عقد منتدى المنارة للثقافة والإبداع يوم السبت الموافق 5/12/2015، وبالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة/ نابلس ندوة أدبية بعنوان (الرواية الفلسطينية واقع وتحديات)، وتوزعت الندوة على جلستين، خصصت الأولى لمقاربات نقدية حول الرواية الفلسطينية، والثانية لعرض شهادات إبداعية.
وفي الكلمة الافتتاحية للندوة أشارت الدكتورة لينا الشخشير رئيسة المنتدى إلى أن الرواية الفلسطينية شهدت تطورا ملموسا في الكم والمستوى الفني، إذ اجتاحت الرواية عالم الكتابة وعدل بعض الشعراء عن كتابة القصائد إلى احتراف فن الرواية فأضحت النوع الأدبي الأبرز مع نهاية القرن العشرين. وعلى المستوى الفني استطاع كثير من روائيي فلسطين أن يقيموا توازنا بين السياسة والإبداع، وإن ظلت الرواية الفلسطينية في نظر د. الشخشير "رواية مقاومة".
وتحدث في الجلسة الأولى كل من أ.د. عادل الأسطة ود. عبد الرؤوف خريوش وأ. فراس حج محمد وأ. حسني مليطات، فقدموا مقاربات نقدية حول الرواية الفلسطينية، فكان حديث أ.د الأسطة متمحورا حول الرواية الفلسطينية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، إذ استعرض مجموعة من الروايات لغريب عسقلاني وسحر خليفة وعبد الله تايه، وأحمد حرب وأحمد رفيق عوض، كما توقف عند ظاهرة تحول بعض الشعراء إلى كتابة الرواية من أمثال علي الخليلي وسميح القاسم وزكريا محمد، وأشار الأسطة كذلك إلى اعتماد كثير من الروائيين على تجاربهم الذاتية في كتابة الرواية وأَثَر ذلك على فنية الرواية الفلسطينية بشكل عام.
وأما د. عبد الرؤوف خريوش فناقش في مقاربته النقدية مراحل تطور الرواية الفلسطينية، ووقف عند الروايات الأولى من مثل رواية الوارث لخليل بيدس ورواية مذكرات دجاجة لإسحاق موسى الحسيني، مبينا مواقف النقاد من الرواية لاسيما موقف الناقد فاروق وادي، وبعد عام النكبة توقف خريوش عند روايات غسان كنفاني وإميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا.
وناقش أ. فراس حج محمد حضور الهم السياسي في الرواية الفلسطينية من خلال استعراض سريع لذلك في روايات مختارة، فأشار إلى اعتماد الرواية الفلسطينية على الموضوع السياسي بشكل كبير، عند غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا، وعند الروائيين الجدد من أمثال عيسى القواسمي ومشهور البطران وباسم خندقجي، وأبرز كذلك مثالا للرواية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني من خلال رواية باط بوط لتوفيق بيدس.
وفي الورقة النقدية الأخيرة تتبع أ. حسني مليطات الرواية والمصادر التاريخية التي اعتمد عليها الروائي أحمد رفيق عوض في رواية "القرمطي"، مبينا الرؤية الإبداعية وتقنيات السرد التي اعتمدها الروائي في بناء رواية معتمدة على التاريخ، كما قارن بين الحدث التاريخي وتوظيفه فنيا في الرواية.
وفي الجلسة الثانية استمع الحضور لشهادات إبداعية لنخبة من الروائيين، فتحدث د. أحمد رفيق عوض عن بداياته في الكتابة السردية، وفي كتابة الرواية، وتطور مشروعه الروائي العابر للقضية الفلسطينية إلى أفق عربي وإسلامي، وقد أنجز ضمن هذا المشروع مجموعة من الروايات معتبرا رواية "مقامات العشاق والتجار" من أهم تلك الروايات.
وتحدثت أ. منى النابلسي، بوصفها روائية شابة ذات رواية واحدة منشورة عن تجربتها في كتابة رواية "قطع من الفوضى"، وقد ركزت على البعد الإنساني للكاتب وضرورة مناقشة تلك الأفكار التي يجد كل إنسان نفسه وأفكاره فيها.
وقدم د. وليد الشرفا، شهادة إبداعية مركزا فيها على البعد الجمالي والفلسفي لكتابة العمل الإبداعي، وأفاض كذلك في الحديث عن روايته "القادم من القيامة" والتقنيات الفنية والجمالية لكتابتها، موضحا أنها رواية تندرج ضمن مجموعة من الروايات التي عبرت عن خيبة الكاتب من تلك المرحلة التي وجد نفسه يعيش في محيطها المحبط، مستعيرا تعبير الناقد فيصل دراج عن الرواية بأنها تجسد "عبقرية الفجيعة".
واختتمت الندوة بمناقشة الحضور للروائيين وتقديم المداخلات القيمة حول ما طرح من موضوعات في الندوة.