يحتار كثير من الناس الذين يرغبون في ممارسة الرياضة في الاختيار بين تمارين اللياقة البدنية أو تقوية العضلات، ويتساءلون أيهما أفضل لصحة الإنسان، وما المدة المثالية للقيام بالتدريبات الرياضية؟
الجواب عن هذه الأسئلة ليس دائما أمرا سهلا، وذلك لأن كل نوع من هذه الرياضات له إيجابياته الخاصة به، لكن بالنسبة للمبتدئين يمكن القول إن الأمر سيان، فسواء اختار المرء ممارسة رياضة المشي أو الجري في الحديقة، أو قرر الانخراط في ناد لكمال الأجسام، فإن ذلك سيعود بالنفع على صحته، وسيساعده على تقوية مناعة أفضل ضد الأمراض.
وحسبما جاء في موقع "شبيغل أونلاين" فإن الدراسات أثبتت أن تمارين تقوية العضلات أو تدريبات اللياقة البدنية كلاهما يقلل ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسات لم تسجل أي اختلاف في تحليلات الدم بالرغم من إجرائها على أشخاص يمارسون رياضات مختلفة.
وظهر على جميع الأشخاص الذين شملتهم التجربة تحسن طفيف في نسبة الكوليسترول في الدم، كما أن مستوى السكر لديهم انخفض أيضا، وخلصت تلك الدراسات إلى أن تمارين اللياقة البدنية ورياضة كمال الأجسام تقدم حماية ضد أمراض القلب والشرايين، وتقي من مرض السكري من الفئة الثانية، ومن السرطان أيضا.
لكن بالنسبة للأشخاص الذين لا يرغبون فقط في تحسين حالتهم الصحية، وإنما في ممارسة الرياضة بمعدل أعلى وبكثافة أكثر، فعليهم اتخاد قرار بشأن الرياضة التي يرغبون في ممارستها، فتمارين اللياقة البدنية تؤدي إلى حرق دهون أكثر، لكنها لا تسهم كثيرا في بناء العضلات.
في المقابل، يستهلك جسم الرياضيين الممارسين لتمارين كمال الأجسام الكثير من الطاقة، ويحرق الدهون حتى في حالة الاسترخاء، وفق ما أشارت إليه دراسات نشرها موقع "شبيغل أونلاين".
كثافة العضلات
ولرياضة كمال الأجسام فائدة أخرى، فبالإضافة إلى قوة العضلات تنمو أيضا كثافة العضلات بشكل ملحوظ، حسبما يقول ميشائيل بيرينغر، أستاذ في معهد علوم التدريب في جامعة كولونيا الألمانية.
وفي كثير من الحالات يوصي خبراء الصحة الرياضية بالجمع بين تمارين اللياقة البدنية والقوة، وقد أظهرت تحليلات علمية واسعة عام 2012 أن المزج بين الرياضتين له فعالية أكثر مقارنة بالاقتصار على نوع واحد فقط، حيث يفقد الجسم وزنا أكثر، وفي نفس الوقت توفر ممارسة النوعين حماية من الإصابات، خاصة على مستوى الظهر بسبب تمارين تقوية العضلات.
لكن على الرياضيين الانتباه أكثر خلال تنويعهم التمارين الرياضية، لأن الإكثار من تدريبات اللياقة البدنية يعوق بناء العضلات وتقويتها، وفي المقابل لا تؤثر تمارين العضلات على أداء الدورة الدموية.
ويقول الباحث الرياضي باتريك فال إن الجمع بين تمارين اللياقة والقوة يؤدي خلال ستة إلى سبعة أسابيع الأولى إلى تقوية العضلات تماما مثلما يحدث عند الاكتفاء برياضة كمال الأجسام وحدها، غير أن فال يؤكد أيضا أنه بعد ذلك تتراجع كتلة العضلات بشكل واضح بسبب تمارين اللياقة البدنية.
وسواء تعلق الأمر برياضة كمال الأجسام أو تمارين اللياقة البدنية فإن الخبراء يؤكدون مسألة مهمة، وهي أن الرياضة وحدها ليست كافية لخفض الوزن إذا لم تقترن بنظام غذائي صحي.