 

يذكر أنه وبعد تسع سنوات من إقامة الحاجز أي في العام 2009 صدر القرار الإسرائيلي برفع المعبر الموجود على حاجز حوارة، والإبقاء على نقطة المراقبة العسكرية، لكنّ ذلك لا يعني انتهاء المنغصات، خاصة في ظل التوترات والأحداث فتقوم قوات الاحتلال بإغلاق الحاجز مما يضطر المارين لسلك طرق ترابية أو بعيدة، والوقوف لساعات لاجتياز الأزمة حتى يتسنى لهم العبور.

 

ويبقى حاجز حوارة عائقا أمام القادمين والمغادرين من مدينة نابلس، وبخاصة عند توتر الأحداث على الصعيد الفلسطيني، فيغلق الحاجز ويشهد مواجهات عنيفة بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017