نابلس:أصداء
لم يخطر ببال المسن محمود محمد موسى طعمة (65 عاما) أبو بلال من مواليد بلدة قفين قضاء طولكرم، والمقيم بالسعودية أن زيارته الأخيرة لوالداته المسنة والمريضة ستقوده هذه المرة إلى سجون الاحتلال.
كان يوما مصيريا في تاريخ أبو بلال في 13 نيسان 2014 حين جرى اعتقاله على معبر الكرامة لحظة دخوله الأراضي الفلسطينية متجها إلى مسقط رأسه لزيارة أمه ( أم عيسى ) البالغة من العمر (88) عاما، ليكون مستقره مركز تحقيق بيتاح تكفا، الذي مكث فيه 38 يوما، حرم خلالها كما يقول من النوم، بسبب التحقيق المتواصل، بالرغم من معاناته من السكري والضغط والكوليسترول، ودون توفير العلاج المناسب له.
وبعد انتهاء التحقيق معه، يقول أبو بلال :" نقلت إلى سجن مجدو وتعرضت لأكثر من (15 ) جلسة في المحكمة العسكرية، ووجهت لي تهمة الانتماء والعضوية في مجلس الشورى لحركة حماس".
ويعمل طعمة محاسبا مدققا حاليا لعدة شركات، بل واضحي خبيرا ماليا معروفا بالسعودية، وهو متزوج وأب ل (8) من الأبناء والبنات.
ومن المواقف المطبوعة في ذاكرة أبو بلال إبلاغه من قبل محاميه في أخر يوم تحقيق ،وكان وقتئذ بالمحكمة انه رزق اليوم بحفيد جديد أطلق عليه اسم (منذر)، وهو الاسم الذي كان يطلق على أبو بلال منذ صغره كلقب.
وادي اعتقال أبو بلال إلى فقدان عمله بالسعودية، وتهديد أسرته بفقدان الإقامة، لأنها مرتبط به، بالرغم من كون العائلة مرتبطة منذ 39 عاما حياة ودراسة هناك.
كان السادس من شهر كانون ثان من العام 2015 يوما مشهودا، عندما زارت والدة أبو بلال سجن مجدو والتقته، وكانت من خلف الزجاج، حيث وصف أبو بلال الأجواء بالمؤلمة والحزينة. فقد نزلت دموعه ودموعها دون أن يتمكنا من العناق. وتكتفي أسرة أبو بلال بالتواصل معه عبر برنامج شؤون الأسرى الذي تبثه جامعة النجاح الوطنية .ويثير اتصالهم وجدانه خاصة عندما تحدثت حفيدته دانية وحفيده عبد الله من السعودية.
وفي إحدى جلسات المحكمة طالبت النيابة حكما بالسجن (60) شهرا، لكن بعد عدة جلسات صدر الحكم بالسجن 40 شهرا، ويعد هذا الحكم حكما رادعا وجائرا لا يناسب التهم الموجهة إليه. ويعاني أبو بلال من صعوبة البوسطة خاصة انه كبير السن ويتم تكبيله باليدين والرجلين في كل محكمة. ويتطلع أبو بلال ليوم الإفراج حتى يلتم شمل العائلة، ويسدل الستار عن معاناة اكبر المعتقلين سنا في سجن سجن النقب، بعدما مكث قرابة العامين في سجن مجدو.