كثيرون لا يفلحون في الحفاظ على أوزانهم أو خفضها، وإذا سألنا عن السبب يبطل العجب، فالمشكلة قد لا تكون في الوجبات الرئيسة بل في الأغذية التي يتم استهلاكها خارج نطاق تلك الوجبات التي تضيف إلى الجسم المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي المزيد من الوزن.
إن الجوع قد يدهم صاحبه بين الوجبات الرئيسة، ونظراً إلى ضيق الوقت الذي تفرضه ظروف الحياة فإن كثيرين يسارعون إلى تناول ألواح الشوكولا أو المقرمشات أو مختلف أنواع الحلوى وغيرها من الأطعمة التي تدفع إلى الجسم بكميات هائلة من السعرات الحرارية، من هنا ضرورة حسن اختيار مكونات الوجبات الخفيفة بحيث تكون صحية ولا تتسبب في زيادة الوزن.
إذا شعرت بالجوع بين الوجبات فما رأيك بقليل من المكسرات، خصوصاً البندق والجوز واللوز والكاجو، عوضاً عن ألواح الشوكولا والحلوى والمقرمشات، فقد أفادت البحوث بأن القليل من المكسرات لا يفيد في لجم الجوع فحسب بل يساعد على تخفيف الوزن، وهذا يعني إصابة عصفورين بحجر واحد.
وتعتبر المكسرات مصدراً مهماً للعناصر الغذائية الأساسية المفيدة للصحة والبروتينات والأحماض الدهنية غير المشبعة التي تحمي من خطر الأمراض القلبية الوعائية.
وينصح خبراء التغذية مرضى القلب والكوليسترول والأوعية الدموية بتناول المكسرات كوجبة خفيفة عند الشعور بالجوع بين الوجبات لأنها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تساعد الدم على التخلص من الكوليسترول والدهون الضارة العالقة به. أيضاً تتمتع هذه الأحماض الدهنية بخاصيتها المضادة للأكسدة التي تقدم العون للجسم في معركته ضد نمو الخلايا السرطانية، وتمنح البشرة رونقاً ونضارة، وتؤخر عجلة ظهور التجاعيد عليها.
وفي الإطار نفسه أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تناول المكسرات خمس مرات أو أكثر أسبوعياً يخفض احتمال الإصابة بالسكر وأمراض القلب. وبينت التحاليل التي أجريت على متطوعين أن الذين أكلوا المكسرات أسبوعياً انخفض لديهم معدل الإصابة بأمراض القلب بنسبة 35 في المئة.
إذاً، ينصح بقوة بوضع المكسرات كوجبة خفيفة بين الوجبات بدلاً من الأغذية الضارة، خصوصاً المقرمشات التي تحتوي على مادة الأكريلاميد المثيرة للسرطان، لكن حذار ثم حذار تناول المكسرات والاندفاع إلى مشاهدة التلفزيون، ففي هذه الحال قد تزدرد كمية كبيرة منها من دون وعي تحمل لك سعرات كثيرة لا حاجة لجسمك لها. قد يفكر البعض في حذف الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، فعلى كل من يذهب تفكيره في هذا الاتجاه أن يعزف فوراً عن مثل هذه الفكرة لأن هذا التصرف سيترك صاحبه فريسة للجوع ما يدفعه إلى تناول الطعام بشراهة عندما تحين له فرصة تناول الوجبة الرئيسية فتكون النتيجة سعرات حرارية لا لزوم لها تتحول إلى دهون تتوزع في تخوم الجسم.
وإذا كنت تبالغ في الأكل خلال الوجبات الأساسية فإنه بإمكانك أن تحد من الكمية المستهلكة من خلال التمهيد لتلك الوجبات بصحن من السلطة، أو بقليل من الجزر المبروش، أو بقطعة من الأفوكادو، أو بنصف حبة من الكريب فروت، أو ببضع ملاعق من البابا غنوج أو الحمص، ولمَ لا بقطعة من الجبن مع حز من البطيخ الأحمر... أو الأصفر.
المصدر: الحياة-دكتور ايمن نعمه