mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikkeدقت الساعة الواحدة، كراسي اجتماع الاستاتذة الاكاديميين تتبعثر، وكتب في الطاولة عن تجربة الاسلام السياسي، والامبريالية والحركة الوهابية، وتاريخ فلسطين الحديث ونظرية فوكاياما، وتتبعثر الافكار عند استاذ الاعلام سامي ليعيد ترتيبها في محاضراته القادمة.">
دقت الساعة الواحدة، كراسي اجتماع الاستاتذة الاكاديميين تتبعثر، وكتب في الطاولة عن تجربة الاسلام السياسي، والامبريالية والحركة الوهابية، وتاريخ فلسطين الحديث ونظرية فوكاياما، وتتبعثر الافكار عند استاذ الاعلام سامي ليعيد ترتيبها في محاضراته القادمة.
ينصت جيدا لتنوع افكار طلابه ابراهيم وعلي وهبة وسمية ونقد بعضهم للاخر، يلملم كتبه للمرة الثانية وتحاول افكاره ان تثبت في العالم المتغير .
في يوم ما كتب عبارة " الحقيقة الوحيدة في هذا العالم هي انه لا يوجد حقيقة"
اعترض الطلاب المتدينون لان وجود الله هو اعظم حقيقة مثبتة، واعترض الملحدون لانه نفي للتطورات العلمية الجليلة، وكان الاعتراض من كل صوب ونحو، وتفجرت المحاضرة و.....لحظة لحظة
فلنبتعد قليلا عن الانفجارات هذه ومقدمات القصص الخيالية، ودعونا نسال هل بالفعل هناك استاذ سامي في كليات ومعاهد الاعلام في الجامعات الفلسطينية، وهل يوجد نقاد كابراهيم وعلي وهبة وسمية؟
وهل تتبعثر الكراسي والكتب والافكار؟
لنجيب عن الاسئلة سابتعد قليلا عن اديبيات الصحافة وقواعدها فاعذرونا استاذتنا الكرام لن نكتب في الهرم المقلوب ولا المعتدل ولا عن اهرام مصر كلها.
بما اننا نتجه الان الى الواقع الافتراضي، دعدونا نفترض وجود معلم الصحافة سامي يتجول مع عقله في جامعات الوطن.
يتذكر سامي جيدا عندما شرح لتلاميذه عن نشاة الاخوان المسلمين على يد حسن البنا، وفي وقتها بدا تهامس الطلاب بان سامي متدين من الطراز الرفيع، وبعد اسبوع شرح عن جذور العلمانية في الفلسفة اليونانية فتهامسوا على انه علماني من الطراز الارفع، وفي كل اسبوع يظهر سامي بحلة سياسيةو دينية واجتماعية جديدة، وبتقلب افكار طلابه مع تقلباته في صفحات التاريخ والتحليل السياسي، قرر في ذات يوم ان لا يقول عن السياسية شيء وان يلتزم بالنظريات الاعلامية الغربية الطاهرة سياسيا والمشبعة بالموضوعية والحياد والديمقراطيات الاعلامية وغيرها .
صاحت سمية يبدو ان الاستاذ غير جريء او ربما تعرض للتهديد، يقول عن الموضوعية في الطرح الا يعرف بان الجريح لا يتساوى مع جارحه في الصورة الطبيعية ، ويقول عن الديمقرطيات الغربية وهو يعلم ان الديمقراطية الا يعلم انها ما زالت بسكويت باهض الثمن لا تسطتعمه الشعوب الجائعة.
لم يعجب الطلاب سامي الجديد
ماذا قرر سامي ان يكون بعد ذلك ؟
بعد دوار من التفكير القى بكتبه بعيدا، ومسك عقله وثبت كل معلومة فيه ،بحيث لا تصغر ولا تكبر ولا تتزحزح، وفي المحاضرة اصبح ان احب سياسة رئيس بنغلادش اصبحوا ابراهيم وعلي وهبة وسمية يعشقون رئيسها، وفي كل مثال يدخل البنغلاديشيون ضيفا على المحاضرة،و العالم كله يدور حولهم فقط لان الاستاذ سامي احب رئيسهم، ودحض الاستاذ سامي المقولة الشهيرة "يخلق من الشبه اربعين"، واصبح لديه كلية باكملها تشابهه فكريا وتشابه بلاد شرق الهند تماما.
لقد تتبعنا شخصية استاذ الاعلام سامي وساتوقف لهذا الحد على الرغم من وجود تحولات اخرى، اجتماعية واقتصادية وغيرها .
ان تتبعتم جيدا تجديد سامي لنفسه في كل مرحلة، والتتبع الفكري لطلابه ستجدون الطرفين كلاهما مؤثر ومتاثر بالاخر، بشكل عام،اما اذا جزءنا المراحل وفصلنا كل مرحلة عن غيرها ستمثل "س" من الاساتذة و"س" من الطلبة، فحقا هناك استاذته افكارهم مبعثرة ومشتتة وهم نفسهم لا يؤمنون بها، و بعضهم الاخر يتصف بالثبات النسبي ولا يركضون مع الزمن لسبب ما، والبعض الاخير "يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب السترة" بتقديس المنهاج الدراسي والالتزام المقيت به.
وهذا يتمثل جليا بعد تخرج الطالب فسيكون نسخة كربونية، او متخبط في دوامة مثاليات كتب الجامعة وثغرات الواقع، او ذا مخزون فارغ يعبأ بسرعة البرق في مجالس المقاهي.
وفي التخبط الثنائي للاستاذ والطالب، تخلق الحاجة الى التوازن الفكري والاتصالي عند الطرفين، ولكل انسان ميزانه الخاص لقولبة الامور وخلق نواتجها، واقصى حالات الاتزان عندما يؤمن الاستاذ والطالب انهما في قصور دائم لادراك الامور، اي الاعتدال في الصواب والخطا، وهذا الاعتدال يخلق من عدم انجراف الاعلامي لضغوط الواقع، والقدرة على ضبط النفس وانفعلاتها بواجبات العقل ومقتضيات الراي.
ربما كانت الحلول فلسفية قليلا، وتثير تساؤلات عديدة، لكن طالما هناك تساؤلات انا اجزم بتطور سامي القادم.