لطالما سمعنا عن القوات الخاصة الصهيونية المختصة بقمع الأسرى داخل سجون الاحتلال فمن هم ولماذا وجدوا ؟ وما هي تبعات عملهم على صعيد الأسرى ؟ هذا ما نحاول الإطلاع على بعض تفاصيله في هذا التقرير
تعريف مختصر
أولا / وحدة النحشون : وهي وحدة التدخل والأمن أُنشأت سنة 1973 واسمها الأول كان بمعنى الأمن والعمليات ثم تم تغيره عام 1993 وأصبح اسمها نسبة إلى " نحشون عمينداف " وهو اسم توراتي لسيدنا موسى لأنه اجتاز البحر الأحمر بكل قوة وعزيمة وهذا المراد من هذه الوحدة أنه تكون بنفس القوة والصلابة .
أما من الناحية التنفيذية والإدارية فهي تابعة مباشرة لرئيس العمليات والأمن ، وعمليات المرافقة التي تقوم بها و تكون تحت أمر وبقرار من هيئة الجيش ومصلحة السجون والمخابرات العامة, ويقوم جل عملها على مرافقة الأسرى خلال التنقلات بين السجون , كمثل مرافقتهم للأسرى في يوم تنفيذ صفقة وفاء الأحرار .
تمتلك وحدة النحشون مئات المركبات والحافلات والدراجات النارية التي تتلائم مع مهمتها في مرافقة الحافلات التي تنقل الأسرى أو " البوسطة" , إضافة لمقرها الذي كان قديماً قرب منطقة بيت ليد قبل انتقاله عام 1982 إلى سجن الرملة حتى الآن .
ثانيا وحدة المتسادا : وهي وتسمى وحدة السيطرة وهي وحدة خاصة ويجب على كل من يعمل بها أن يكون من أفراد الوحدات الخاصة بالجيش .
تأسست عام 2003 بعد ازدياد حالات الاحتجاج داخل السجون ضد سياسات مصلحة السجون , و من مهام هذه الوحدة الوقوف في وجه أي احتجاج داخل السجن وقمعه والحفاظ على الأمن وتتبع , بشكل أساسي لمصلحة السجون لكن في عام 2006 أصبح جزءٌ منها تابعاً لأركان جيش الاحتلال .
الخطير في هذه الوحدة أن أفرادها يتدربون على كيفية القتل مباشرة إضافة لامتلاكهم الأسلحة النارية الحية .
ثالثا وحدة الدرور : أنشأت عام 1994 وفقاً لقرار المفوض وقتها الجنرال أرييه بيبي وبدأت عملياتها فعلياً في كانون الثاني عام 1995 وتتبع لمصلحة السجون ومهمتها الأساسية التفتيشات المتنوعة والاقتحامات.
رابعاً المماز : ومهمة هذه الوحدة التفتيش في مرافق الأسرى الخاصة , كأسرَّة النوم , ودورات المياه بشكل تفصيلي , والجدران والأرضيات , إضافة لأنابيب الصرف الصحي الخارجية .
يضاف إلى الوحدات الأربعة وحدة تسور والتي تأسست عام 2006 للجنائيين وللجرائم والقضايا الأخلاقية , ومهمتها التأهيل والمراقبة وليس لها مهام عمل مع الأسرى الفلسطينيين إلا اذا كان هناك تعاون أو حاجة للتدخل , وتتبع لرئيس العمليات والأمن .
رواية حية
الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار محمد أبو عطايا يروي لإعلام الأسرى تفاصيل أول حادثة اقتحام للسجون من قبل وحدات المتسادا الصهيونية والتي يعاني الأسرى من اقتحاماتها بشكل شبه يومي , في ظل تكتمٍ إعلاميّ إلا من القليل الذي يتسرب , وما خفي داخل هذه السجون أظلم وأطغى .
يقول أبو عطايا أن وحدات الشاباص متنوعة وتختلف أعمالها , لكن الوحدة التي تحتك بالأسرى وتوجعهم بشكل مباشر هي وحدة المتسادا .
