الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
تونة بقلم الأسير ( أ. باجس يونس عمرو )
تاريخ النشر: الأثنين 07/12/2015 07:39
تونة بقلم الأسير ( أ. باجس يونس عمرو )
تونة بقلم الأسير ( أ. باجس يونس عمرو )

 

 
حياة الأسرى محدودة في كل تفاصيلها , فهم لا يعانون فقط من محدودية المكان الزمان والمكان .. بل من محدودية الطعام وتكراره أيضا ً, فلعلك تستمع إلى أسير يخاطب زميله قائلاً إني جائع فيرد عليه  وأنا أيضا ً , ثم ينتقالان معاً إلى السؤال الثاني ماذا سنأكل؟ فيأتي الجواب سريعاً ( تونا ) لأن الخيارات محدودة أصلاً أو معدومة ثم يتشاوران عن الصنف الذي سيُضيفانه للتونة هل هي الذرة أم الفلفل والبصل ؟ وأيا ً يكون الجواب فالتونة هي التونة , ثم ينتقل المشهد إلى عددٍ آخر من الأسرى الذين يُمارسون الرياضة في كل صباح , وبعد ساعاتِ من اللعب لا بُد لهم من وجبة يُقيمون بها أودهم  , ويسندون بها عودهم والخيار الأوحد أو الوحيد هي التونة أيضاً , وليس ببعيد عن هنا يجتمع الأسرى المُتوجهون إلى المحاكم وغيرها في مكانٍ في مُنتصف الطريق يُسمى المعبار وهم قادمون من كل السجون , وما أن يضعوا أمتعتهم حتى يبدأوا التفكير بالطعام وسرعان ما تطل عُلب التونة برأسها من الحقائب ,فالكل يحمل التونة ويُقدمها وقصة التونة في السجون طويلة ومستمرة حتى جاء اليوم التي منعت إدارة فيه إدارة السجون خروج العُلب المعدنية إلى البوسطة ( أي الحافلة التي تُقل الأسرى ) .
 
كان لا بد من حل ٍ بديل عن التونة  وجاء الحل سريعا ألا وهو إفراغ علب التونة المعدنية في أخرى بلاستيكية , فعندما يجوع الأسير فليس عنده خيار أفضل منها , وعندما يغضب فليس له سلاح إلا عُلبة التونة يقذفها في وجه السجان  أو يطعنه بغطائها , فطبيعة الإنسان فإنه يمل من تكرار الأشياء لذلك لا بد من بديل ,, فاجتمع المجتمعون وفكر المُفكرون وقدموا طلباً لمصلحة السجون بأنهم يريدون بديلاً عن التونة , فاستجابت الأخيرة لطلبهم وأحضرت لهم نوعاً جديداً من التونة إسمها ( التونة بالصلصة ) وهنا أصبحت التونة رفيقة الأسير في سجنه التي لا غنى له عنها .
 
بقلم الأسير ( أ. باجس يونس عمرو )
 
سجن النقب الصحراوي
 
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017