عقدت وزارة الصحة وبالتعاون مع منظمة أطباء العالم فرنسا حفل إطلاق نظام التحويل الوطني الخاص بالصحة النفسية بمشاركة وزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة التربية والتعليم العالي ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وممثلي المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في قطاع الصحة النفسية.
نظام التحويل الوطني هو جزء لا يتجزأ من خدمات الصحة النفسية، وفي الحقيقة إن نظام التحويل يشكل العمود الأساسي لأي نظام صحي عالمي فعَال، إن التحويل الفعَال يتطلب تنسيقاً دقيقاً وتقنيات واضحة للتأكد من أن المنتفع يتلقى رعاية مُثلى على كل مستوى من مستويات الخدمات النفسية، كون المنتفع ينتقل من المرفق الأول (المرسل)، فمن الأهمية أن يكون المرفق الثاني(المستلم) على علم بالخدمات التي تلقاها المنتفع في المرفق الأول، بالإضافة إلى المتابعة اللازمة إذا كان هناك حاجة. وعليه، تم تصميم نظام التحويل الوطني الخاص بالصحة النفسية ليشمل استمارة التحويل واستمارة إعادة التحويل.
وجود نظام التحويل الوطني يساعد على تعزيز ودعم التنسيق بين مرافق الصحة النفسية في الوطن، ويعمل هذا النظام على توحيد النماذج واللغة المهنية بين المرافق المقدمة لخدمات الصحة النفسية في الوطن، وإقامة علاقات وطيدة بين جميع مستويات الرعاية الصحية، وبالتالي ينعكس بالإيجاب على نوعية الخدمات النفسية المقدمة للمنتفعين.
يهدف نظام التحويل الوطني الى تسهيل التقييم والتشخيص والعلاج والتحويل ومتابعة الخدمات الأخرى من خلال إعادة تحويل المنتفع مما يؤدي الى تكامل الخدمات المقدمة.
عملت منظمة أطباء العالم مع وزارة الصحة الفلسطينية ( وحدة الصحة النفسية)، كشريك استراتيجي منذ عام 2010 على صياغة بروتوكولات التحويل، بناء على أدوات التحويل المستخدمة من قبل مزودي الخدمات النفسية في محافظة نابلس. عملت منظمة أطباء العالم وشركاء آخرين من العاملين في مجال الصحة النفسية، على تحسين وتطوير فعالية نظام التحويل، ليكون نظام تحويل مهني ومنطقي كجزء من خدمات الصحة النفسية في فلسطين.
لقد مر نظام التحويل عبر مرحلتين تجريبيتين على مستوى محافظة نابلس وسلفيت والخليل. كانت المرحلة الأولى عبارة عن مرحلة تجريبية تم من خلالها تدارس كافة الوثائق المستخدمة في مؤسسات الخدمات النفسية على مستوى محافظة نابلس ، والخروج بنموذج تحويل موحّد تجريبي يشمل استمارة التحويل واستمارة إعادة التحويل ، من خلال التجربة العملية لاستخدام نموذج التحويل الموحّد، كانت هناك بعض الأمور التي هي بحاجة إلى تطوير ومتابعة.
أما المرحلة الثانية كانت مشاركة محافظة سلفيت ومحافظة الخليل، حيث تم العمل على عقد ورش عمل تقييمية لنظام و بروتوكولات نظام التحويل، والذي تم تجريبه على مستوى مؤسسات حكومية وغير حكومية، والذي اثبت نجاعته في خدمة المنتفع.
ولقد استمر تقييم نظام التحويل والاستفادة من استشارات المؤسسات الشريكة والتي تعتبر امتدادا لكافة المؤسسات المقدمة لخدمات الصحة النفسية في فلسطين، وكانت النتيجة نظام تحويل وطني خاص بالصحة النفسية، معتمد من مزودي الخدمات النفسية وملزم من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.