الرئيسية / منوعات / صحة
ضرر العيش قرب المزارع يعادل ضرر التدخين السلبي
تاريخ النشر: السبت 12/12/2015 06:36
ضرر العيش قرب المزارع يعادل ضرر التدخين السلبي
ضرر العيش قرب المزارع يعادل ضرر التدخين السلبي

 واشنطن - أفادت التجارب المخبرية أن أثر المواد الكيميائية السامة التي تدخل في تركيبة المبيدات يشبه إلى حد كبير أثر التدخين السلبي على رئتي الأطفال.

وحذرت إحدى الدراسات من أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المزارع يتعرضون إلى الكثير من الأمراض جراء المبيدات، حتى وإن كانت بمستويات منخفضة. ووجد الباحثون أن مستويات الأيض من مبيدات الفوسفات العضوي في جسم الأطفال الذين يعيشون بالقرب من مزارع تعطل أنفاسهم.
 
كما أن كل زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في تركيزات المبيدات كانت مرتبطة بانخفاض 159 مليمترا في وظائف الرئة، وهذا يعادل حوالي 8 بالمئة هواء أقل، أي ما يعادل هواء إطفاء الشمعة.
وأوضحوا أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه المبيدات يواجهون مخاطر أكبر من مرض الانسداد الرئوي المزمن في سن البلوغ، وهو واحد من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا في العالم.
 
وقال أحد مؤلفي الدراسة الدكتور بريندا إسكينازي من جامعة كاليفورنيا “وجد الباحثون مشاكل في التنفس لدى عمال الزراعة الذين يتعرضون لهذه المبيدات، ولكن هذه النتائج الجديدة عند الأطفال الذين يعيشون في منطقة زراعية حيث يتم استخدام الفوسفات العضوي، أول دليل يشير إلى أن الأطفال المعرضين للفوسفات العضوي يعانون من فقر في وظائف الرئة”.
 
وأجرت الدراسة تجارب وظيفية على رئة 279 طفلًا ممن يعيشون في ولاية كاليفورنيا ساليناس فالي، حيث كان الأطفال المشاركون جزءا من مركز التقييم الصحي للأمهات والأطفال من ساليناس، وذلك خلال دراسة طويلة تابعتهم من الرحم حتى سن المراهقة.
 
وجمع الباحثون عينات البول من الأطفال خمس مرات من عمر ستة أشهر إلى خمسة أعوام، واختبروا مستويات الأيض من المبيدات العضوية الفوسفاتية. وأعطي للأطفال في سن السابعة، اختبار قياس التنفس لقياس كمية الهواء التي يمكن أن يخرجوها في الزفير.
 
وأوضحت الدكتورة راشيل رعنان “في دراستنا، الأطفال الذين تعرضوا للمبيدات كانوا أقل قدرة على التنفس، وإذا استمرت وظائف الرئة في الانخفاض في مرحلة البلوغ، فهذا يمكن أن يجعل المشاركين في خطر أكبر من تطور مشاكل الجهاز التنفسي”.
 
الحوامل اللاتي يعشن قرب مزارع تستخدم المبيدات الحشرية، معرضات أكثر لإنجاب طفل مصاب بالتوحد
وأضافت أن التعرض لهذه المبيدات يمكن أن يكون ضارا لرئتي الأطفال، بما في ذلك تلوث الهواء، ودخان أفران الأماكن المغلقة، وتدخين التبغ البيئي.
 
وأشار الباحثون إلى أنه، للحد من تعرض الطفل للمبيدات، يجب على المزارعين إزالة ملابس عملهم والأحذية قبل دخول منازلهم، وأن يبقى الأطفال في الداخل عندما يتم رش الحقول، وينبغي أيضا أن تغسل الفواكه والخضار جيدا قبل الأكل.
 
وتوصلت دراسة أخرى أجريت بولاية كاليفورنيا إلى أن النساء الحوامل اللاتي يعشن قرب مزارع تستخدم المبيدات الحشرية، ترتفع لديهن بنسبة الثلثين احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد.
 
ونشرت الدراسة في مجلة “إينفايرومنتال هيلث بروسبكتيف”، وركزت على العلاقة بين العيش قرب أماكن رش المبيدات الحشرية والحصول على طفل مصاب بالتوحد، وجمعت بيانات من قرابة ألف مشارك، وشملت عائلات لديها طفل مصاب بالتوحد.
 
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة إيرفا هيرتز بيكيتو نائبة رئيس قسم علوم الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، إنهم لاحظوا أن هناك عدة أنواع من المبيدات الحشرية التجارية كانت تستخدم قرب مساكن الأمهات اللاتي لدى أطفالهن توحد أو تأخر في النمو.
 
وعاشت ثلث المشاركات في الدراسة على مسافة تراوحت بين 1.25 كيلومتر و1.75 كيلومتر من مكان رش أو استخدام المبيد الحشري. ووجد الباحثون أن خطر التوحد يرتفع عندما يتم التعرض للمبيد الحشري في الثلثين الثاني والثالث من الحمل. وقال مؤلفو الدراسة إن النتائج تظهر أن دماغ الجنين قد يكون معرضا للضرر الناجم عن المبيدات الحشرية، ودعوا الأمهات الحوامل إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم التعرض للمبيدات الحشرية أثناء فترة الحمل.
 
ويقول الدكتور كينيث سبيث، مديرُ مركز الطب المهني والبيئي في المنظومة الصحِّية في الساحل الشمالي في نيويورك هايد بارك في مدينة نيويورك: إنَّ هذه الدراسات الهامَّةٌ، تدلُّ على أنَّ المبيدات خطرة على صحَّة الإنسان، حتّى إذا تعرّض لها بكمِّيات ضئيلة. ونميل للاعتقاد بأنّ التعرُّض للمبيدات، المحتوية على مستويات منخفضة من الفُوسفات العضوية التي نستخدمها بشكل معتاد، غيرُ ضار، ولكنَّ الدراساتِ، ومن ضمنها هذه الدراسةُ، تشير إلى أنَّ هناك ضررا حتى من هذه المبيدات، وإنَّنا نحتاج لإعادة التفكير في ضبط استخدام هذه المبيدات، ومعرفة كيف تضرُّ بصحَّتنا”.
العرب
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017