وأضاف أبو عطايا أنه في نهاية عام 2003 استحدثت مصلحة السجون قوة جديدة تدعي " متسادا" بمعنى القلعة وهذه الوحدة مهامها مهام قمعية وللسيطرة على الأسرى في حال احتجاجهم أو احتجازهم أحد السجانين أو ضباط السجن وقد بدأ عمل هذه الوحدة بحسب أبو عطايا في بداية عام 2004 وقامت بأول اقتحام لسجن عسقلان من أجل السيطرة على الأسرى حينما رفضوا التفتيش الليلي الذي تقوم به مصلحة السجون .
ويضيف " كان القرار لدى الأسرى جميعهم بعدم السماح بالاقتحامات الليلية للأقسام والغرف , فقامت قوات التفتيش بمحاولة اقتحام غرفة رقم 48 في قسم 11 وقد رفض أسرى الغرفة التعاطي مع هذا القمع والتفتيش وقد احتجزنا ضابط داخل الغرفة لفترة قصيرة في رسالة لإدارة السجن بأننا نرفض هذا الإجراء , فقامت مصلحة السجون على إثر ذلك باستدعاء قوة المتسادا وإعطائها الضوء الأخضر لاقتحام الغرفة على الأسرى وتحرير الضابط من بين أيديهم والسيطرة على الأسرى بداخله ".
وأشار إلى أن الضابط المسؤول عن أفراد هذه الوحدة كان يحمل مسدساً به طلقات نارية حية , فيما باقي أفرادها يحملون أسلحة الفلفل والرصاص المطاطي إضافة للقنابل الصوتية , وقد قامت الوحدة باقتحام الغرفة وبداخلها من الأسرى ( محمد أبو عايش , محمد عثمان , مصطفى رمضان , فهد الزقزوق , بسيم الكرد , أشرف البعلوجي, فايق المبحوح , أشرف أبو مرخية ) وقاموا بإطلاق النار على الأسرى من نقطة صفر وقد أصيب الأسير مصطفى رمضان في ظهره وقدمه بأكثر من 15 رصاصة خلال الاقتحام , إضافة للضرب المبرح الذي تعرض له جميع أسرى الغرفة ال 10 وبعد ذلك تم جرهم جميعاً بشكل مذلٍ ومهين.
بعد ذلك توجهت الوحدة إلى غرفة أخرى مصيبة عدداً آخر من الأسرى وأبرز الإصابات كانت بحق الأسير عماد الدين الصفطاوي بطلقين في قدميه من مسافة قريبة " .
الجدير ذكره أن هذه الوحدة انتشر عملها من بعد ذلك الاقتحام , فقد قامت بعد حادثة غرفة رقم 48 باقتحام سجن النقب وإطلاق النار على رأس الأسير محمد الأشقر مما أدى لاستشهاده على الفور بسبب النزيف الكبير الذي تسببت به إصابته برصاص الوحدة .
وختم أبو عطايا حديثه بأن هذه الوحدة تحمل الضوء الأخضر لتخريب محتويات الأسرى بجميع أنواعها , ما يؤدي لتكبد الأسير لخسائر إضافية , لاسيما الإصابات التي يتعرضون لها منوهاً أن عشرات الأسرى لا يزالوا يعانون من هذه الإصابات حتى وبعد الإفراج عنهم وأقرب مثال الأسير المحرر كمال أبو نعيم الذي ما زالت آثار ضرب وحدات المتسادا على جسده رغم مرور 16 عاماً على حادثة الاعتداء عليه .
لكن عودة قوة المتسادا إلى الواجهة بتاريخها الأسود ضد الأسرى هو أمر مقصود , لاسيما مع دخول انتفاضة القدس شهرها الثالث وتزايد أعداد المعتقلين بشكل كبير جداً, الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات الحقوقية لوقف الانتهاكات المتكررة من إدارات السجون ووحدات قمعها .