الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
الاسير الشاعر أم الشاعر الآسر* بقلم الأسير أ. باجس عمرو
تاريخ النشر: الجمعة 18/12/2015 06:41
الاسير  الشاعر أم الشاعر الآسر* بقلم الأسير أ. باجس عمرو
الاسير الشاعر أم الشاعر الآسر* بقلم الأسير أ. باجس عمرو

 

رباه جئتك في قيودي ضارعا .. والنار تلهب في الحشايا رب
رباه أطرق باب جودك جاثيا .. فقد اختنقت من اشتداد الكرب 
أرجوك يا ذا المن اكشف ذليتي .. وجلاء مأساتي فإنك حسبي
أبيات من الشعر سهلة الكلمات ..عميقة المعاني يتراءى له قائلها وهو يناجي ربه طالبا منه أن يخلصه من قيد الأسر وقيد الذنب وكأنه يريد أن يرسخ معنى جميلا مفاده أن الخلاص من قيد الأسر لا يكون إلا بعد الخلاص من قيد الذنب .. وهذا المعنى الرائع لا يصدر إلا عن إنسان واسع الرؤية عميق الفكر .
والأسير عمر صبري عطاطرة الشاعر الفقيه .. الرياضي .. الطاهي .. المشاكس ايضا .
 
ولد الأسير عمر في إمارة العين في الإمارات العربية المتحدة 1978 وعاش فيها ردحا من الزمن ، انتقل بعدها هو وعائلته إلى الأردن وبقي هناك حتى عام 1991 لينتقل بعدها للعيش في فلسطين وتحديدا في يعبد قضاء جنين القسام التي هي مسقط رأس أبيه ، وفيها أتم تعليمه الثانوي ، واسيرنا أردني الهوية .. فلسطيني الهوى .
في العام 2000 قام بتنفيذ عمليه تفجيرية أدت إلى إصابة 20 إسرائيليا اعتقل على إثرها وأودع السجن وحكم عليه فيما بعد بالسجن الفعلي لمدة 20 عاما .
يكتب عمر الشعر ، فقد كتب آلاف الأبيات التي تأسر القلوب فمنها ما هو بالمدح والرثاء والغزل والهجاء ، فقد رثى بقصائده القادة العظام كأمثال الياسين والرنتيسي والجعبري ومدح الثورات العربية والمشاركين فيها ،وتغزل في فلسطين وزوجة المستقبل ، وهجا الظالمين الذين نترفع عن ذكر أسمائهم ، وهو أيضا لا يتوانى ولا للحظة بكتابة القصائد لمن يريد من الزملاء الأسرى، فهذا يريد أن يكتب قصيدة لزوجته وذاك لابنته وآخر لأمه ، بالإضافة إلى الشعر فإن شاعرنا خطيب مفوه يجذب القلوب والأرواح إليه ويلفت الأنظار ويستنهض الهمم ، وهو يواظب على مطالعة الكتب وقراءة الصحف العربية والعبرية وهو أيضا فوق كل ذلك يشارك في الأنشطة الثقافية والمسابقات الأدبية داخل السجون .
 
يحب عمر ممارسة الرياضة بشكل يومي ،ويجيد الفنون القتالية علاوة على رفع الأثقال وما إلى ذلك هو طاه جيد يصنع الطعام بالإضافة إلى الحلويات والمعجنات فهو يصنع مما لذ وطاب بأشياء بسيطة ووسائل أبسط .
عندما يحزن عمر يكتب أجود الشعر وأعذبه ، وعندما يفرح يقول أجمل النكات وأكثرها إثارة للضحك ، وإذا غضب لم يحقد ولم يكره أسرعه للمسامحة ، وإن رضي أعطى ولم يمنع .
 
 
 
أمضى عمر حتى يومنا هذا ستة عشر عاما في السجن وهو ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يصبح فيه حرا طليقا يعانق تراب الأرض ويحدق في النجوم ويرحل بعينيه في الفضاء الرحب يبحث عن نجمة وضاءة تؤنسه وتدخل السرور إلى قلبه .
باجس عمرو ..
سجن النقب الصحراوي
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017