memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipediaفي حافلة حديدية تشبه السجن كان اللقاء مع الأسير وجدي جودة، من بلدة عراق التاية في خاصرة نابلس من الجهة الشرقية">
20-9-2015
بقلم الدكتور أمين أبو وردة
أصداء- في حافلة حديدية تشبه السجن كان اللقاء مع الأسير وجدي جودة، من بلدة عراق التاية في خاصرة نابلس من الجهة الشرقية، عندما كان منقولا من سجن جلبوع الإسرائيلي في طريقه لسجن النقب. ما أن صعد جودة إلى الحافلة حتى وقعت عيناه على صحفي أسير كان متواجدا في تلك الحافلة، قادما من سجن مجدوالى محكمة عوفر، لم يتلقيه منذ 13 عاما، ليكون اللقاء عاطفيا تخلله عناق الصداقة رغم القيود التي كبلت الطرفين.
سعادة غامرة طغت على جوده المحكوم بالسجن 25 عاماً أمضى منها زهاء 13 عاماً، والذي كان قبل اعتقاله على تواصل مع الصحفيين، كونه من القيادات الفعالة ميدانياً في إطار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومطارداً في جناحها العسكري- لجان المقاومة الوطنية.
ترحاب متبادل واستقبال مفعم بالحيوية أمام السجان والأسرى داخل البوسطة الطويلة، ليبدأ الحديث عن سؤاله عن بقية الزملاء، واستحضار انباء وفاة الزميل الصحفي عاطف سعد الذي توفي بنوبة قلبية قبل نحو الشهر والنصف، دون أن نتمكن من مواساة أسرته والمشاركة بتشييعه بسبب الأسر.
وكانت المفاجأة أن جودة كان على مواكبة لكل أخبار الزملاء الشخصية والمهنية وسردها بشكل متسلسل، مما يظهر عناية واهتمام لافت لمجريات الأصدقاء خارج أسوار الأسر.
قضايا عديدة تم طرحها في الساعات الخمس التي عشناها معاً داخل البوسطة وفي أقفاص الانتظار في معبار الرملة كانت فيها الأفكار تنتقل بين الماضي والحاضر، تشخص السنوات أل 13 الفائتة، ووقعها على الحاضر والمستقبل.
محطات الاعتقال التي عاشها جودة كانت مليئة بالأحداث، كونها طالت كل السجون في إطار أكثر من 30 بوسطة جلها تنقلات عقابية ومنعا للاستقرار. كان جودة مهتماً بتفاعل الشارع الفلسطيني والفصائل لقضايا الأسرى مع عتابه لضعف فعاليات المساندة والتضامن معهم.
تجربته الخاصة بالإضرابات التي شهدتها السجون مليئة بالتشخيص والتقييم، كونه أحد قادة الحركة الأسيرة في إدارة تلك الإضرابات، خاصة إضراب العام 2012، يشعر بالأسى لضعف الهجمة الوطنية خارج أسوار السجون لأسباب اعتبرها موضوعية مرتبطة بالوضع العام العربي الفلسطيني، وغياب القيادات الواعية الشابة. الاحتلال حرمه من إكمال دراسته العليا بعدما نقل من سجن هداريم إلى سجن جلبوع، الذي ما لبث أن عاش فيه حتى النقل إلى سجن النقب في الجنوب.
رغم قصر المدة التي التقينا فيها بالبوسطة ومعبار الرملة إلا أن فرحة جودة لا توصف، لأنه كما يقول عادت به الذاكرة إلى سنوات خلت من الذكريات في شوارع وحارات نابلس، حيث محطات من النضال بأشكاله المختلفة كانت نهايتها الأسر لكن الفرج آت رغم قسوة الحالة.